الانتخابات الأكثر غرابة في تاريخ أمريكا .. رئيس في السلطة ضد خصم ميت
كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين
الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدث مليء بالدراما والأحداث، وأحيانًا حتى الفوضى. ولكن بغض النظر عن مدى التنافس فيها أو غرابتها، فإن الانتخابات الحديثة تتضاءل أمام ما حدث عام 1872 عندما ترشح الرئيس يوليسيس إس جرانت لإعادة انتخابه ضد رجل ميت.
تعتبر انتخابات الولايات المتحدة لعام 1872، التي أقيمت في 5 نوفمبر، هي الأكثر غرابة في التاريخ الأمريكي، حيث كان واجه الرئيس يوليسيس إس جرانت، الذي كان يترشح لولاية ثانية، هوراس جريلي، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة نيويورك تريبيون، والمعارض لإدارة جرانت، وفقا لـ ndtv.
وعلى الرغم أن جرانت انتصر في النهاية أمام هوراس جريلي إلا أن السباق الرئاسي شهد أكثر التحولات غرابة في تاريخ الولايات المتحدة حينما توفي جريلي بعد أسابيع فقط من التصويت الشعبي، وقد ترك هذا الحدث الهيئة الانتخابية في حيرة من أمرها لمعرفة كيفية التعامل مع مرشح توفي قبل أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
أعيد ترشيح يوليسيس جرانت، وهو جنرال سابق في الحرب الأهلية، بالإجماع من قبل الحزب الجمهوري، ولكن لم يكن الجميع سعداء بزعامته. فقد عارض فصيل منشق، الجمهوريون الليبراليون، نهج جرانت في إعادة الإعمار وإصلاح الحكومة وعقدوا مؤتمرهم ورشحوا جريلي، على أمل إزاحة جرانت، ورأى الحزب الديمقراطي فرصة نادرة للاتحاد مع الجمهوريين ضد جرانت، فقرر تأييد جريلي أيضًا، وتشكيل تحالف مؤقت مع الجمهوريين الليبراليين.
حملة هوراس جريلي
كان هوراس جريلي معروفًا بأنه من الصحافيين الكبار في نيويورك تريبيون ولكنه قليل الخبرة في عالم السياسة، ولم تلق آراؤه الصريحة وأسلوب حملته صدى جيدًا لدى العديد من الناخبين، ورغم أن جريلي خاض حملة شرسة، إلا أنه كافح للتنافس مع شعبية جرانت، وخاصة في الولايات الجنوبية، التي دعمت جرانت بأعداد كبيرة – وهو أمر نادر بالنسبة للجمهوريين.
نتيجة الانتخابات
عندما تم فرز الأصوات، سجل جرانت فوزًا ساحقًا، حيث حصل على أصوات 31 ولاية من أصل 37 ولاية وضمن فوزًا مريحًا، وبدا الأمر وكأنه إعادة انتخاب مباشرة لجرانت، لكن صحة جريلي كانت تتدهور، وبعد ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات، توفي في 29 نوفمبر 1872.
تسببت وفاة جريلي في حدوث ارتباك في المجمع الانتخابي، نظرًا لأنه فاز بالفعل بأصوات المجمع الانتخابي، وكانت المرة الوحيدة في التاريخ الأمريكي التي واجه فيها الناخبون هذه المعضلة.
كانت انتخابات عام 1872 في الولايات المتحدة هي المرة الأولى ــ والوحيدة ــ التي يموت فيها مرشح رئاسي بين التصويت الشعبي وتصويت الهيئة الانتخابية. وكان فوز يوليسيس جرانت بمثابة بداية أطول سلسلة انتصارات للحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، والتي استمرت حتى عام 1884.
نبذة عن جرانت
في عام 1865، قاد يوليسيس جرانت جيوش الاتحاد إلى النصر في الحرب الأهلية الأمريكية وباعتباره بطلًا أمريكيًا، انتُخب جرانت لاحقًا رئيسًا للولايات المتحدة الثامن عشر (1869-1877)، وعمل على إزالة بقايا العبودية.
في أواخر عهد إدارة أندرو جونسون، اختلف الجنرال يوليسيس س. جرانت مع الرئيس وانضم إلى الجمهوريين الراديكاليين. وكان، باعتباره رمزاً لانتصار الاتحاد أثناء الحرب الأهلية، المرشح المنطقي لهم لمنصب الرئيس في عام 1868.
بعد تقاعده من الرئاسة، أصبح جرانت شريكًا في إحدى الشركات لكنها سرعان ما أفلست وفي ذلك الوقت علم أنه مصاب بسرطان الحلق فبدأ في كتابة مذكراته لسداد ديونه وإعالة أسرته، وبعد وقت قصير من الانتهاء من الصفحة الأخيرة في مذكراته التي جنى من ورائها 450 ألف دولار، توفي في عام 1885.