تقارير وحوارات

تقرير| جامعة العلوم والتكنولوجيا الإخوانية تتخذ قرار بفصل رائد المحاسبة في حضرموت واحد كوادرها.. والسبب سياسي صرف

 

كريتر نيوز/تقرير-محمد باوزير

عندما تكون المؤسسات التعليمية حبيسة أيدلوجيا حزبية ضيقة يحملها منتسبوها، فإنهم بذلك يجردونها عن دورها الريادي ورسالتها السامية، وهذا ما حدث فقد صُعِقَ الوسط الأكاديمي بمحافظة حضرموت بقرار تعسفي سياسي صرف إتخذه مجلس جامعة العلوم والتكنولوجيا الإخوانية فرع حضرموت بفصل المحاسب القانوني ورائد المحاسبة في حضرموت الدكتور/ علي أبوبكر باوزير الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإدارية بالجامعة.

ويأتي قرار فصل الدكتور ضمن خطط قيادة الجامعة بتصفية جميع الكوادر التعليمية التي لا تدين بالولاء لميول قيادة الجامعة الحزبية، وهذا ما أكده نص القرار الذي لم يشر من قريب أو بعيد إلى سبب الإقالة، ولم تحتوي سطوره إلى ما يوحي بتجاوز الدكتور للسياسة التعليمية للجامعة أو انتهاك لقوانينها وأدبيات العمل، كما لم يُتَّخَذ القرار بناءً على أي معلومات تشير إلى تقصير في عمل هذه الهامة الأكاديمية المشهود لها بالكفاءة العلمية والانتظام والتقيد بالنظم والقوانين، وهذا ما أكده عدد كبير من طلاب الدكتور وزملائه في هيئة التدريس.

الجدير بالذكر أن الدكتور علي باوزير تعرض لمضايقات جمة من قبل قيادة الجامعة وطالبوه في أكثر من مناسبة بالتنحي وتقديم استقالة طواعية حتى لا يتعرض لقرار فصل يقلل من قيمته وينقص من اعتباره حد تعبير أحد قيادات الجامعة، وقوبلت هذه الدعوات بالرفض القاطع من قبل الدكتور علي مطالبا تلك القيادات بتوضيح الأسباب التي دعتهم لذلك، ودعاهم لاتخاذ قرار الفصل بشجاعة وتجرد وتوضيح أسباب الفصل للرأي العام، لكن قرار الإقالة اتخذ صبيحة الـ ٢٠ من سبتمبر ٢٠٢١م ومن دون الإشارة لأي سبب.

هذا وأعلن عدد كبير من زملاء الدكتور باوزير وطلابه وقيادات مجتمعية تضامنهم المطلق مع الدكتور ووقوفهم ومساندتهم له، معتبرين أن قرار الإقالة لم يكن إلا قرارا عنصريا يستهدف الكوادر الجنوبية دون غيرهم ، وسياسيا يستهدف كل من يتجرد عن فكرهم الإخواني وانتماءاتهم الضيقة، كما أكدوا أن تلك الخطوة أتت محاولة من الجامعة لزيادة تواجد أبناء الشمال وأتباع الإصلاح بفرع الجامعة لتسخير الجامعة للكسب الحزبي والتواجد الاخواني، فيما دعت تلك الأصوات التضامنية جهات الاختصاص الرسمية برفع الغبن والظلم الذي وقع بحق أحد الكوادر التعليمية الحضرمية، مطالبين باحترام المؤسسات التعليمية وعدم انتهاك حرمتها أو الزج بها في أتون الصراعات الضيقة.

ويعتبر الدكتور علي أبوبكر باوزير الأستاذ المساعد بجامعة العلوم والتكنولوجيا فرع حضرموت أحد منتسبي الجامعة منذ افتتاح فرعها في حضرموت ، وعمل رئيسا لقسم المحاسبة على مدار ثلاث سنوات.

وفي سياق آخر يعتبر الدكتور علي باوزير أحد مؤسسي حزب الإصلاح الإخواني بحضرموت وأحد قيادات الصف الأول له اثناء دراسته للبكلاريوس، الا انه ومنذ أكثر من ١٦ سنة ابتعد كثيرا عن ممارسة النشاط السياسي وتخلى عن حزب الإصلاح بعد أن تكشفت له حقائق كثيرة تخص الحزب منها اللعب على المتناقضات السياسية في الوطن وتأجيج الصراعات، وقدم الدكتور استقالته من حزب التجمع اليمني للإصلاح في عام ٢٠٠٤م وتفرغ لدراسته الأكاديمية العليا، وهذا فيما يبدو للكثير هو السبب الأبرز لقرار إقالته، فهو لم يعد محل ثقة في نظر قيادة الجامعة، إذ لم تعد هناك أي فرص للحفاظ على شراكة من أي نوع بين الطرفين، إذ لا شيء مقدس في نظر المؤدلجين حتى لو كان ذلك العلم والمعرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى