الرئيس الزُبيدي يطرح معركة تحرير الشمال على طاولة البرلمان

كريترنيوز /تقرير
في تطور لافت يُعيد رسم خارطة التحالفات داخل معسكر “الشرعية”، مثّل اللقاء الذي جمع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي، الرئيس عيدروس الزُبيدي، برئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، في العاصمة عدن، “انعطافة استراتيجية” قد تنهي سنوات من الجمود العسكري والسياسي في مواجهة الحوثيين.
اللقاء، الذي حضره وزير الدفاع الفريق محسن الداعري قُرئ في أوساط المراقبين على أنه “إعلان مبادئ” لمرحلة جديدة، عنوانها العريض: “الجنوب سند الشمال”، وعنوانها التفصيلي: عزل “الأجندات الحزبية” التي عطلت الحسم لسنوات.
العدو في صنعاء:
يشير التحليل السياسي لمجريات اللقاء إلى نجاح الرئيس الزُبيدي في تفكيك سردية “الصراع بين الانتقالي والشرعية”.
فظهور رئيس السلطة التشريعية (البركاني) إلى جانب رئيس المجلس الانتقالي (الزُبيدي) ووزير الدفاع، يبعث برسالة حازمة بأن “مؤسسات الدولة” السياسية والعسكرية والتشريعية باتت موحدة الرؤية تجاه الخطر الوجودي المتمثل في جماعة الحوثي، وأن ما يُروج له من خلافات إنما هو مع “طرف ثالث” يحاول اختطاف قرار الشرعية.
ويرى محللون أن هذا الاصطفاف يعزل تيار “الإخوان المسلمين” الذي دأب على تصوير تحركات الانتقالي كتمرد، بينما أثبت لقاء اليوم أن تلك التحركات تحظى بغطاء “الدولة” وتستهدف الخطر الحوثي المشترك.
من “الدفاع” إلى “الهجوم”: العرض الجنوبي:
لعل النقطة الأبرز في مخرجات اللقاء تمثلت في العرض الاستراتيجي الذي قدمه الزُبيدي، والمتمثل في “جاهزية القوات الجنوبية للمشاركة في تحرير الشمال”. هذا الطرح يقلب الطاولة على المشككين في نوايا الانتقالي، ويقدم الجنوب ليس كـ “طالب انفصال” في هذه اللحظة الحرجة، بل كـ “قائد لمعركة التحرير الوطني” وكاحتياطي استراتيجي صلب تستند إليه القوى الوطنية في الشمال لاستعادة صنعاء.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن حديث الرئيس الزُبيدي عن “توفر النية الصادقة” يضع الكرة في ملعب القوى الشمالية، ويفرز المعسكر المناهض للحوثي إلى فسطاطين: فسطاط يملك القوة والأرض (ممثلاً بالزُبيدي والجيش)، وفسطاط يدير معاركه عبر منصات التواصل الاجتماعي (في إشارة لتيار الإخوان).
شرعية “الأرض” مقابل “الواتس آب”:
وفي سياق متصل، شكّل اللقاء “غطاءً شرعياً” للعمليات الأمنية الأخيرة في وادي حضرموت والمهرة. فالاتفاق على ضرورة “قطع خطوط تهريب الأسلحة للحوثي” ينسف البيانات السابقة التي صدرت من غرف مغلقة لإدانة تلك التحركات. ويؤكد هذا التوافق أن “الشرعية الحقيقية” هي تلك التي تفرض الأمن على الأرض وتقطع شريان العدو، وليست تلك التي تصدر البيانات عبر مجموعات “الواتس آب” من خارج الحدود.
نهاية “الازدواجية”
يخلص مراقبون إلى أن حضور وزير الدفاع (الداعري) والفريق (الصبيحي) يحول اللقاء إلى نواة لـ “غرفة عمليات مشتركة”. ويبدو أن معادلة الشرعية تتجه نحو تشكل تكتل صلب يقوده “الانتقالي” و”الجناح الجمهوري الصادق في المؤتمر” و”الجيش”، بهدف إخراج البلاد من حالة “اللاحرب واللاسلم”، في حين يبدو أن القوى التي أدمنت “المعارك الجانبية” باتت في طريقها للخروج من المعادلة الوطنية بشكل نهائي.