تقارير وحوارات

المرأة الجنوبية نبراس الثورة النوفمبرية في الماضي والحاضر. 

كريتر نيوز / تقرير

تعتبر مناسبة 30 نوفمبر إطلالة تاريخ عظيم وجميل في عبق الوهج النضالي في روح كل جنوبي وجنوبية، وبعد أن خرج الجنوبيين من مآرب الظلام حين فجروا ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد، حيث كانت هذه الثورة ضد الاستعمار البريطاني

الذي حكم الجنوب بسيادة الظلم والجبروت إلا أن شعب الجنوب لم يسمح بتطاول هذا الحكم وهد أركان حكمه وأخرجوهم من الأرض والديار. 

يأتي اليوم العظيم يوم 30 من نوفمبر لعام 1967 م، اليوم الذي كان أشبه بفجرٍ لانتصارات جبارة، 

اليوم الذي لم يبقى للمستعمرين أثر واحد في أرض الجنوب، 

اليوم الذي عُرف بأنه يوم الأستقلال الجنوبي ويوم الحرية

ويوم خروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب الشامخة والعاصمة عدن. 

وفي هذا المنحنى النضالي لا يقتصر على الرجل الجنوبي فقط فقد كان للمرأة الجنوبية دور في خوض أشرف الملاحم البطولية في صناعة تاريخ شعب الجنوب المحفوف بالمخاطر والمنعطفات الخطيرة وأيضاً دور المرأة الجنوبية كان حاضراً هذه المرة أيضاً فقد لعبت الجنوبية دوراً عاماً في إعادة أستعادة الأرض والحرية والسلطنة والسيادة

لم تقف المرأة الجنوبية في صف حزب أو ساندت فئة

كانت وما زالت امرأة الجنوب امرأة تقف في صف الحق وفي صف المظلومين من الشعب. 

للمرأة الجنوبية دور ريادي في ذود عن الجنوب وشعبه:

رغم وصول المرأة الجنوبية لدورها الريادي ولم يمنعها ذلك في أن تكون حاضرة في جبهات الحرب ومواقع القتال بجانب شقيقها الرجل وأيضاً لعبت دوراً مهماً جداً في بناء البلاد .. بعد أن ساهمت بمهمة نشر التعليم والقضاء على محو الأمية والجهل بين أوساط نساء الجنوب، 

وبذلك تمكنت من تضاعف النساء المتعلمات والمتثقفات اللاتي لا يمكن لشيء أن يغلب أراددهن وقامن بعد ذلك بتأسيس وفتح الجمعيات واتحاد النقابات العمالية لتقوم بعد ذلك بقيادة المسيرات والمظاهرات الجماهيرية المطالبة بخروج الاستعمار البريطاني ،ولم تكتفي المرأة الجنوبية من كل هذا لتحرير واستقلال أرضها والبلاد

بل أنها ضاعفت دورها ولربما وصل لأن يتضاعف مقارنة بدور الرجل حينما جهزت وعملت على تأسيس خلايا نسوية مسلحة ضد الاستعمار البريطاني

لتكمل جهودها بالقيام بعملية التهريب، تهريب السلاح إلى المناضلين والأحرار من خلال وسائل النقل وكانت تقوم بكتابة المنشورات وطباعتها وتوزيعها في الشوارع والأزقة الجنوبية المناهضة للاستعمار. 

ولم تيأس تلك الإرادة الجنوبية النابعة من نساء الجنوب بل تحملن وحملن على عاتقهن مسؤولية استعادة الوطن من يدي المستعمر بكل ثبات وصبر وقوة وتفاني وأخلاص وحكمة ووعي وفي مسيرتهن النضالية

أن بعض النساء قد تعرضن للاستشهاد وأيضاً تعرضن للجروح والبعض الآخر أسرن. 

المرأة الجنوبية صانعة القرار بعد جلاء الاستعمار البريطاني: 

وبعد أن تم القضاء على المستعمرين بشكلٍ كامل لم تتخلى المرأة الجنوبية عن دورها أو وقفت عند أمر معين وتنازلت عن حقها بل زادت همتها .. وقوت عزيمتها، وتضاعفت شجاعتها وكان لها الدور الأكبر في صناعة قرارها وقرار استقلال الأرض الذي حررتها بالأمس

فقد تمكنت من التربع في مجالس الحياة السياسية بشكل هام وكان لها يد في بناء الاقتصاد وتشيد أركانه

وعملت في القضايا الاجتماعية من مختلف العناصر والأسس

ولم تنسى تواجدها في ساحات الرياضية والمشاريع العكسرية والأمنية وتمكنت من تواجدها في القضاء والمحاماة 

وأظهرت نفسها بصورةٍ ملحوظة

لا غبار عليها من خلال المجالين الثقافي والإعلامي الحر

حيث برزت كثيراً وظهر أسمها على المستوى المحلي والدولي. 

واستمرت هكذا امرأة الجنوب بشموخها وإرادتها تصل إلى ما تطمح به وتحلم رغم ما تواجه وما تجد وما تتعرض له. 

الوحدة اليمنية تؤد ونخفي ملامح تواجد المرأة الجنوبية في الساحة المهنية والوظيفية: 

حيث تراجع دور المرأة الجنوبية حين أقدم الاحتلال اليمني باحتلال الجنوب بأسم قيام الوحدة، اليمنية حينها قام الاحتلال اليمني فقد بتهمش دور البعض  والبعض الآخر غيبه تماماً ولم يكتفوا بذلك بل أن بعضاً آخر أشد عداوة للمرأة الجنوبية حاول مراراً وتكراراً إخفاء ملامح تواجد المرأة الجنوبية ودورها الكبير والذي لاوينسى وذلك بإخفاء كل ذلك بصورة مبالغ فيها وواضحة جداً. 

المرأة الجنوبية تقف اليوم جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل: 

وها هو اليوم 30 من نوفمبر عام 2021م جاء حاملاً نفس التاريخ بذات الفخر الذي سكن أبناء الجنوب وبذات المقدار من الحرية وأن تغيرت بعض المفاهيم والأوضاع. 

ومن خلال هذا اليوم .. يقف الشعب الجنوبي بجانب بعضهم البعض بنفس القوة والعزيمة

حاملين نفس الأحلام ومطالبين بجميع ما أنتشلته يد الحكم منهم، وعادت المرأة الجنوبية اليوم ولكن بإرادة أكبر، 

عادت ترفض التهميش القصري المتعمد من قبل حكم سلالي قبلي جاهل احتلالي يمني كان متسلط على أرضها .. وفيه قيد المرأة بالزواج وأنجاب الأطفال فقط دون مشاركتها لا في البناء ولا حتى في النهضة.

ومع طرد المحتل اليمني من العاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب معها عادت أمرأة الجنوب تحمل مفردات الوصول لما تريد ولما تطمح إليه

ذخيرتها ممتلئة بصبر وتفاني كما كانت منذ الأمس وجعبتها تفيض بشرارة التحليق نحو الهدف دونما توقف .. وهكذا ستبقى المرأة الجنوبية نبراس حرية وفخر وصاحبة المعتقدات الصائبة وصاحبة المسؤولية والأنشطة التي لا تكل أو حتى تمل ورغم ما حدث وما يحدث وما سوف قد يحدث.

من صحيفة شقائق

زر الذهاب إلى الأعلى