كامتشاتكا تهتز بقوة 8.8 درجات.. فأين ذهب التسونامي؟!

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير
أثار زلزال قوي ضرب قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية حالة من التأهب في جميع أنحاء المحيط الهادئ، بعد أن بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ما يجعله من بين أقوى الزلازل المسجلة عالميًا خلال العقود الأخيرة.
ورغم حجم الزلزال الهائل، فإن موجات التسونامي الناتجة عنه كانت أصغر بكثير من المتوقع، في ظاهرة أثارت دهشة خبراء الزلازل والمحيطات. فقد سجلت سواحل كامتشاتكا موجات بلغ ارتفاعها أربعة أمتار، وأدت إلى أضرار مادية جسيمة في المناطق الساحلية القريبة من مركز الزلزال، بينما وصلت تأثيرات محدودة إلى مناطق بعيدة مثل هاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة.
وفي المقابل، لم تشهد اليابان – الأقرب جغرافيًا إلى مركز الزلزال – سوى موجات خفيفة، ما دفع السلطات إلى خفض التحذيرات في وقت مبكر. كما ألغيت تنبيهات تسونامي في عدد من دول شرق آسيا وأمريكا الجنوبية بعد ساعات من صدورها.
عمق الزلزال
ويعود السبب الرئيسي لهذه الظاهرة إلى عمق الزلزال، حيث وقع على عمق يزيد عن 20 كيلومترًا داخل القشرة الأرضية، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS). هذا العمق أدى إلى إزاحة رأسية أقل لقاع المحيط، مما قلل من كمية المياه التي تم تحريكها فجأة، وهو ما يُعد العامل الرئيسي في توليد موجات التسونامي العنيفة.
وبينما يمكن أن تولّد زلازل ضحلة ارتفاعات مفاجئة في قاع البحر تؤدي إلى موجات ضخمة، فإن الزلازل الأعمق تُنتج عادة حركات أبطأ وأقل حدة، ما يفسر السبب في أن أمواج التسونامي التي اجتازت المحيط الهادئ هذه المرة كانت أقل شدة بكثير من المتوقع.
ويقول الجيولوجيون إن الزلزال نتج عن حركة صفيحة المحيط الهادئ التي تنزلق شمال غربًا تحت صفيحة أمريكا الشمالية في منطقة تُعرف بعملية الاندساس، وهي من أكثر مناطق التقاء الصفائح نشاطًا على مستوى العالم، بمعدل حركة سنوي يبلغ نحو 80 ملم، وفقا لموقع “ساينس أليرت”.
ورغم أن الزلزال أطلق طاقة هائلة على امتداد مئات الكيلومترات، فإن حركة قاع البحر لم تكن كافية لإزاحة كميات كبيرة من المياه، وهو ما أدى إلى خفض مستوى التهديد الذي كان متوقعًا.
ويؤكد خبراء الزلازل أن الحوادث الكبرى مثل هذه تبرز الطبيعة المعقدة للتفاعلات التكتونية، وأن شدة الزلزال وحدها لا تُحدد دائمًا حجم الخطر الناتج عنه.