دولية

عهد جديد في سوريا ومخاوف من المستقبل

كريترنيوز /متابعات /وكالات

 

أثار السقوط المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد ومغادرة البلاد، وسيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق ومفاصل الدولة، ردود فعل عالمية وحالة من الترقب الدولي لمسار الأوضاع وتساؤلات حول المستقبل في مرحلة انتقالية معقدة تتجاذبها القوى الإقليمية والدولية، حيث تواجه البلاد مخاطر التقسيم وتحديات إعادة بناء الدولة، رغم تقارب المواقف الإقليمية والدولية المعلنة التي تدعو إلى ضبط النفس والحوار والانتقال إلى عملية سياسية تقود إلى الاستقرار، من دون التقليل من خطورة المرحلة.

 

وكشفت روسيا، أمس، أن الأسد وصل موسكو التي قدمت لهم حق اللجوء، بعد أن قالت أنه غادر دمشق بعد مفاوضات قرر خلالها «الاستقالة» ومغادرة البلاد. ووسط حالة عدم اليقين لتطور الأحداث، قال ائتلاف المعارضة السورية إنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية بمشاركة جميع القوى الوطنية. وقال رئيس المعارضة السورية هادي البحرة، إن سوريا يجب أن تمر بفترة انتقالية مدتها 18 شهراً لصياغة دستور، تليه انتخابات حرة.

 

وسادت دمشق حالة من الفوضى وإطلاق النار في الهواء، ما دعا الفصائل المسلحة التي أطلقت سراح جميع المعتقلين من السجون، إلى حظر التجوال بحلول المساء حتى السادسة صباحاً. وقال أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) ، الذي قاد هجوم الفصائل أمس في تصريح للتلفزيون السوري، إن المؤسسات العامة ستظل مؤقتاً تحت إشراف رئيس الوزراء السابق.

 

وفي خطاب مسجل، أكد رئيس الوزراء محمد الجلالي بقاءه في منزله واستعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب. وأمام هذه التطورات نفذت إسرائيل ضربات جوية في سوريا خصوصاً المربع الأمني في وسط دمشق، وأعلنتها جبهة حرب، واستدعت قوات جوية وبرية إلى هضبة الجولان السورية المحتلة. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انهيار اتفاق «فض الاشتباك» لعام 1974 مع سوريا وأمر الجيش باحتلال المنطقة الحدودية العازلة ومنطقة جبل الشيخ السورية.

 

وتفاعلت عواصم العالم والدوائر الأممية أمس، مع أحداث سوريا المتسارعة وسقوط النظام وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، داعية إلى ضرورة الانتقال السلمي وحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة.

 

ودعا جير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا السلطات وكل الأطراف الفاعلة حالياً في سوريا إلى حماية المدنيين السوريين والحفاظ على المؤسسات والممتلكات العامة. وطالب بأن تنحو القوى السورية إلى تغليب الحوار والوحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان فيما تعمل على بناء المجتمع.

 

وأكد أن من الأهمية بمكان أن يعمل الجميع على فرض السلام والأمن للجميع. واستطرد أن هذه المسؤولية تقع في المقام الأول بيد السوريين كما تتطلب مساعدة الجميع ومن الأمم المتحدة.

 

وأوضح بيدرسون: «إن الحال على الأرض قد تغيرت بشكل دراماتيكي، وأن هناك منظمات مدرجة كمنظمات إرهابية وعلينا أن ندعم التغيرات الديمقراطية في سوريا ونحن نتابع ما يجري عن كثب على الأرض مع كل القوى المسلحة، وهناك إجراءات موضوعة ويجب اتباعها للخروج من لائحة الإرهاب»، معرباً عن أمله «بأن لا نشهد استمرار الصدام المسلح، وعلينا تفادي سفك الدماء وأن نرى حواراً شاملاً لكل المجموعات في سوريا، وأن تكون هناك ترتيبات انتقالية تدعم استقرار وأمن سوريا».

 

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكّد أن الحكومة السورية «انهارت». وقال: إن «نظام الأسد انهار والسيطرة على البلاد تتغير». وكشف أنّ أنقرة على اتصال بفصائل المعارضة للتأكد من عدم «استفادة» تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة تنظيماً «إرهابياً»، من الوضع.

 

وحثّ فيدان الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان «انتقال سلس» للسلطة في سوريا. وطمأن وزير الخارجية التركي «دول الإقليم بأن السلطة الجديدة وسوريا الجديدة لن تشكل تهديداً لجيرانها، بل على العكس من ذلك، فإن سوريا الجديدة ستعالج المشكلات القائمة، وستقضي على التهديدات». وكانت روسيا أعلنت، أن بشار الأسد ترك منصبه وغادر البلاد بعد أن أصدر أوامره بتسليم السلطة سلمياً، وذلك غداة سيطرة فصائل مسلحة على دمشق.

 

وقالت الخارجية الروسية في بيان: «نتيجة لمفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المشاركين في الصراع المسلح في أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر الاستقالة من الرئاسة ومغادرة البلاد معطياً أوامر بالانتقال السلمي للسلطة»، وأضافت الوزارة: «روسيا لم تشارك في تلك المفاوضات». وذكر بيان وزارة الخارجية أن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا وضعتا في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لهما في الوقت الحالي. وأضاف إن موسكو قلقة للغاية من التطورات في سوريا.

 

وقال البيان: «نحث كل الأطراف المعنية على عدم استخدام العنف وحل كل المشكلات المتعلقة بالحكم عبر الوسائل السياسية». وأضاف البيان: «في هذا الصدد، روسيا الاتحادية على تواصل مع كل الجماعات في المعارضة السورية».

وأكدت وكالة تاس نقلاً عن مصادر في الكرملين، أن المعارضة قدمت ضمانات أمنية للقواعد العسكرية الروسية في سوريا.

 

وتسعى روسيا جاهدة للحفاظ على نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تمتلك قاعدتين عسكريتين تحظيان بأهمية استراتيجية في سوريا. وتدير موسكو قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية، ولديها أيضاً منشأة بحرية في طرطوس على الساحل.

زر الذهاب إلى الأعلى