
كريترنيوز/ متابعات /أ ف ب/باريس
انطلقت احتفالات العيد الوطني الفرنسي، أمس، في باريس، بعرض عسكري يسلّط الضوء على «الجاهزية القتالية» للجيش «في عالم أكثر همجية»، غداة تعهّد الرئيس إيمانويل ماكرون زيادة النفقات الدفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المحدقة بأوروبا، وعلى رأسها ما يسمى «التهديد الروسي».
وافتتح العرض بمسيرة لثلة من القوّات الإندونيسية، ضيفة الشرف في هذه المناسبة بعدما أبرمت باريس شراكة استراتيجية مع جاكرتا لزيادة نفوذها في منطقة المحيط الهندي-الهادئ.
وجاء في المجلّة الوطنية الاستراتيجية بعددها الصادر أمس، «بات من الواضح اليوم أننا ندخل في حقبة جديدة يرتفع فيها بشدّة خطر حرب كبيرة حامية الوطيس خارج الحدود الوطنية لأوروبا».
وتعني هذه التطوّرات «فرنسا وحلفاءها، خصوصاً الأوروبيين منهم بحلول 2030 وستستهدف أراضينا بشكل متزامن بعمليات هجينة واسعة النطاق».
زيادة الميزانية الدفاعية
وعلى الرغم من الجهود الرامية إلى تقليص الإنفاق العام في الميزانية، تعتزم فرنسا زيادة النفقات الدفاعية، مع إضافة مبلغ 3,5 مليارات يورو في 2026 ثم 3 مليارات إضافية في 2027.
بحيث تتضاعف الميزانية الدفاعية للبلد تقريباً في خلال 10 سنوات، أي خلال الولايتين الرئاسيتين لماكرون، لتبلغ حوالى 64 مليار يورو في 2027.
ويبدو أن 72 % من الفرنسيين مستعدّون لتأييد هذه الزيادة، وفق ما أظهر استطلاع أجرته «أودوكسا-باكبون» لحساب صحيفة «لو فيغارو» نشرت نتائجه أمس.
وخلال العرض العسكري الذي عاد هذه السنة إلى جادة الشانزليزيه بعدما غُيّر موقعه العام الماضي بسبب دورة الألعاب الأولمبية، سعى الجيش الفرنسي إلى إبراز ما يتحلّى به من «مصداقية عملياتية» و«تضامن استراتيجي» مع الشركاء.
وقال كبير المسؤولين العسكريين في باريس الجنرال لويك ميزون، عبر أثير «ار تي ال»، إن «القوات البرية شاركت في العرض… إنها في حالة تأهبّ للقتال».
وشارك جنود من الكتيبة المدرّعة السابعة يرتدون بدلات القتال والخوذ الواقية وسترات مضادة للرصاص، في العرض على متن دبّابات «لوكلير» ومدافع «سيزر» ذاتية الدفع، وعربات قتالية مدرّعة. وشاركت أيضاً مسيّرات وأنظمة دفاع جوّي من نوع «سامب/تي».
كتيبة كاملة
وتؤكّد باريس قدرتها على أن تنشر هذه السنة كتيبة كاملة (أي أكثر من سبعة آلاف عسكري) مزوّدة بكلّ الذخائر والتجهيزات اللوجستية اللازمة في خلال 10 أيّام. وتطمح لأن يتخطّى العدد 20 ألف عنصر في ثلاثين يوماً سنة 2027.
وفي دليل على الشراكات التي نسجتها فرنسا، شاركت في احتفالات العيد الوطني فرقة مشتركة بين بلجيكا ولوكسمبورغ والفرقة الفرنسية الفنلندية التابعة لفيلق الردّ السريع في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل)، فضلاً عن طاقم فرقاطة «أوفيرن» المؤازرة لعمليات حلف الناتو في البلطيق والدائرة القطبية الشمالية.