دولية

إسرائيل وإيران.. هل تتجدد الحرب؟

المواجهة المقبلة ستكون أخطر وأطول وأكثر تعقيداً

كريترنيوز/ متابعات /أمجد اعرار/دبي

الإعلان الأمريكي المفاجئ عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران قبل أسبوعين، أبقى الباب موارباً على احتمالات تجدد المواجهة، إذ إن الأهداف الإسرائيلية من الهجوم.
وربما الأمريكية، لم تتحقق، مع وجود مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بأن شبح المواجهة لم يبتعد، بل ربما يعيد ترتيب أوراقه استعداداً لجولة أشد عنفاً وخطورة. ويظهر لدى كل من يتابع هذا الملف الساخن أنه ما لم يفعل الردع المتبادل فعله في التأجيل، فإن الانفجار بات مسألة وقت.

ولأن حرب الـ12 يوماً لم تسفر عن نتائج حاسمة، فإن لغة التحركات السياسية والعسكرية اللاحقة تنبئ بأن المواجهة المقبلة باتت مسألة وقت وليست مجرد احتمال.
هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» ذهبت في اتجاه ترجيح تجددد الحرب، إذ كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حمل معه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي التقاه فجر أمس، في البيت الأبيض، طلباً رسمياً بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ ضربة جديدة ضد إيران، لضمان وقف أي تقدم إيراني في تخصيب اليورانيوم أو تطوير القدرات النووية، بعدما أظهرت التقارير الأخيرة أن الضربات السابقة لم تنجح سوى جزئياً.
وكان تقرير استخباراتي أمريكي سري صدر مؤخراً عن وكالة استخبارات الدفاع، أكد أن الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استخدمت قنابل خارقة للتحصينات لم تلحق ضرراً فعلياً بالمنشآت النووية الإيرانية، بل أبطأت سير البرنامج النووي لبضعة أشهر، دون أن تمس جوهره.
استنفار إسرائيلي
إسرائيل لم تخفف من حالة التأهب على حدودها الشمالية، تحسباً لردود من «حزب الله» أو منظمات أخرى في المنطقة. كما أن التسريبات حول استمرار عمليات الظل داخل إيران تعزز فرضية استمرار إسرائيل في استراتيجية «الردع الاستباقي».
في المقابل، صدرت تصريحات إيرانية، خصوصاً من قيادات «الحرس الثوري»، تفيد بأن طهران لا تزال تحتفظ بـ«قدرة صاروخية كافية لعامين من القتال المكثف»، ما يعني أن الهجمات الإسرائيلية، بما فيها الضربة المباغتة الأولى، لم تحدث الأثر الاستراتيجي الذي كانت تأمله قيادة إسرائيل.
التقارير بشأن مدى تضرر البرنامج النووي الإيراني كانت متضاربة ولم تحسم بعد، كما أن طهران أوقفت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الضربات الأخيرة، ما يفتح الباب أمام استئناف تخصيب اليورانيوم بعيداً عن الرقابة.
أما القدرات الصاروخية لدى إيران فما زالت تمثل خطراً متنامياً، وقد أكدت حرب يونيو السابقة قدرة إيران على استهداف العمق الإسرائيلي بأنواع وأحجام متنوعة من الصواريخ، وإحداث دمار كبير ومكلف فيه، وهو أمر يثير قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
روسيا والصين
إسرائيل يتملكها قلق آخر يتمثل بالدعم الخارجي المحتمل لطهران، لا سيما مع أنباء عن صفقات تسليحية محتملة مع روسيا والصين، تشمل طائرات شبح وصواريخ فرط صوتية، إضافة إلى تعزيز منظومات الدفاع الجوي الإيرانية عبر تقنيات صينية أو روسية أو كلتيهما.
كثير من الخبراء يرون أن الحرب إن تجددت ستكون أشرس وأطول وأكثر تعقيداً بالنظر لحجم الأهداف وقدرات الدفاع، وقد لا تبقى مقتصرة على الضربات الجوية والصاروخية، بل قد تشمل تحركاً من الحلفاء في ساحات أخرى، ما يعني تحطيم قواعد الاشتباك التقليدية.
أياً يكن من أمر، فإن الهدنة المعلنة هشة وتبدو أقرب إلى «استراحة محارب» تكتيكية، أي أن احتمالات الانفجار تبقى مفتوحة على مصراعيها، لا سيما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية تحكمه اعتبارات داخلية تفترض بقاءه على سكة الحرب الدائمة

زر الذهاب إلى الأعلى