تقارير وحوارات

بعد هزائم الإرهاب بوادي عومران.. حملات إعلامية مباشرة لرموز الانتصار في أبين تمّهد لعودة العناصر المتطرفة للمحافظة 

كريترنيوز /تقرير / رامي الردفاني

تشهد الساحة الإعلامية تصاعداً لافتاً في حجم ونوعية الحملات التي تستهدف قيادات عسكرية وأمنية جنوبية بارزة، في وقت تحقق فيه القوات المسلحة الجنوبية مكاسب ميدانية متسارعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية بمحافظة أبين، ما يعكس ارتباطاً وثيقاً بين تراجع هذه الجماعات ميدانياً ومحاولاتها نقل المعركة إلى الفضاء الإعلامي.

تؤكد تقارير ميدانية أن سلسلة الهزائم التي مُنيت بها التنظيمات المتطرفة في أبين دفعت شبكات إعلامية مرتبطة بها إلى تكثيف حملات التشويه ضد شخصيات عسكرية جنوبيّة، هذه الشبكات، التي تتخذ من الخارج منصات انطلاق لها، تسعى إلى إضعاف الروح المعنوية للمقاتلين وإرباك المشهد الأمني عبر بثّ روايات مضللة واستغلال أي حادثة أو قضية جنائية أو اجتماعية داخل العاصمة عدن لترويج اتهامات لا أساس لها من الصحة.

ويقول مراقبون إن هذه الحملات ليست وليدة اللحظة، بل تأتي في إطار إستراتيجية منظمة تستهدف تقويض ثقة الشارع الجنوبي بمؤسساته العسكرية والأمنية، بعد أن باتت هذه المؤسسات تمثل جدار الصد الأول أمام تمدد الإرهاب وتقويض محاولات زعزعة الاستقرار.

من بين أبرز الوجوه التي تقف خلف هذه الحملة، يبرز اسم عادل الحسني، المصنف لدى الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن كقيادي مطلوب على صلة بتنظيم القاعدة.

وتشير معلومات استخباراتية إلى أن الحسني يدير شبكة واسعة من الحسابات الوهمية والمواقع الإخبارية التي جعلت من استهداف القوات المسلحة الجنوبية محوراً أساسياً في خطابها.

وبحسب تلك المعلومات، فإن هذه الشبكة تتلقى دعماً لوجستياً وإعلامياً من جهات إقليمية معادية لمشروع بناء الدولة الجنوبية، وتعمل بأسلوب منظم يستهدف بثّ الشائعات وتشويه القادة الميدانيين الذين يشكّلون رأس الحربة في معارك تطهير أبين من الإرهاب.

 

في هذا السياق، وجّهت هذه الحملات سهامها مؤخراً نحو العميد الركن نبيل المشوشي، قائد اللواء الثالث دعم وإسناد، وأركان ألوية الدعم والإسناد، وهو من أبرز القادة الذين لعبوا دوراً محورياً في تثبيت الأمن والاستقرار بعدن وأبين ومحيطها.

الحملات ركزت على الزج باسمه في قضايا جنائية واجتماعية ملفّقة، في محاولة لتقويض مكانته وسمعته بين صفوف الجمهور والقوات المسلحة. غير أن مصادر عسكرية رفيعة نفت هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، ووصفتها بأنها “جزء من حرب نفسية رخيصة” لا تنطلي على الشارع الجنوبي.

 

يرى محللون أن التزامن بين تكثيف الحملات الإعلامية وبين الخسائر التي تتكبدها الجماعات الإرهابية في أبين ليس صدفة. فالقوات الجنوبية، ولا سيما اللواء الثالث، نجحت خلال الأشهر الماضية في توجيه ضربات موجعة لهذه التنظيمات على الأرض، ما دفع الأخيرة إلى البحث عن بدائل أقل كلفة عبر محاولات اغتيال السمعة والتأثير على الرأي العام.

ويضيف المحللون أن استهداف قيادات مثل المشوشي يعكس إدراك هذه الجماعات أن المعركة الحقيقية تُحسم على الأرض، وأن أي اختراق في ثقة الشعب الجنوبي بقادته قد يشكل متنفساً لها بعد سلسلة الانتكاسات الميدانية.

 

ورغم كثافة هذه الحملات، فإنها لم تحقق أهدافها المرجوة. إذ بات الشارع الجنوبي أكثر إدراكاً لطبيعة هذه الحرب الناعمة، وأكثر قدرة على التمييز بين الأخبار الحقيقية وحملات التضليل. كما أن الثقة التي راكمتها القوات الجنوبية، بفضل أدائها الميداني في مواجهة الإرهاب، ساهمت في تعزيز هذا الوعي الشعبي.

وأكدت مصادر محلية أن محاولات التشويه الأخيرة قوبلت بردود فعل جنوبية واسعة رافضة، سواء من قبل مواطنين أو شخصيات اجتماعية وإعلامية، ما شكل بدوره حاجز صدٍ إضافياً أمام تمدد روايات تلك الأذرع الإعلامية الإخوانية.

في خلفية هذا المشهد، تبرز جهات إقليمية يُعتقد أنها تقف وراء تمويل وإدارة هذه الحملات بهدف إضعاف القوات الأمنية الجنوبية وعرقلة مسار بناء مؤسسات الدولة من باب المندب حتى المهرة.. وهذه الجهات بحسب مراقبين تدرك أن استقرار الجنوب يشكل عاملاً حاسماً في إعادة رسم معادلات القوة في المنطقة، وهو ما لا يتماشى مع مصالحها.

وبينما تستمر الحملات الإعلامية في محاولاتها العبثية، تواصل القوات المسلحة الجنوبية عملياتها الميدانية بثبات، مؤكدة أن هذه الحملات لن تنال من عزيمتها ولا من التفاف شعب الجنوب حولها لكون المعركة ضد الإرهاب ليست فقط في الميدان، بل هي أيضاً معركة وعي، ويبدو أن الجنوبيين باتوا أكثر استعداداً لخوضها على كلا الجبهتين.

زر الذهاب إلى الأعلى