إسبانيا تسحق بلغاريا في تصفيات المونديال

كريترنيوز / وكالات
حقق المنتخب الإسباني الانتصار بنتيجة (4-0) خلال مواجهة بلغاريا مساء الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الرابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، في ليلة تألق فيها ميكل ميرينو مجددًا، وقاد فريقه إلى تحقيق سلسلة تاريخية من 29 مباراة رسمية متتالية دون هزيمة، ليعادل إنجاز جيل فيسنتي ديل بوسكي الذهبي.
وسجل رباعية الماتادور، ميكيل ميرينو “ثنائية”، أتاناس تشيرنيف “هدف عكسي”، وميكيل أويارزبال من ركلة جزاء في الدقائق (35، 57، 79، 90+2).
وبهذا الانتصار رفع المنتخب الإسباني رصيده إلى 12 نقطة بالعلامة الكاملة في صدارة ترتيب المجموعة الخامسة، بينما تجمد رصيد بلغاريا بدون نقاط في المركز الرابع والأخير.
منذ الدقيقة الأولى، ظهرت نوايا المنتخب الإسباني واضحة بسيطرة شبه كاملة على الكرة في مواجهة فريق بلغاريا الذي تراجع مبكرًا إلى مناطقه.
وخلال الربع ساعة الأولى، انهالت الفرص الإسبانية تباعًا، بدأت بتسديدة من باينا تصدى لها الحارس فوتسوف في الدقيقة التاسعة، قبل أن يُضيع سامو أول فرصة حقيقية بعد تمريرة سحرية من بيدري في الدقيقة السابعة عشرة، حين تصدى الحارس البلغاري لتسديدته من داخل المنطقة.
بيدري الذي كان المحرك الأساسي للعب الإسباني، كاد يفتتح التسجيل في الدقيقة التاسعة عشرة بعدما انطلق داخل منطقة الجزاء ورفع الكرة فوق الحارس، لكن العارضة حرمته من هدف مؤكد وسط تصفيق حار من جماهير “لا روخا”.
واستمر الحصار الإسباني، بينما اكتفى المنتخب البلغاري بمحاولات خجولة في المرتدات عبر ديسبودوف وكيريلوف دون تهديد حقيقي لمرمى أوناي سيمون.
وفي الدقيقة الخامسة والثلاثين، جاء الفرج من ركنية مدروسة بدأت بتمريرة مرفوعة من بيدري، ارتقى لابورت برأسه ليمهد الكرة إلى ميكل ميرينو، الذي أطلق ضربة رأس قوية سكنت شباك بلغاريا، مانحًا إسبانيا التقدم المستحق (1-0).
الهدف حرر لاعبي دي لا فوينتي، وكاد سامو أن يضاعف النتيجة بعد دقيقتين إثر خطأ فادح من الحارس فوتسوف، لكن تسديدته ذهبت في الشباك الجانبية.
قبل الاستراحة بقليل، حاول ديسبودوف مباغتة الدفاع الإسباني بانطلاقة سريعة، إلا أن لابورت ولي نورماند أغلقا عليه الطريق. لينتهي الشوط الأول بتقدم إسباني منطقي في ظل تفوق كامل بالاستحواذ والفرص.
ودخلت إسبانيا الشوط الثاني بذات النسق العالي حيث لم تمض سوى تسع دقائق حتى عاد ميرينو ليوقع على هدفه الشخصي الثاني في الدقيقة السابعة والخمسين، بعد عرضية مثالية من جريمالدو إلى القائم البعيد، ارتقى لها لاعب ريال سوسيداد برأسية لا تُصد ولا تُرد، ليؤكد تألقه اللافت في التصفيات ويضع بلاده في في المقدمة بالهدف الثاني.
ورغم التقدم المريح، لم يتراجع أبناء دي لا فوينتي، بل واصلوا الهجوم بسلسلة من الفرص الخطيرة.
في الدقيقة 51، كان بورخا إيجليسياس على وشك التسجيل برأسية تصدى لها فوتسوف فوق الخط، قبل أن يتألق الحارس البلغاري مجددًا أمام تسديدتين متتاليتين من نفس اللاعب في الدقيقتين 53 و54.
ومع مرور الساعة الأولى من اللقاء، بدأ المدرب الإسباني في تدوير لاعبيه، فدخل يريمي بينو وأليكس جارسيا بدلًا من باينا وزوبيميندي.
التبديلات منحت الفريق مزيدًا من الحيوية، بينما كاد كيريلوف أن يقلص الفارق في الدقيقة 63 بتسديدة خطيرة مرت بجوار القائم، في أول محاولة جادة لبلغاريا طوال اللقاء.
لكن إسبانيا واصلت ضغطها المكثف حتى جاء الهدف الثالث في الدقيقة التاسعة والسبعين، إثر هجمة منظمة بدأها أليكس جارسيا بتمريرة عرضية أرضية حاول المدافع تشيرنيف إبعادها، غير أنها ارتطمت به ودخلت شباك فريقه بالخطأ، ليؤكد الإسبان تفوقهم التام في النتيجة والأداء (3-0).
في الدقائق الأخيرة، تراجع الإيقاع قليلًا مع ضمان النتيجة، لكن المنتخب الإسباني لم يفقد تركيزه، وكاد يريمي بينو أن يضيف الرابع في الدقيقة 86 بعدما اخترق الدفاع البلغاري وسدد بقدمه اليسرى، غير أن الحارس فوتسوف واصل تألقه وأبعد الكرة ببراعة.
وفي الدقيقة 91، تدخل جيورجيف بعنف على ميكيل ميرينو داخل المنطقة، ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء للماتادور، انبرى لتنفيذها ميكيل أويارزبال بنجاح وأضاف الهدف الرابع في الدقيقة 92.
إنجاز تاريخي وروح متجددة
بهذا الانتصار، وصلت إسبانيا إلى 29 مباراة رسمية متتالية دون خسارة، معادلة بذلك رقم الجيل الذهبي الذي صنع المجد بين عامي 2010 و2013. ما يميز هذا الفريق هو التنوع في الحلول، والشباب الذي يفرض نفسه بثقة تحت قيادة لويس دي لا فوينتي.
من بيدري الذي ينسج الخيوط في الوسط، إلى ميرينو الذي بات أحد أفضل رؤوس الحربة الثانية في أوروبا، مرورًا بجريمالدو وباينا اللذين يقدمان إضافة كبيرة على الأطراف، يبدو أن “لا روخا” استعادت روحها القديمة.
المصدر / كووورة