دولية

روسيا تعتزم تعزيز جيشها ولن تبيع ما غنمت من أراضٍ

كريترنيوز/ متابعات /وكالات

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، عزمه الثابت على تعزيز جيشه في عالم يشهد تغييرات سريعة، من أجل ضمان السيادة الحالية والمستقبلية لروسيا. وأضاف: «سنواصل تحسين القدرات القتالية للجيش والبحرية وجهوزيتهما للمعركة، كمكون أساسي لأمن روسيا وضمانة لسيادتها الحالية والمستقبلية»، مشيراً إلى أنه يريد تجهيز قواته المسلحة بنماذج حديثة جديدة من الأسلحة والمعدات.

وهنأ بوتين الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا، واصفاً إياهم بأبطال الوطن العظيم. وقال: «اليوم، يخاطرون بحياتهم ويظهرون الشجاعة، ويدافعون بإصرار عن وطنهم والمصالح الوطنية ومستقبل روسيا».

إلى ذلك، نبه الكرملين، إلى أن روسيا لن تبيع أبداً الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها أي حوالى 20 % من مساحة أوكرانيا. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للتلفزيون الرسمي: «الأهم بالنسبة إلينا، أن الناس في هذه الأراضي قرروا منذ وقت طويل الانضمام إلى روسيا.. ولن يبيع أحد هذه الأراضي أبداً».

كما اعتبر الكرملين، أن الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا سيما وصفه إياه بأنه ديكتاتور، مفهومة تماماً. وقال دميتري بيسكوف: «زيلينسكي يدلي بتصريحات غير صحيحة عن رؤساء الدول.. لقد قام بذلك مراراً.. لن يرضى أي رئيس بهذا النوع من التعامل، بالتالي، فإن رد الفعل هذا مفهوم تماماً».

ورأى الكرملين أن الحوار بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب واعد، إذ قال دميتري بيسكوف: «الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقاً. إنه واعد.. من المهم ألا يحول أي أمر دون تنفيذ إرادتهما السياسية».

ونقلت صحيفة إزفستيا عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف قوله: إن الاجتماع المقبل بين روسيا والولايات المتحدة في السعودية بشأن الجهود الرامية لإنهاء الصراع في أوكرانيا سيكون على مستوى رؤساء الإدارات وليس على مستوى نائبي وزيري الخارجية.

ومن المنتظر أن يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى تركيا، اليوم، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية تركية. وقالت المصادر نفسها، إن لافروف سيجري محادثات في أنقرة مع نظيره هاكان فيدان، موضحة أنها ستركز على تسوية النزاع في أوكرانيا. وأكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن وفداً يترأسه سيرغي لافروف سيتوجه قريباً إلى تركيا لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات.

دعوات

بدوره، دعا زيلينسكي، إلى موقف موحد للولايات المتحدة وأوروبا من أجل سلام دائم في بلاده، وذلك عشية الذكرى الثالثة لبدء الحرب. وقال زيلينسكي عبر تلغرام: «علينا أن نبذل أفضل ما في وسعنا من أجل سلام دائم وعادل لأوكرانيا.. هذا الأمر ممكن عبر وحدة جميع شركائنا.. المطلوب قوة أوروبا وقوة أمريكا وقوة جميع من يريدون سلاماً دائماً».

عقوبات

في الأثناء، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن المملكة المتحدة ستكشف عن حزمة كبيرة من العقوبات ضد روسيا.

وقال الوزير في بيان: إن الوقت حان لتضييق الخناق على روسيا برئاسة فلاديمير بوتين.

وأضاف إنه سيعلن اليوم الاثنين عن أكبر حزمة من العقوبات ضد روسيا منذ الأيام التي تلت بدء الحرب، «لتقويض آلتها العسكرية وتقليص الإيرادات التي تغذي الدمار في أوكرانيا»، على حد قوله. ومن المقرر أن يتبنى الاتحاد الأوروبي أيضاً مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا، اليوم، بما في ذلك حظر لاستيراد الألمنيوم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.

مساعٍ أوروبية

وفيما دعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ميلوني، من واشنطن، إلى الوحدة الغربية وشراكة قوية بين الولايات المتحدة وأوروبا ودعم مستمر لأوكرانيا ضد روسيا، يتوجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى العاصمة الأمريكية هذا الأسبوع وسط قلق في أوروبا إزاء موقف ترامب الصارم تجاه أوكرانيا ومبادراته باتجاه موسكو. ومن المتوقع أن يحاول ماكرون وستارمر، إقناع ترامب بعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا بأي ثمن، وإبقاء أوروبا طرفاً، ومناقشة الضمانات العسكرية لأوكرانيا.

وأعلن ستارمر أن من مصلحة الولايات المتحدة دعم كييف. وكتب رئيس الحكومة في مقال نشرته صحيفة ذا صن البريطانية: «من مصلحة المملكة المتحدة والولايات المتحدة دعم أوكرانيا مع ضمانات أمنية.. ترامب محق أيضاً في معرفة ما إذا كان ثمة اتفاق سلام جيد موجود على الطاولة، في كل مرة تحدثت فيها إلى ترامب أذهلني التزامه بالسلام».

تبادل مسيرات

ميدانياً، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أمس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 138 من أصل 267 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة قبل الماضية. وقال البيان: إن القوات الروسية شنت هجمات باستخدام 267 طائرة مسيرة هجومية تم إطلاقها من مناطق عدة، من بينها أوريول وبريانسك وكورسك وشاتالوفو وميليروفو وبريمورسكو – أختارسك الروسية، ومن منطقة تشودا بشبه جزيرة القرم، فضلاً عن إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية من شبه جزيرة القرم.

وقال الناطق باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، إن الليلة قبل الماضية شهدت أعلى عدد من الهجمات الروسية باستخدام الطائرات المسيرة منذ بداية الحرب قبل 3 سنوات. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، دمرت 20 طائرة مسيرة أوكرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى