دولية

رواية النصر على النازية.. جدل متصاعد بين روسيا والغرب

بوتين يوقع قانوناً لتخليد الضحايا السوفييت

كريترنيوز /متابعات /أمجد اعرار/دبي

بعد بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2023، واشتعال ما يمكن تسميتها «الروسوفوبيا» في الغرب، أخذ الصراع الغربي الروسي يأخذ منحى «العودة للدفاتر القديمة»، بما في ذلك إعادة سرد الرواية فيما يتعلق بالحرب العالمية الثانية التي تسميها روسيا «الحرب الوطنية العظمى».

الجدل بدأ قبل ذلك بوتيرة أقل، فمنذ أواخر الثمانينيات، بدأت تُسمع في الغرب أصوات تقول إن النصر في الحرب العالمية الثانية كان مكلفاً للغاية. وأن الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين نفسه خطط لضرب ألمانيا، لكن الزعيم النازي أدولف هتلر سبقه إلى ذلك، وأنه من دون المساعدة الغربية لم يكن الاتحاد السوفييتي ليتمكن من هزيمة النازية.

ولا شك أن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، قانوناً بشأن تخليد ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية لشعب الاتحاد السوفييتي خلال تلك الحرب، يعكس الامتعاض الروسي مما تعتبره موسكو محاولة لإعادة كتابة التاريخ، وتنكّراً للدور القيادي والأساسي والحاسم الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في هزيمة النازية وحماية البشرية من شرورها.

إبادة جماعية

القانون الذي وقعه بوتين يصف أفعال النازيين وشركائهم خلال «الحرب الوطنية العظمى» بأنها أعمال إبادة جماعية للشعب السوفييتي، ويشمل ذلك كل الأعمال التي هدفت إلى التدمير الكامل أو الجزئي للمجموعات القومية والإثنية والعرقية التي كانت تسكن أراضي الاتحاد السوفييتي، ومنع الولادة بالقوة، والنقل القسري للأطفال، وإعادة التوطين القسري، أو خلق ظروف معيشية أخرى تهدف إلى تصفية أعضاء هذه المجموعات جسدياً.

وستشمل أشكال تخليد الذكرى أعمالاً فنية وأدبية حول القضايا ذات الصلة، فضلاً عن إدراج المواد التي تم تطويرها على أساس المصادر التاريخية والمخصصة لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للشعب السوفييتي في برامج التعليم العام الفيدرالية.

ويأتي في سياق الجدل نفسه، منع الاتحاد الأوروبي مسؤولين من دوله من زيارة موسكو في 9 مايو، حيث ينظم الحفل السنوي الكبير بذكرى النصر على النازية.

وصرحت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس بأن الاتحاد الأوروبي أوصل إلى مسامع الدول المرشحة للانضمام إليه أنه لا يرحب بمشاركتها في موكب التاسع من مايو في موسكو، كما أنه لا يخطط للمشاركة بنفسه.

إحياء النازية

واعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف هذا التوجه بأنه محاولة لإحياء أيديولوجية النازية.

وأضاف أن روسيا لن تتسامح مع هذا الأمر. ووفقاً له، ستبذل موسكو كل جهد ممكن لكي تضمن عدم تمكن هذه العقيدة النازية المشينة من «رفع رأسها» ولكي يتم تدميرها، ولكي تعود أوروبا إلى قيمها.

وأثار هذا التصرف امتعاض دول أخرى، حيث أكد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو رداً على تصريحات كالاس، أنه سيشارك في احتفال النصر بموسكو، مشدداً على أن أحداً لا يستطيع منعه من ذلك.

كما استبعد مجلس النواب الألماني سفيري روسيا وبيلاروس من الحفل المركزي لإحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، والذي يقام أوروبياً في 8 مايو، بناء على توصية من الخارجية الألمانية، التي نصحت بعدم دعوة ممثلي البلدين، في ظل الجدل المستمر بشأن مشاركة مسؤولين روس في فعاليات رسمية بينما تستمر الحرب في أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى