تقارير وحوارات

منطقة ميفع بحضرموت.. أزمة مياه حادة تضاعف معاناة الأهالي

تقرير/ صبري باداكي :

تشهد منطقة ميفع في مديرية بروم ميفع، غرب محافظة حضرموت، أزمة إنسانية متصاعدة بسبب انقطاع مشروع المياه، مما ضاعف من معاناة الأهالي الذين يعتمدون على هذا المصدر الحيوي لتلبية احتياجاتهم اليومية من الشرب والاستخدام المنزلي.

ويعاني السكان من صعوبات كبيرة في الحصول على مياه نظيفة، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية وارتفاع درجات الحرارة، ما يفاقم المخاطر الصحية ويزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسر التي تضطر إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة من مصادر غير مضمونة.

ويأتي هذا الانقطاع المتكرر ضمن سلسلة من التحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تتراوح بين تردي الخدمات الأساسية وضعف البنية التحتية، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية والمؤسسات المحلية والدولية لمعالجة الأزمة، وتوفير حلول مستدامة تضمن وصول المياه بشكل منتظم، وتُخفف من المعاناة الإنسانية لأهالي ميفع الذين يواجهون ظروفاً حياتية صعبة.

ويعيش الأهالي أيامًا سوداء وكئيبة بسبب أزمة المياه الحادة التي أثقلت كاهل الأسر، في ظل الظروف المعيشية الصعبة في البلاد وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ما فاقم الوضع لدى أهالي المنطقة.

ويتجه معظم الأسر إلى استخدام طرق بديلة للبحث عن الماء للشرب والاستخدام المنزلي، مثل الاعتماد على الآبار والأودية أو شراء المياه من معامل التحلية.
وتزداد المعاناة يومًا بعد يوم، حيث تُرى الأمهات يحملن المياه من الآبار وسط ازدحام شديد وتجمعات كبيرة. وعادةً ما تكون هذه المياه غير صالحة للشرب، بل تُستخدم للاغتسال والاستعمال المنزلي فقط. بينما يلجأ معظم الأسر إلى شراء مياه محلاة للشرب والطبخ.

مكامن المشكلة:

أصبح مشروع المياه في المنطقة متهالكًا بسبب عدم صيانته لعدة أعوام، مما أدى إلى توقف بعض الخطوط عن العمل وانقطاع المياه المتكرر لفترات طويلة. وتكمن المشكلة في عدم إجراء الصيانة الدورية بشكل مستمر لتجنب الأعطال، وعدم التخطيط لمواكبة الزيادة السكانية في المنطقة، بالإضافة إلى عدم توفر مادة الديزل بكميات كافية لتشغيل المشروع لمدة 30 يومًا متواصلة دون انقطاع، إضافة إلى ازدياد حفر الآبار العشوائية التي توفر كميات غير كافية من المياه.
وهذه الأسباب واضحة أمام الجهات المعنية والقائمين على مشروع مياه ميفع، ويجب اتخاذ قرار حازم لإعادة مشروع مياه ميفع إلى مساره الصحيح، بحيث يعمل بشكل منتظم ومستمر دون انقطاع. خاصةً أن المشروع يمثل أحد أبرز المشاريع الحيوية في المنطقة.
ويناشد الأهالي الجهات المعنية والسلطات المحلية بالمديرية والمحافظة، النظر إلى معاناتهم والعمل على إيجاد حلول جذرية لأزمة المياه. كما يأملون أن تصل معاناتهم إلى المسؤولين في الحكومة لاتخاذ قرار بزيارة المنطقة وتفقد المشروع المتهالك.

ختاماً..
أهالي ميفع بحاجة ماسة إلى تحسين وضع مشروع المياه في المنطقة، لضمان توفيره بشكل منتظم ومستمر. وهذا يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية والمؤسسات المحلية والخيرية والدولية لمعالجة الأزمة الحادة، وتوفير حلول مستدامة تضمن وصول المياه، وتُخفف من المعاناة الإنسانية لأهالي ميفع، الذين يعيشون ظروفًا صعبة للغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى