تقارير وحوارات

“مهينم” و”المنازح” بقصيعر حضرموت..وجهاً لوجه أمام مخاطر السيول والفيضانات والأهالي يوجّهون صرخة استغاثة

كريترنيوز /تقرير / صبري باداكي

في ظل التغيرات المناخية، شهدت سواحل بلادنا مؤخراً زيادة في وتيرة وقوة الأعاصير والمنخفضات، مما ساهم في هطول الأمطار والسيول الجارفة التي أحدثت أضراراً في البنى التحتية والممتلكات، وأيضاً خسائر بشرية، الأمر الذي مثل تحدياً كبيراً للسلطات في مجابهتها.

 

منطقتا “مهينم” و”المنازح” بمديرية قصيعر – محافظة حضرموت، واحدة من المناطق التي تعرضت لتلك التغيرات المناخية، وباتت وجهاً لوجه أمام مخاطر السيول والفيضانات، خصوصاً بعد انهيار الخط الدفاعي الأول لها “الحاجز الترابي”، أو ما يعرف بـ”السوم”، جراء إعصار “تيج” الذي ضرب المحافظة في أكتوبر 2023م، بعد أن ظل صامداً في ظل المتغيرات المناخية لعقود من الزمن.

 

“مخاطر وأضرار”

 

خلف ذلك الإعصار أضراراً جسيمة في ممتلكات المواطنين وبيوتهم، حيث تجاوزت المياه كل التوقعات، واجتاحت أماكن لم يخطر على بال أحد أن تصل إليها. وهذه الحادثة لم تكن مجرد كارثة طبيعية عابرة، بل كانت إشارة واضحة على أن نظام الحماية القديم لم يعد كافياً، وأصبح من الواضح أن تراخي المجتمع وإهماله لهذا الحاجز يعرض حياة الآلاف للخطر المحدق، خصوصاً في ظل الظروف المناخية المتقلبة سنوياً في بلادنا، وخاصة بمحافظة حضرموت الساحل، والذي بات يهدد الكثير من المدن والمناطق التي تعاني من تدفق السيول في الأودية والشعاب المطلة على حدودها لعدم وجود خط دفاع يحميها والذي أصبح ضرورة حتمية، وبحاجة ماسة إلى بناء سد منيع يحميهم من وقوع الكوارث الطبيعية، إضافة إلى صيانة الجسر الأرضي بخط القرين، ومنع بناء البيوت السكنية في مجاري السيول، لما يسببه من مخاطر كبيرة على المناطق، ويهدد حياة عشرات الآلاف من الناس.

 

“آراء”

 

حول هذه المعاناة، تحدث عدد من الأهالي بالقول: “نحن في هذه المناطق بحاجة ماسة إلى بناء سد منيع يحمينا من تدفق السيول، في ظل الظروف المناخية المتقلبة سنويًا في بلادنا، وخاصة حضرموت، مما يجعلنا مضطرين لمغادرة بيوتنا إلى أماكن أكثر أمانًا حين تتدفق مجاري السيول على بيوتنا، وهذا الشيء يهدد حياتنا بشكل مستمر، ونحن نعاني طيلة السنوات الماضية، حيث أرهق كاهلنا أن نقوم كل مرة بأعمال ومبادرات جماعية لإعادة بناء الحاجز الترابي وتأهيله وتصفية أودية مجاري السيول من أشجار السيبسان وغيرها من المخلفات”.

هكذا عبر أهالي منطقتي “مهينم” و”المنازح” بمديرية قصيعر في حضرموت، لنقل معاناتهم للجهات المختصة بالأمر، للنظر في حال هذه المناطق التي تعد شبه منكوبة في حال وقوع الخطر على الموقع المهدد.

 

يأمل الأهالي بلفتة كريمة، سواء كانت من السلطة المحلية بالمديرية أو المحافظة أو من إحدى المنظمات العالمية، وغيرها. وذلك بالنزول إلى هذه المناطق ومشاهدة السد الترابي الحاجز بين منطقتي مهينم والمنازح بقصيعر، الذي أصبح يهدد حياتهم في ظل الظروف المناخية المتقلبة في البلاد، وهم بحاجة ماسة إلى بناء هذا السد بشكل متقن بحيث يمنع تدفق السيول إليهم، ويجعلهم يعيشون حياة سعيدة بعيدًا عن مخاوف أخطار الأمطار والأعاصير التي تحدث في المحافظة، وخاصة مدن الساحل، وهم متمسكون بالأمل، رافعين أيديهم إلى رب السماء والأرض ليفرج همهم بعد تلك السنوات من المعاناة والمخاوف التي أرهقت كاهلهم سنويًا، حين حدوث التغيرات الجوية.

 

ختاماً..

حانت الساعة لوقفة جادة وإرادة جماعية، فمسؤولية حماية هذه المناطق ليست مسؤولية تقع على عاتق أهلها فقط، بل إنها مسؤولية الجميع؛ تبدأ من الأهالي أنفسهم، وتتطلب تعاونًا وتدخلًا فعالًا من السلطات، في عمل متكامل يضمن إعادة بناء الحاجز “السد” وتأهيله ليواجه متغيرات الزمان، فالعواصف القادمة قد لا تترك مجالًا للتأخر أو الانتظار.

زر الذهاب إلى الأعلى