هل تنجح المفاوضات الروسية الأوكرانية في إيقاف الحرب؟
كريتر نيوز/تقرير/خالد عبد الوهاب
منذ عدة أيام مضت شنت روسيا عدوانا عسكريا واسع النطاق ضد جارتها التاريخية أوكرانيا، وما زالت تستخدم في هذه الحرب مختلف أنواع الأسلحة بما الصواريخ التي تستخدمها روسيا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
بغض النظر عن الأسباب التي يسوقها بوتن لشن هذه الحرب على أوكرانيا لكنها من وجهة نظري ليست مبررة ، إذ أنه كان من الممكن تلاقي حدوثها بإعطاء مساحة أكبر للحوار خاصة وأنه تربط البلدين علاقات تاريخية وإنسانية عميقة منذ أن اتشاها القيصر الروسي رومانوف في القرن السادس عشر.
فقد كانت أوكرانيا هي حدود روسيا القيصرية وبوابتها إلى أوروبا مثلها كمثل بقية المدن الروسية الأخرى التي بنتها أسرة رومانوف العريقة فقد كان القيصر نفسه يتنقل في أوروبا بزي مموه لعامل عضلي في أوروبا ليتعرف أكثر ومن تم قام بنقل ما شاهده ليبني بلدة وينقله من حياة القرون الوسطى إلى العصر الحديث ولعل العاصمة السابق (بطرس بورج) هي خير شاهد على عظمة تلك الأسرة الخالدة التي تم القضاء عليها واعدام القيصر وعدد من أفراد الأسرة ومن نجا منهم فقدفروا إلى الخارج وعاشوا مشردين بعد انتصار الثورة البلشفية بقيادة لينين عام 1917.
والذي توحد فيما بعد في إطار دولة واحدة هي (اﻻتحاد السوفياتي) الذي تحول إلى قوة سياسية واقتصادية وعسكرية عظمى خاصة بعد اﻻنتصار الدي حققه الحلفاء على الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية وبروز الوﻻيات المتحدة الأمريكية كقوة عسكرية تقود العالم الراسمالي وانقسام العالم إلى معسكرين كبيرين هزا (المعسكر اﻻشتراكي) و(المعسكر الراسمالي) وتكون حلف (وارسو) الدي يضم البلدان اﻻشتراكية في مواجهة حلف (الناتو) الدي يضم البلدان الراسمالية بزعامة الوﻻيات المتحدة الأمريكية وبداية ما عرفت ب (الحرب الباردة) وسباق التسلح النووي وامتداد الصراع على مستوى جميع بلدان العالم قاطبة وكن بينها ( ج .ي .د .ش) التي كان اﻻتجاد السوفيتي يعتبرها إحدى قلاعه الثورية في الجزيرة والخليج العربي ومن منطلقات إيدلوجية بحتة، بينما كانت بقية دول الخليج تدور في فلك الوﻻيات المتحدة الأمريكية وهكدا الحال لبقية دول مايسمى ب (العالم الثالث) والتي دخلت في حروب بالوكالة ﻻ أول لها وﻻ آخر، وقد كانت اشدها خطراً تلك الحرب التي شنتتها أمريكا على الدولة اﻻشتراكية الوحيدة في أمريكا اللاتينية (كوبا) عام 1965م وكادت تؤدي إلى وقوع حرب نووية بين القوتين العظميين لوﻻ موافقة (ا.س) على إيقاف الحرب وسحب صواريخه النووية من كوبا وبالتالي البدء في الدخول بمفاوضات والتوقيع على عدد من اﻻتفاقيات بين (ا.س) وأمريكا لوقف سباق التسلح والحد من صناعة وانتشار الأسلحة النووية ، وظلت سارية المفعول حتى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 87 مع وصول الزعيم السوفيتي (ميخائيل جورباتشوف) إلى زعامة الحزب الشوعي السوفيتي وإعلانه سياسة جديدة (الإعلانية وإعادة البناء) ونهاية ما تسمى بالحرب الباردة.
وبدأت الكثير من الجمهوريات باﻻنفصال عن اﻻتحاد السوفياتي بما فيها جمهورية أوكرانيا وجمهوريات آسيا الوسطى ودول البلطيق الانهيار الكامل للمظومة اﻻشتراكية وحلف وارسو وانتصار الراسمالية على عكس كل التوقعات بانتصار الاشتراكية اومت عرفت ب (الحتمية التاريخية).
وتحول العالم إلى قطب سياسي وعسكري واحد هو الراسمالية وحلف الناتو بزعامة (و.م.ا) وممارستها سياسة البلطجة والهيمنة على العالم تحولها إلى شرطي جراسة لحماية المصالح الغربية في العالم وممارسة الضغوط السياسية واﻻقتصادية على الدول اﻻشتراكية السابقة لدخول حلف الناتو وتجويل أراضيها إلى قواعد عسكرية بينما سعت روسيا إلى إحياء حلف وارسو السابق واستقطاب المزيد من الحلفاء اأقوياء كالصين والهند وباكستان وأيران واحتلال سوريا ومعازلة تركيا
العضو في حلف الناتو والضغط.
على أوكرانيا ودول البلطيق والسير نحو تطوير سلاحها النووي لمواجهة أي عدوان غربي محتمل إﻻ أن واتتها الفرصة اﻻن واتخاذ تصريحات الرئيس الأوكراني عن رغبته في دخول حلف الناتو كذريعة لشن عدوان عسكري واسع النطاق على أوكرانيا بهدف ضمها والحاقها إلى الإمبراطورية الروسية.
السؤال المطروح آنفا هل من الممكن أن تنتج المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا في إيقاف هذه الحرب العبثية المدمرة ؟
الجواب: نعم يمكن أن تنجح هذه المفاضات إذا كانت نية حقيقية للطرفين الروسي والأوكراني للوصول إلى حل سلمي يتضمن مشروع ( الأرض مقابل السلام ) أي أن تتعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو العسكري مقابل أن تتعهد روسيا بضمان أمن وسلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية وفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين بعيداً عن التدخلات الخارجية.