أمريكا تنسحب من مفاوضات غزة.. ما الأسباب؟

كريترنيوز /متابعات /وكالات
أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس أنّ واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متّهما حركة حماس بعدم التصرف “بحسن نية”، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل استدعاء مفاوضيها للتشاور.
وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي “قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، مضيفا “في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية”.
وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن “خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة”.
وأضاف المسؤول الأميركي “من المؤسف أن تتصرف حماس بهذه الطريقة الأنانية”، مؤكدا رغبة واشنطن في “إنهاء هذا النزاع وإحلال سلام دائم في غزة”.
لكن التصريحات الإسرائيلية حملت نبرة مغايرة، حيث شدد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات، من القدس، على أن استدعاء الوفد المفاوض لا يعني نهاية العملية التفاوضية، بل هو عودة مؤقتة لمراجعة بعض التفاصيل قبل الاستعداد لجولة جديدة من المحادثات.
يرى مراقبون دبلوماسيون أن انسحاب إسرائيل والولايات المتحدة من المحادثات قد يكون تكتيكياً يهدف إلى كسب مزيد من التنازلات، خاصة بعد انهيار عدة صفقات سابقة منذ آخر تبادل رئيسي للأسرى قبل ستة أشهر.
وقال مسؤول من دولة وسيطة فإن تصريح ويتكوف يهدف إلى الضغط على حماس للاقتراب من التوصل إلى اتفاق، وأن الولايات المتحدة كانت تضغط على إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات خلف الكواليس.
وكانت حركة “حماس” نشرت بيانا عبر حسابها على منصة تلغرام، أكّدت فيه أنّها سلّمت الوسطاء “ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار”.
وقال مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات الأربعاء لوكالة فرانس برس إنّ حماس سلّمت ردّا ضمّنته تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.
وأوضح أحدهما أن ردّ حماس “عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم”.
واعتبر مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ ردّ حماس “إيجابي”، مضيفا أنّ الردّ “يتضمّن أيضا المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي”.
ولفت إلى أنّ الحركة طالبت بأن “تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع”.
كما طالبت حماس “بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي”، وفق المسؤول نفسه.
تستند هذه المبادرة إلى اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، يتخللها الإفراج بشكل تدريجي عن رهائن محتجزين في قطاع غزة، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت إسرائيل استدعاء مفاوضيها المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة مع حماس في قطر للتشاور.
ومع تصاعد الضغط للتوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب ولمعاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
قبيل كذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن محادثات “طارئة” بين باريس ولندن وبرلين الجمعة لمناقشة الوضع في قطاع غزة حيث “المعاناة والمجاعة… لا يمكن وصفها ولا الدفاع عنها”.
وقال ستارمر في بيان إن وقف إطلاق النار في المستقبل في غزة “سيضعنا على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية”.