تقارير وحوارات

مدارس حالمين«رحلة ضوء وتاريخ مدنية»..مدرسة عرز للتعليم الأساسي ح27

كريتر نيوز/لحج

الإهداء إلى روح الشهيد البطل
العميد محمود محمد عبد
ورفاقه الشهداء من قرية مجحز
وفاء وعرفانا وخالص دعاء.

قبل الحديث عن التعليم ونشأته في قرية عرز هذه لمحة مختصرة عن القرية نفسها .

منطقة عرز أحدى قرى مناطق حالمين وتتبع قبليا قبيلة الضحاك المعروفة في قرية مجحز إحدى قبائل المسلمي المشهورة.
منطقة عرز منطقة جبلية وعرة وصعبة تحيط بها الجبال من كل اتجاه وسميت بهذا الاسم لصعوبتها، حيث اكتسب سكانها الشدة والقوة
في مواجهة تضاريس منطقتهم ،
وهي عبارة عن مساكن متناثرة ومنتشرة على جنبات الوادي، وهي أرض زراعية خصبة، ويبلغ عدد سكانها حوالي٦٤٥ نسمة تقريبا، ويعتمد سكانها في معيشتهم على زراعة الحبوب وتربية الماشية والاغترب والتوظيف الحكومي.
وعلى بعد ما يقرب كيلو متر باتجاه
قرية مجحز شمالا يقع حمام مجحز الذي تميز بمياهه المعدنية الساخنة
وزيارة المواطنين من مختلف القرى سنويا لهذا الحمام والإقامة فيه أسبوعا او أسبوعين للاستجمام والاستحمام .
تبعد منطقة عرز عن عاصمة المديرية–حبيل الريدة–حوالي 5 كيلومتر تقريبا.
يحد منطقة عرز من الشرق قرية مجحز،ومن الغرب عاصمة المديرية–حبيل الريدة–،ومن الشمال سلسلة جبلية ومن خلفها قرية سحانر، ومن الجنوب سلسلة جبلية ومن خلفها قريتا غرابة وعمق.

لهذه المنطقة وقبيلة الضحاك عموما دور مهم في أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وتفجير ثورة ١٤ أكتوبر وتحقيق الاستقلال في ٣٠نوفمبر، ولها دور بارز في مختلف المراحل وبناء دولة الجنوب وقدمت كواكب من الشهداء ومازالت تقدم في مسيرة الثورة الجنوبية منذ انطلاقها عام ٢٠٠٧م حتى يومنا هذا.

كان التعليم في هذه المنطقة يعتمد على المعلامة والكتاتيب وعلى يد الشيوخ وأبرزهم الفقيه مانع ناصر مساعد التأمي رحمه الله وطيب ثراه من منطقة الرباط قبل تأسيس التعليم وبناء المدارس في حالمين .

موقع المدرسة وتأريخ تأسيسها وتطور مبناها والتعليم فيها
————————
تقع مدرسة عرز–في قرية عرز– وتحديدا في مكان يسمى (اسفل شعب عثمان).
وأهم القرى التي يدرس ابناؤها في المدرسة هي :
عرز ،وواجح، و أسيس، والغيل.
تأسست المدرسة عام ٢٠١٤–٢٠١٥م بالدراسة تحت أشجار السدر (العلب)، بصفين دراسيين،الصف الأول والصف الثاني، حيث كان للشهيدين العميد محمود محمد عبد الضحاك ومحمد عبد ربه الضحاك رحمها الله الدور المشهود في تأسيس المدرسة بالتعاون مع ابناء المنطقة وعلى رأسهم الشيخ يحيى محمد عبد الضحاك أطال الله عمره بالتنسيق مع الأستاذ القدير عبد الفتاح مثنى سالم مدير مكتب التربية حينذاك الذي بذل جهودا مشهودة في تأسيس المدرسة إلى جانب من ذكرنا آنفا.
واستمر التعليم على الوضع السابق تحت الأشجار لمدة عامين حتى تم منح المدرسة خيمة لصف دراسي واحد في أثناء تولي الأستاذ القدير عبد الحكيم صالح ناصر مديرا لمكتب التربية بالمديرية،وفي ظل استمرار تلك الظروف لوضع التعليم في قرية عرز ،كان للأستاذ المناضل عبد الفتاح حسين حيدرة موقف مشرف في تقديم الدعم لهذه المنطقة كنوع من رد الوفاء بالوفاء لما قدمته هذه المنطقة من تضحيات جسيمة في سبيل نصرة الدين والعرض والأرض الجنوبية المحتلة، وبفضل الله وبجهود وتعاون المغترببن من ابناء المنطقة الذين كان لهم الدور المهم في المساهمة والدعم في تسوية أرضية مناسبة لبناء المدرسة وتجهيز الفصول وقدتم كل ذلك في شهر أكتوبر عام٢٠١٧م، ببناء فصلين دراسيين على أرض تبرع بها أولاد عبد القوي الضحاك فجزاهم الله خير الجزاء، ونشيد ايضا بدور الشخصيات الاجتماعية في المنطقة الذين كانوا حاضرين اثناء العمل والمتابعة وهم:
العميد المناضل سالم مثنى خميس عضو المجلس الانتقالي بالمحافظة،وصالح معبد ثابت،والأستاذ رائد سالم مثنى خميس مدير مكتب الشهداء والجرحى بالمديرية،وعبود عبد المجيد ،ونائف عبدربه،وعبد الله عبد الكريم ثابت،ومنصب علي منصر،وغيرهم من الناشطين من ابناء المنطقة،الذين بذلوا جهودا جبارة في بناء المدرسة وتجهيزها رغم ظروف المرحلة .
ففي العام الدراسي ٢٠١٨م–٢٠١٩م تم افتتاح المدرسة بصفين دراسيين، حيث كانت في البداية تتبع مدرسة حالمين ثم مدرسة مجحز، وهي الآن قائمة بذاتها بصورة رسمية تتبع مكتب التربية والتعليم في حالمين مباشرة.
كان ابناء منطقة عرز يتلقون تعليمهم سابقا في مدرستهم الأم مدرسة مجحز التي ارخنا لها في الحلقة الرابعة من هذه السلسلة ومازالوا حتى الآن بعد أن يكملوا الصفين الأولين من التعليم الأساسي
وبالنسبة لأبناء منطقة الغيل فهي تختلف عن سابقتها لقربها نوعا ما من عاصمة المديرية–حبيل الريدة–، لمواصلة تعليمهم في مدرستها بعد ان كانوا سابقا يتلقون تعليمهم في مدرسة الثورة الضباب ثم مدرسة الشهيد لبوزة ثم فيما بعد في مدرسة حالمين بعد افتتاحها في منتصف الثمانينات مدرسة موحدة وفي نهاية الثمانينات مدرسة موسعة للتعليم الأساسي والثانوي.
وفي عام ١٩٩٩م تم فتح صف دراسي واحد للبنات في منطقة الغيل تحت الأشجار تابع لمدرسة حالمين، نتيجة لكثرة الطالبات في ذلك العام وللتخفيف على الطالبات صغيرات السن لتلك المناطق حينذاك ، فاستمر التعليم فيه لمدة سنة واحدة–فقط– خدم في تعليم هذا الصف المعلم معمر سيف ناجي من حبيل الطريف
وكان ذلك حلا مؤقتا خلال عام واحد فقط .
الطاقم التعليمي في المدرسة:

تعتمد المدرسة اعتمادا كاملا على المتعاقدين ولايوجد فيها أي معلم أساسي،حيث تعاقدت المدرسة مع الشباب الخريجين من ابناء المنطقة،وأبرز المتعاقدين الذين تعاقبوا على المدرسة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا هم:
١-جمال طاهر حسين علوة من منطقة الغيل معلما ومديرا للمدرسة
٢–عبد الحافظ ثابت مثنى من قرية عرز
٣–سماح باسل الحجيلي من حبيل جبر
٤–عبد الحميد علي سعيد من قرية عرز.
هؤلاء المعلمون تعاقدوا مع الأهالي ماعدا الأستاذ جمال طاهر مدير المدرسة فتعاقده مع مكتب التربية في حالمين ويستلم جزءا من راتب التعاقد من الأهالي .

هذا وقد تم تأسيس صندوق في المنطقة بدعم من المغتربين والأهالي الذي تكفل بدفع راتب المعلم الآخر، اما المعلمة سماح باسل الحجيلي تم التعاقد معها عاما دراسيا واحدا من قبل الصندوق وعاما دراسيا آخر من قبل أهالي المنطقة .

الصعوبات والمعوقات التي تعاني منها المدرسة
————————-
١-نقص المبنى المدرسي فالصفان الدراسيان قد ضاقا بمنتسبي المدرسة من التلاميذ.
٢–عدم وجود معلمين أساسيين بالمدرسة واعتماد المدرسة على المتعاقدين بشكل كامل .
٣–عدم وجود مياه صالحة للشرب في المدرسة.
٤–الوضع المعيشي الصعب والذي أدى إلى إلى عدم دفع رواتب المعلمين بشكل منتظم .
٥– الظروف المعيشية الصعبة التي مر ويمر بها جنوبنا الحبيب والتي أثرت سلبا على سير العملية التعليمية.

تعليق عام
هذه المدرسة الوليدة بحاجة إلى دعم ورعاية حتى تقف على قدميها بثبات
ليس فقط من قبل الأهالي وأبنائهم المغتربين ولكن أيضا من قبل السلطة المحلية في حالمين ومكتب التربية فيها و كذا اهل الخير والدعم من مختلف المناطق في حالمين ،
ونقترح هنا في ختام هذه الحلقة تأسيس جمعية او صندوق لدعم التعليم في حالمين بوجه عام في مختلف متطلباته.

إعداد:
الأستاذ محمد مانع ناصر
والأستاذ عبد الفتاح عبد الله ثابت
تحرير ومراجعة د عبده يحيى الدباني.

زر الذهاب إلى الأعلى