تقارير وحوارات

العيون الكبريتية بالحامي.. قبلة للسياحة والاستجمام وعلاج طبيعي بحاجة للاهتمام

كريترنيوز /تقرير / صبري باداكي

 

العيون الكبريتية في مدينة الحامي بساحل حضرموت، أحد العجائب الطبيعية، سحر للعيون الناظرة والزائرة، بحيث تجتمع فيها المياه الدافئة الغنية بالكبريت والمعادن العلاجية والاسترخاء، مع روعة المناظر الخلابة.

 

وتشكل العيون الكبريتية بالحامي وجهةً فريدةً للسياح الباحثين عن الاستجمام والشفاء الطبيعي. وفضلًا عن كونها مقصدًا لمحبي الاستكشاف والطبيعة تتدفق المياه من أعماق الأرض حاملة معها أسرارًا جيولوجية لتروي ظمأ الزوار وتقدم لهم تجربة استثنائية في أحواضها الفيروزية، التي تحيط بها تكوينات صخرية مذهلة ونخيل، لتعيد للجسد حيويته، وتُذهل العين بجمالها الساحر، مما يجعلها جوهرة سياحية تستحق الاكتشاف والاهتمام بها.

بالإضافة إلى فوائدها الصحية، تقدم العيون الكبريتية فرصة للتعرف على ثقافة حضرموت العريقة وضيافتها الأسطورية، بحيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمأكولات المحلية والإقامة في بيئة هادئة تتناغم مع الطبيعة.

 

معايين وعيون كبريتية:

 

توجد بالحامي العديد من العيون الكبريتية الساخنة تربو على 20 عيناً، تغذي الأراضي الزراعية الواسعة، والتي تعرف محليًا بـ(المعايين). وتميزت تلك العيون بقوتها العلاجية للعديد من الأمراض، مما يجعلنا نطلق عليها بحق اسم المستشفى الطبيعي، الذي يضم العديد من التخصصات، وهي أيضاً موقع سياحي بامتياز.

وفيها يقول العلامة أحمد بن حسن العطاس، في عام 1334هـ: إن في الحامي القريب من الشحر عينين من الماء الحار دائمًا، إحدهما الغسل فيها يذهب الأورام والأوجاع التي في المفاصل، والثانية الغسل فيها يذهب الطبيعة (مرض جلدي كالجذام ونحوه) هكذا من قبل ومجرب.

 

كما أن هناك بها عيون كبريتية تحمل مسميات عديدة، منها عين الروضة وهي من أقدم العيون يعود تاريخها إلى عهد الدولة الرسولية عندما حكمت حضرموت في القرن التاسع الهجري، وتميزت بعلاج البثور والجروح السرطانية المزمنة والإمساك والسكر وغيرها، وعين باحميد وهي نبعان مختلفان، فالنبع النجدي يستخدم علاجًا لأمراض (القرحة والرواسب والالتهابات والحموضة والسمنة)، أما النبع الغربي فيستخدم لعلاج التهاب اللثة والمطاحن والأسنان، المعروفة عند أهل الحامي بـ(قشاش)، وعين أبو سالم والتي تميزت بعلاج الالتهابات الجلدية والكدمات الرياضية، وعين القنبع واشتهرت بعلاج الشلل المبكر والرياح المعروفة بالرياح الحمراء، والروماتيزم وأوجاع المفاصل والركب، وعين معيان علوي وعُرفت هذه العين بعلاج الشذوذ العضلية، تصلب الظهر والشرايين.

 

والجدير بالذكر أن تلك العيون المذكورة أعلاه كانت مصدر تزويد السفن بالماء، كما ذكر ذلك الملاح الكويتي ابن قطامي في كتابه دليل المحتار، بقوله: (بندر الحامي ممزر ماء)، والممزر في اللغة هو ملأ القرية والسقاء.

 

نظرة اهتمام:

 

يناشد أهالي مدينة الحامي الجهات المعنية بالشأن السياحي والسلطة المحلية بالمحافظة والحكومة، النظر لهذه العيون الكبريتية الساخنة، صاحبة المياه العلاجية من الأمراض المختلفة، بكونها تشكل موقعاً سياحياً واستراتيجياً هاماً، محط أنظار الزوار من كل حدب وصوب، والتي تفتقر للاهتمام والعمل عليها لجعلها موقعاً سياحياً متكاملاً، وهي رمز ثقافي حضرمي أصيل.

 

ختاماً..

العيون الكبريتية بالحامي بحضرموت، وجهة فريدة للسياح الباحثين عن الاستجمام والشفاء الطبيعي، ولكنها بحاجة ماسة للتدخل من السلطة المحلية بالمحافظة والجهات المعنية بالشأن، ليعيد لها وجهتها السياحية والطبيعية.

زر الذهاب إلى الأعلى