دولية

روسيا و«الناتو».. هل باتت المواجهة العسكرية حتمية؟

كريترنيوز/ متابعات /أمجد عرار/دبي

عاد الضوء الأحمر ليشتعل محذراً من مواجهة عسكرية محتملة بين روسيا وحلف الناتو، ما يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة ستجعل تداعياتها التدميرية أكثر مما فعلته الحربان الأولى والثانية.

نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قال الجمعة إن «الناتو»، يستعد للحرب ضد روسيا، محذراً من أن روسيا «لا تنصح الغرب بأن يجربها».

وكان غروشكو، يرد على تصريح للأمين العام للحلف مارك روته، الذي قال الأسبوع الماضي، في أول خطاب رئيسي له منذ توليه المنصب في أكتوبر الماضي، إن الوقت قد حان بالنسبة للحلف «للتحول إلى عقلية الحرب».

غروشكو اتهم الحلف «بشيطنة روسيا»، لتبرير زيادة حجم قواته بالقرب من الحدود الروسية، وإجراء تدريبات عسكرية ذات طابع هجومي، وتطوير بنيته اللوجستية للنقل السريع للقوات والأسلحة والمعدات.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الأربعاء الماضي، إن روسيا «ستتخذ إجراءات عسكرية ـ تقنية مناسبة، رداً على ما اعتبرها «استفزازات الناتو»، مجدداً التحذير من أن موسكو لن تسمح بتوسع الحلف باتجاه الحدود الروسية.

ورغم أن الحبل المشدود الأكثر توتراً بين روسيا والحلف حول حرب أوكرانيا، حيث تتهم موسكو الحلف بزيادة انخراطه بها، فإن مجلة «نيوزويك» الأمريكية نشرت قبل بضعة أيام، خريطة تُظهر الجبهات العسكرية التي قد تشهد مواجهات بين روسيا و«الناتو»، مستشهدة بتصريح لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قال فيه إن بوتين «قد يهاجم إحدى الدول الأعضاء» في الحلف.

جبهات متعددة

وكان انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف في 2023، مؤشراً على تزايد القلق من روسيا على الجناح الشمالي الشرقي للحلف، حيث أشار وزير الدفاع السويدي إلى أن «الحرب قد تصل إلى السويد».

كما أن دول البلطيق مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تعتبر نقاط تماس حساسة في أي مواجهة محتملة مع روسيا، نظراً لوجود عدد كبير من الروس المقيمين في هذه الدول، حيث من المتوقع أن تشهد هذه الدول تصعيداً من موسكو في حال استمرت التوترات العسكرية في المنطقة.

ويُعتبر ممر سووالكي، الذي يفصل بين جيب كالينينغراد الروسي وبيلاروسيا، من أهم النقاط الاستراتيجية في حال حدوث تصعيد عسكري بين روسيا والحلف، وهو بمثابة خط دفاع حاسم بالنسبة لدول البلطيق.

حيث يربط بولندا وأوروبا الوسطى بهذه الدول.واعتبرت «نيوزويك» أن دولاً مثل جورجيا وصربيا تعتبر جزءاً من الجبهة المحتملة.

تهديد أم حرب

هذه المرة، موسكو تتهم الحلف بأنه يستعد فعلاً للحرب ضدها، وذلك بعد مرور بضعة أيام على تحذير «الناتو» من أن روسيا تستعد للحرب معه. فهل لدى موسكو رغبة أو مصلحة في خوض حرب مع 32 دولة تتقدمها دول عظمى نووية؟

وهل أيضاً من الواقعي أن يفكر الحلف بخوض حرب مباشرة مع دولة هي الأكثر امتلاكاً للأسلحة النووية في العالم.ربما يعتمد المشهد الدولي كثيراً على ما يفكر به الرئيس الأمريكي القادم للبيت الأبيض بشأن الفتيل الأكثر اشتعالاً، وهو أوكرانيا.

لكن يبقى السؤال: هل هي مجرد تحذيرات لتعزيز أوراق اللعبة على جبهة الصراع الرامي من ناحية موسكو لبناء نظام دولي جديد، ومن ناحية الغرب للحفاظ على هذا النظام الذي يحافظ من خلاله على مكتسبات مع بعد الحرب العالمية الثانية، ومكتسبات عشر سنوات تلت تفكك الاتحاد السوفيتي، وقبل وصول فلاديمير بوتين للكرملين وقيادته استعادة الهيبة الروسية؟

زر الذهاب إلى الأعلى