فنون الرسم التشكيلية من المخزون الثقافي الجنوبي تتزين بها العاصمة عدن

كريتر نيوز/ تقرير/ أفراح الحميقاني
تعتبر الفنون بمختلف أنواعها وأشكالها حالة ثقافية ، تعبر عن المخزون الثقافي لأمة أو شعب ما ، بحيث تشكل الهوية الخاصة بتلك الأمة أو الشعب ، ومن بين تلك الفنون الرسم الذي يعد أهم وابرز تلك الفنون ، فهو الفن الخاص بالتعبير التشكيلي ، الذي يقوم فيه الرسام بخلق علاقة ما على أحد السطوح ، بحيث يمكن التعبير عن أي شى باستخدام الخط ، فهو تعبير عما يدور عن أفكار وخواطر الرسام يقوم بأخراجها عن طريق الخطوط أو البقع التي يرسمها لينتج في النهاية ما يسمى باللوحة الفنية ، وهناك مدارس خاصة بفن الرسم منها : المدرسة الواقعية ، والرمزية ، والتجريدية ، والانطباعية ، والسيريالية ، والتكعيبية ، والرومانسية، كما إن فن الرسم هو أحد الوسائل الهامة للمجتمع لتصوير ما يحدث فيه من إيجابيات أو سلبيات.
وكانت مدينة عدن هي مدينة الثقافة والفن منذ الماضي البعيد ، ووجدت فيها مؤسسات تُعنى بالفن وتعمل على تشجيع وأبراز أعمال الفنانين وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم الإبداعية والفنية ، ورغم ما مرت به مدينة عدن من ركود للدور الثقافي والفني في الآونة الأخيرة، إلا أنه وجدت بعض الإضاءات من مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بالجوانب الثقافية والفنية ومحاولة دعم الشباب من الفنانين وتدريبهم وتعزيز أنشطتهم الفنية والثقافية وأحياء الدور الريادي لمدينة عدن في مجال الفن والثقافة، ومن هذه المؤسسات على السبيل الذكر لا الحصر ، مؤسسة عدن اجين الثقافية لمديرها الأستاذ مازن الشريف الذي نظم دورة تدريبية لمجموعة من الرسامين الشباب، تم من خلال الدورة لمدة أسبوع تدريبهم على الإدارة الفنية ، وكيفية الإنتاج والتسويق لاعمالهم الفنية ، التي تناقش قضايا مجتمعية وإنسانية وتحاكي الواقع بالإضافة إلى قيمتها الفنية ، وفي نهاية الدورة تم عرض الأعمال الفنية في معرض فني أقيم لمدة ثلاثة أيام ابتداءً بتاريخ ٢٥ نوفمبر في معهد الفنون الجميلة بمديرية صيرة ، وكان عدد المشاركات من النساء ثلاثة عرض اعمالهن الفنية وقد عبرنا عن آراءهن من خلال مشاركتهن في هذا المعرض كالاتي :
تقول أميرة حسرت رسامة ومصممة جرافيك ومصورة : هذه هي مشاركتي الأولى بمعرض فني وكانت تجربة رائعة ورغم مسؤولياتي في البيت وامتحاناتي في الجامعة إلا أنني استطعت إنجاز لوحاتي بنجاح. ورسالتي للشباب وخاصة الفنانين أن يسعوا لتحقيق أحلامهم ويشاركوا فنهم مع الجميع عبر فرص إيجابية مهما كانت العوائق والصعوبات.
وأما رندا عدنان رسامة رقمية : تقول تحت إشراف مؤسسة عدن اجين تدربنا أنا وزملائي وكان عددنا أثنى عشر شخص على الإدارة الفنية ، وحالياً أقمنا معرض تحت عنوان نقطة تحت الصفر لمحاولة إحياء الفن في عدن وإعطاء أمل للشباب في وجود فرص لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم الفنية ، وشخصياً أنا شاركت بمجموعة من الأعمال منها : المغترب، وزمبي باليمن ، لاتحرم الإنسانية ، وبصق ، حاولت من خلال أعمالي الفنية إيصال رسالة توجيهية نحو صحوة للشاهد وإن شاء الله تكون أعمالي مؤثرة في المجتمع.
وتؤكد بلقيس بن سلمان مصممة جرافيك: أنه تم تدريبها من قبل المدريبن الأستاذ مازن الشريف والأستاذة سناء أسامة والأستاذ أحمد مثنى على الإدارة الفنية وانتجنا هذه الأعمال الفنية وكانت رسالتنا توعوية للمجتمع ناقشنا فيها قضايا حقيقية، مثل الكتابة على الجدران والتخريب الحادث في المعالم الأثرية، وتوضيح إن الأطفال هم ضحايا الحرب وتسليط الضوء على معاناتهم من خلال الرسومات. ورسالتي للمجتمع أن يكون واعيا ، وتحظى فيه المرأة بالحرية والمساواة مع الرجل في ميادين الحياة ودعم وتشجيع النساء المبدعات في مجال الفن والثقافة.
أحد الزائرات عبرت عن سعادة بمشاهدة أعمال فنية بأيدي نسوية تناقش قضايا ومعاناة المرأة رغم ما تعانيه المرأة من عنف وتهميش لها ولدورها الريادي في عدن، إلا إن وجود مثل هذا النوع من النساء في مجال الفن والثقافة ومشاركتهن تمثل شمعة مضيئة في عدن ونأمل أن يعود لعدن تاريخها الفني والثقافي وبشكل مطور.
صحيفة شقائق