كنز من النفط والغاز والمعادن النادرة.. لهذا يرغب ترامب في الاستحواذ على جرينلاند

كريترنيوز /متابعات /السيد محمود المتولي

يعرب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في أغلب المناسبات عن رغبته القوية في الاستحواذ على جزيرة جرينلاند حتى وإن استدعى الأمر إلى استخدام القوة العسكرية فما هي الدوافع الكامنة وراء هذه الرغبة القوية لدى ترامب.

يتمتع إقليم جرينلاند الدنماركي بالحكم الذاتي ورفضت الحكومة الدنماركية عرضاً لبيعها، وللجزيرة أهمية جيوستراتيجية كبيرة؛ فهي تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي، وتشكل منطقة عازلة حيوية بين الولايات المتحدة وروسيا.

تزخر الجزيرة الأكبر في العالم بالموارد الطبيعية، بدءاً من النفط والغاز اللذين يغذيان اقتصادات اليوم إلى المعادن الحيوية التي ستغذي اقتصادات المستقبل.

تشير تقديرات عام 2007 الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن جرينلاند تحتوي على ما يقرب من 31.4 مليار برميل من المكافئ النفطي، بما في ذلك النفط والغاز وسوائل الغاز الطبيعي.

ورغم أن هذا يمثل مخزوناً كبيراً من الطاقة، فإنه بعيد كل البعد عن كونه أكبر مورد غير مستغل على مستوى العالم وفق صحيفة نيوزويك.

ويوجد بالجزيرة الوقود الأحفوري لكن هناك عوائق تحول دون استخراجه وأهمها الظروف الجليدية وموقعها البعيد، ولكن رب ضارة نافعة، فتراجع الجليد وتأثيرات الانحباس الحراري العالمي يجعل استخراج الوقود أكثر جدوى تدريجياً.

وبالاضافة إلى الوقود الأحفوري يوجد تحت السطح الجليدي لأكبر جزيرة في العالم رواسب ضخمة من العناصر الأرضية النادرة (REEs)، وهي مواد مطلوبة لتصنيع البطاريات وتكنولوجيا الطاقة المتجددة والمعدات العسكرية.

وتشمل العناصر الأرضية النادرة في جرينلاند مواد مثل الجرافيت، المستخدم في المركبات الكهربائية وصناعة الصلب، والنيكل، والزنك، والذهب، والتنجستن، وغيرها الكثير.

في الوقت الحاضر، يوجد في جرينلاند منجمان نشطان فقط، ولكن تم منح تراخيص للاستغلال والاستكشاف في العديد من المواقع الأخرى.

وتتطلع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الاستفادة من موارد جرينلاند لتقليل اعتمادها على الصين، التي شكلت أكثر من 60% من الإمدادات العالمية في عام 2023 .

ورفضت حكومتا جرينلاند والدنمارك بشدة ادعاءات ترامب بشأن جرينلاند، حيث كتب رئيس وزراء الجزيرة موتي ب. إيجيدي على فيسبوك : “جرينلاند ملك لشعب جرينلاند، ولكنه استدرك بقوله نحن بحاجة إلى التجارة مع الولايات المتحدة، لقد فتحنا الأبواب فيما يتعلق بالتعدين. وسوف يظل الأمر على هذا النحو في السنوات القادمة. يتعين علينا أن نواصل التجارة مع الولايات المتحدة”.

ولا يزال ترامب يعتقد أن الدنمارك “ستوافق” على بيع جرينلاند. وقال للصحفيين مساء الاثنين من المكتب البيضاوي: “أعتقد أن الأمر يكلفهم الكثير من المال للحفاظ عليها”.

وعلى الرغم من أن جرينلاند جزء من قارة أمريكا الشمالية من ناحية الجغرافيا الطبيعية، إلا أنها ارتبطت سياسيًا وثقافيًا بأوروبا “تحديدًا الدنمارك”.

في عام 1979، منحت الدنمارك الحكم الذاتي لجرينلاند؛ وفي عام 2008، صوت سكان جرينلاند لصالح قانون الحكم الذاتي، الذي نقل المزيد من السلطة من الحكومة الدنماركية إلى حكومة جرينلاند المحلية.

تتوقع جرينلاند أن ينمو اقتصادها على أساس الدخل المتزايد من استخراج الموارد الطبيعية وتمتلك واحدة من أعلى حصص الطاقة المتجددة في العالم، بنسبة 70٪، وتأتي في الغالب من الطاقة المائية.