تقارير وحوارات

الجامعات الإسلامية في تل أبيب بإسرائيل.. منبر للضلال والتناحر المذهبي وإثارة الفتن بين المسلمين.

كريترنيوز/ تقرير

يتعمد الكيان الإسرائيلي اختراق ومراقبة مجتمعات بعينها وممن حواليه، وكذلك البعيدة منه، عبر جواسيسه المغروسين التابعين لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية، (الموساد) التي تأسست في 13 ديسمبر 1949م.
مجال عمل ونشاط الموساد في العادة يتركز خارج حدود إسرائيل، ويسير في ثلاثة محاور أساسية هي:
أولاً: جمع المعلومات في المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والأمنية في كل أنحاء العالم.
ثانياً: تنفيذ عمليات خارج حدود إسرائيل: اغتيالات للعلماء والسياسيين عرب ومسلمين، وزرع الجواسيس والشرائح، وسرقة ملفات حساسة، وتعطيل أنظمة وبرامج دول معادية، وافتعال أزمات بين الدول.
ثالثاً: إجراء بحوث وتقييمات للأوضاع الأمنية في العالم التي ممكن تؤثر على إسرائيل في الحاضر أو في المستقبل، وكيفية التعامل معها.

نجح الكيان الإسرائيلي في اختراق الكثير من الانظمة العربية والإسلامية، سياسياً وأمنياً وعسكرياً. استثمر ثورات أو فوضى الربيع العربي لصالح تمرير أجندة خبيثة تدميرية في عدد من الدول العربية.

الجامعة الإسلامية في تل أبيب بإسرائيل:

في العام 1956م، أسس الموساد الإسرائيلي منظمة صهيونية في قلب تل أبيب، تحت مسمى “الجامعة الإسلامية”. وتعد أحد أهم أذرع إسرائيل ومن أخطر المنظمات الصهيونية التي تم إنشاؤها على الاطلاق. تعمل تحت إشراف ورعاية ودعم الموساد. تتمحور مهمتها ووظيفتها في اختراق عقول المسلمين حول العالم، بتحريف وتزييف التاريخ الإسلامي، وتسويق فكرة أن أغلب التاريخ الإسلامي مسروق من التاريخ اليهودي، وأن الأساس الذي قامت عليه الدولة الإسلامية في الماضي هو أساس يهودي، بالإضافة إلى بث فتاوى خبيثة وسرد قصص مغلوط عن السيرة النبوية، وتحريف كثير من الأحاديث، وإعطاء تفسيرات مغايرة لبعض آيات القرآن الكريم، والتشويش على عقليات الشباب المسلم غير الملم بأمور دينه، عبر الشيوخ الخريجين من تلك الجامعة. إلى جانب نشر الضلال وإثارة الفتن والتناحر العقائدي والمذهبي بين الشعوب العربية والإسلامية، عبر تبني سياسة “فرق تسد”.

وبحسب مراقبين، فإن الموساد هو المسؤول عن اختيار الطلاب المقبولين في صفوف هذه الجامعة، ممن يعتنقون الديانة اليهودية حصرًا، أي أنها جامعة مغلقة وليست مفتوحة. إضافة إلى اختيار وتعيين الأساتذة بعناية ودقة بالغة، وغالبًا ما يكونون على ارتباط وثيق به، وأيضاً تحديد المواد التي سيتم اعتمادها.

ويرى مختصون أن الجامعة تعمل وبشكل ممنهج ودقيق على إعداد (مبلغين) و (دعاة إسلاميين) مؤثرين، وتدعمهم مالياً ولوجستياً للبروز عبر وسائل الإعلام على الساحة العربية والعالمية، خاصة في خضم الأحداث التي تثير الجدل العالمي. ولعل أبرز هذه الظواهر (رجال الدين) الذين واكبوا أحداث ما يسمى بـ(الربيع العربي)، حيث أصدروا الفتاوى التي تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية.

تجسس وصناعة الدسائس:

صناعة الدسائس والتجسس حول العالم لصالح إسرائيل لا ينتهي بل في تصاعد مستمر، يتم عبر أهم هيئاته ألا وهي الموساد والجامعة الإسلامية في تل أبيب.
ولأن أساس إسرائيل ديني، فهي تلعب على وتره لتحقيق أهداف سياسية، ولأجل ذلك قامت بإنشاء الجامعة الإسلامية.
يجتهد الطلاب الإسرائيليون الملتحقون بالجامعة في إجادة اللغة العربية الفصحى والتحدث بها بطلاقة، وفي دراسة وفهم التاريخ العربي الإسلامي، والتعمق في دراسة العلوم الإسلامية الشرعية، التي تشمل علوم المقاصد كالحديث والتفسير والفقه والعقيدة والأخلاق، وعلوم اللغة العربية، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وعلوم مكملة مثل التاريخ الإسلامي والتراجم، وجميع العلوم الشرعية، أي العلوم التي تُعنى بدراسة الشريعة الإسلامية ومصادرها، بهدف فهم أحكام الإسلام وتطبيقها بشكل (مغلوط) في مختلف جوانب الحياة.

يهودي في عباءة إسلامية:

أجمعت تقارير لوسائل إعلام مختلفة على تعدد الأساليب التي يعتمدها الموساد في اختراق المجتمعات العربية والإسلامية، والتسلل إلى جميع مفاصلها، ليس فقط في بلدان شبه الجزيرة العربية، بل في المهجر أيضاً حيثما وجد المسلم، سواءً في أوروبا أو أمريكا وأستراليا وكندا والهند وغيرها.
لا تقتصر عملية تجنيد الموساد للعملاء على الجانب العسكري والاستخباراتي، بل يتعداها إلى التجنيد الثقافي الديني، حتى يتمكن من غزو المجتمعات المسلمة المحيطة بـ(إسرائيل) الرافضة لإقامة دولتها المزعومة.
فهو من خلال التمعن بدراسة التاريخ العربي الإسلامي يبني فرصًا جديّة لقدرته على تحريفه، إضافة لمحاولة التماهي مع البيئة التي ما زالت تلفظ إسرائيل عن أراضيها.
ولتجنيد العملاء، يعتمد الموساد على خطة ممنهجة وبالغة الدقة لتحقيق أهدافه، وذلك عبر الآلية الآتية:
-يشرف على عملية تدريب الطلاب علماء نفس واجتماع وسياسة، وعلماء اتصال وتواصل.
-على الداعية المنتسب إلى الجامعة أن يكون على استعداد للتواصل والتعامل مع المسلمين.
-يتم أدلجة الداعية بما يتوافق مع الشروط الإسلامية، من حيث: المظهر، اللغة، طريقة الحديث، وقار وخشوع مزيف.
-الاسم، حيث يتم اختيار التسمية على أن تكون مبهمة، كأن يقال له: أبو مصعب الشيشاني، أو أبو جنيد الصنعاني.
-تستغرق عملية الإعداد مدة طويلة، حتى يتخرّج (الداعية) ملمًّا بالعقائد الإسلامية والمسائل الفقهية واللغة العربية، حتى يكون بمقدوره توظيفها بما تستدعي الحاجة، كإعلان فتاوى تحرض على الجهاد والقيام بعمليات انتحارية، أو تحريض المسلمين المقيمين في أوروبا على القيام بعمليات انتحارية هناك، لإلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي. بالإضافة إلى تشجيع ودعم إقامة جماعات مسلحة جهادية ببعض الأقطار العربية، بهدف تدمير الأجهزة الأمنية والعسكرية العربية.

ارتباط مباشر بالموساد:

يهودي في هيئة شيخ مسلم مرتبط عضوياً بالموساد الإسرائيلي، ومدعوم مالياً ولوجستياً من قبله، أي أن الموساد – بحسب تقارير – يصنع هذا الخريج، ويعدّه إعدادًا خاصاً، يجعله ينتحل صفة (الشيخ المسلم). وفي هذا الإطار، كان بنيامين افرايم أحد هذه النماذج، حيث انتحل صفة إمام مسجد في ليبيا تحت اسم أبو حفص، وقد اعترف بعضويته في الجامعة وفي جهاز الموساد.
عادة ما يتم إعداد هؤلاء المجندين ليتحوّلوا إلى قادة منظمات مسلحة (جهادية) في أي لحظة، وتجربة تنظيم داعش ودعاتها الجهاديين ما تزال ماثلة أمامنا.

ختاماً..
الكيد الإسرائيلي للعرب والمسلمين لن ينتهي، ولن يتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ويتعين على العرب والمسلمين عدم الغفلة أو التقليل من خطورة ما يحيكه العدو الإسرائيلي، بل التصدي له بحزم وبنفس الأدوات حتى إفشاله.

زر الذهاب إلى الأعلى