دولية

قمة ترامب وبوتين.. كثير من الرمزية الدبلوماسية قليل من الدسم

كريترنيوز /متابعات /البيان

أثيرت خلال الساعات الماضية العديد من التكهنات والتحليلات في الصحف الأوروبية والأمريكية حول لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، والذي جرى في الساعات الأولى من صباح اليوم، وجاءت ردود الأفعال على تصريحات الرئيسين الدبلوماسية، ما بين المستبشرين خيراً وغير المطمئنين لما آلت إليه المحادثات بين البلدين حول حرب روسيا وأوكرانيا.
واتفقتا صحيفتا الغارديان البريطانية و”وول ستريت” جورنال الأمريكية، على أن اللقاء جاء خالياً من الدسم والزخم على مستوى النتائج، وانتهى بدون أي اتفاق رسمي أو تحرك واقعي نحو وقف الحرب في أوكرانيا. وكلا الزعيمين وصفا الجلسات بأنها “بناءة”، لكن دون تفاصيل أو نتائج ملموسة. وترامب أقر في مؤتمره الصحفي “لا يوجد اتفاق حتى يكون هناك اتفاق”.
وذهبت “ذا غارديان” إلى أن بوتين رغم كونه الضيف في قمة ألاسكا، إلا أنه استغل الفرصة ليظهر وكأنه العنوان البارز في اللقاء، حيث تحدث أولًا أمام الصحافة، وركب اللّيموزين الرئاسي الأمريكي (The Beast)، ووجه الدعوة لترامب بلقاء قادم في موسكو.
بينما أكدت صحيفة “تايمز” على أن الرئيس الروسي أصر على ضرورة معالجة ما أسماه “الجذور” للسلام، وتضمنت شروطًا رئيسية مثل بقاء مناطق سيطرة روسيا في شرق أوكرانيا، ورفض انضمام أوكرانيا للناتو أو الاتحاد الأوروبي، وإنهاء عهد زيلينسكي.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال” فجو الترحيب والحفاوة بين ترامب وبوتين أثار الاستغراب، خاصةً مع تجاهل ترامب للرئيس الأوكراني وغيابه عن القمة. وظهر ارتباط ودّي غير معتاد بين الزعيمين.
وأوضحت الـ”غارديان” أن ترامب لم يفوّت فرصة لإعادة طرح ادعاءات تزوير الانتخابات الأمريكية – حيث أشار إلى اتفاق بوتين معه في أن الانتخابات الأميركية كانت مزورة – في الوقت الذي كان مفترضًا تركيزه على أزمة عالمية خلال لقاء قمة مع رئيس دولة أجنبية، إلا أن ترامب كعادته وفقاً للصحيفة استغل اللقاء لتدعيم وجهات نظره في الشؤون الداخلية الأمريكية مستغلا وجود بوتين.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أنه لم تُظهِر القمة أي مؤشرات على وقف النزاع؛ بل وُصِفت بأنها فرصة لبوتين لكسب الوقت فيما تستمر العمليات العسكرية الروسية.
والتقى الزعيمان في قاعدة Joint Base Elmendorf–Richardson في أنكوراج، وقد استمر اللقاء نحو ساعتين ونصف تقريبًا، تلاها مؤتمر صحفي مقتضب وجلسة علنية بدون طرح أسئلة.
وأشادت “سي بي إس” الأمريكية بأجواء اللقاء الرمزية مثل استقبال السجادة الحمراء، وعروض عسكرية جوية، ورحلة بالسيارة الرسمية بين ترامب وبوتين، لكن دون اتفاقات ملموسة، ملمحة إلى احتمال توسعة التعاون مستقبلاً في مجالات التجارة، التكنولوجيا الرقمية، الفضاء، والتنمية في القطب الشمالي بعد ذلك اللقاء.
وتعد زيارة بوتين لألاسكا الأمريكية أول زيارة للرئيس الروسي إلى الأراضي الأمريكية منذ 2015، وأولى القمم التي تستضيفها الولايات المتحدة بين زعيمي البلدين منذ 2007.

زر الذهاب إلى الأعلى