
كريترنيوز/ متابعات /وكالات/ألاسكا، عواصم
الإمارات: الحوار البنّاء السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر وتسوية النزاعات
زيلينسكي: هناك حاجة لسلام حقيقي ودائم وسأسافر إلى واشنطن للقاء ترامب غداً
ماكرون: الأوروبيون يتفقون على أن السلام القوي يجب أن تصاحبه ضمانات أمنية راسخة
ميرتس: يمكن لأوكرانيا الاعتماد على تضامننا بينما نعمل من أجل تحقيق سلام يحمي المصالح
كير ستارمر: هذا تقدّم مهم وسيكون حاسماً في ردع بوتين عن العودة للمطالبة بالمزيد
كايا كالاس: روسيا لا تنوي إنهاء حربها قريباً وأمريكا تملك القدرة على فرض مفاوضات جادة
زعيم الديمقراطيين: ترامب منح بوتين شرعية ومسرحاً عالمياً دون مساءلة ولم يحصل على أي شيء
ليندسي غراهام: متفائل بحذر بأن تلك الحرب ستنتهي قبل الكريسماس
انفض «سامر» اجتماع ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلادميير بوتين، دون تحقيق اختراق حقيقي انتظره العالم، يتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم إشارتهما إلى نقاط توافق بينهما، وتبادل إشارات مودة.
وفيما تعهد الأوروبيون بمواصلة دعم كييف، والضغط على موسكو لإنهاء الحرب، مع التشديد على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية صارمة، رحبت الإمارات بقمة ترامب وبوتين، مشددة على أن الحوار البنّاء هو السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر وتسوية النزاعات.
وقال ترامب: لم نصل إلى هناك حتى الآن، لكننا أحرزنا تقدماً.. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
ووصف الاجتماع بأنه مثمر جداً، مع التوافق على العديد من النقاط، مردفاً من دون إسهاب: لم يتبقَ فقط سوى عدد قليل جداً، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم.
وصرح ترامب، أن الأمر الآن يقع على عاتق زيلينسكي، مضيفاً أن تقييمه للقمة عشرة من عشرة.
وشدد ترامب على ضرورة توصل أوكرانيا لاتفاق لإنهاء الحرب مع روسيا، لأن روسيا قوة كبيرة جداً، والأوكرانيون ليسوا كذلك، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على ضرورة أن يستهدف المفاوضون مباشرة اتفاق سلام، وليس وقف إطلاق نار، مثلما تطالب أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.
وكتب ترامب على منصة تروث سوشال: خلص الجميع إلى أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام، والذي من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي لا يصمد في كثير من الأحيان.
بدوره، أعرب بوتين عن أمله في أن يمهد التفاهم الذي توصل إليه مع ترامب، الطريق للسلام في أوكرانيا، مشيراً إلى أن حرب أوكرانيا ما كانت لتحدث، لو كان ترامب رئيساً.
وحذر بوتين كييف والعواصم الأوروبية من وضع ما أسماها عقبات أمام عملية السلام، أو محاولات تعطيل التقدم الناشئ، من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية.
وبينما كان ترامب يفكر في لقاء ثانٍ، ابتسم بوتين وقال بالإنجليزية: المرة المقبلة في موسكو.
وقال بوتين: إن روسيا مهتمة بصدق بوضع حد للنزاع، داعياً إلى أخذ المخاوف المشروعة لروسيا بعين الاعتبار. وأضاف: قلت أكثر من مرة أن الأحداث في أوكرانيا بالنسبة لروسيا مرتبطة بتهديدات أساسية لأمننا القومي، مؤكداً على وجوب استعادة التوازن العادل في المجال الأمني في أوروبا والعالم ككل.
وأوضح أنه ناقش مع ترامب سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا على أساس عادل، مشيراً إلى أن القمة مع ترامب جاءت في الوقت المناسب وكانت مفيدة للغاية، وفق تصريحات نشرها الكرملين.
وتابع: لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة، لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل. وشدد الرئيس الروسي، على أن المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقربنا من القرارات اللازمة.
ووفق صحيفة فاينانشال تايمز، فإن بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك الشرقية كشرط لإنهاء الحرب، لكنه أبلغ ترامب بإمكانية تجميد بقية خط المواجهة إذا تمت الاستجابة لمطالبه الرئيسية.
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مطلعة القول، أن بوتين أعلن أنه سيجمد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين مقابل السيطرة على دونيتسك.
إلى ذلك، شدد زيلينسكي على أن كييف بحاجة إلى سلام حقيقي ودائم، وليس مجرد فترات هدوء مؤقتة بين الهجمات الروسية.
وأضاف عبر منصة إكس، عقب اتصال هاتفي مع قادة أوروبيين: يجب ضمان الأمن بشكل موثوق، وعلى الأمد الطويل، بمشاركة كل من أوروبا والولايات المتحدة، مؤكداً أن القضايا المتعلقة بالأرض، لا يمكن حلها إلا مع أوكرانيا.
كما كشف زيلينسكي عن أنه سيتوجه إلى واشنطن غداً، لإجراء محادثات مع ترامب.
وكتب زيلينسكي على إكس: سألتقي مع الرئيس ترامب، لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء إراقة الدماء والحرب.. أنا ممتن للدعوة، مشيراً إلى أنه تحدث إلى ترامب في مكالمة استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وانضم إليهما بعد ساعة مسؤولون أوروبيون، وآخرون من حلف شمال الأطلسي.
وقال مصدر مطلع: إن زعماء أوروبيين تلقوا دعوة لحضور محادثات بين ترامب وزيلينسكي.
وأضاف المصدر أنه لم يتضح بعد من هم الزعماء الذين سيحضرون المحادثات.
ورفضت أوكرانيا اليوم السبت اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مفاوضات سلام مع روسيا دون وقف مسبق لإطلاق النار.
كما صرح سيرهي ليشينكو، مستشار الرئيس الأوكرانى، فى تصريحات بثها التلفزيون الأوكراني: وجهة نظرنا هي: وقف إطلاق النار أولاً، ثم كل شيء آخر.
وقال ليشينكو: إنه إذا استمر القتال خلال المحادثات، فستكون هناك مخاطر كبيرة لابتزاز أوكرانيا.
في الشأن ذاته، اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا، ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي.
وقال المصدر: إن المقترح عرض خلال مكالمة ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين.
مضيفاً: كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأمريكي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، من المفترض أنه تم الاتفاق عليها مع بوتين.
وأكد مصدر آخر مطلع على الأمر، أن فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها الناتو، طرحت خلال المكالمة.
وأشار إلى أن لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك، ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعالة لسيادة أوكرانيا.
ووفق المصدر، نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلى الأوكرانيون عن إقليم دونباس.
وأعلن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أن الجانبين الروسي والأمريكي، لم يبحثا بعد عقد اجتماع ثلاثي بين بوتين، ونظيريه ترامب وزيلينسكي.
وقال أوشاكوف للقناة الأولى الروسية، رداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع ثلاثي: لم يتم التطرق إلى الموضوع بعد، مشيراً إلى أنه لا يعرف حتى الآن متى سيُعقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين الروسي والأمريكي.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: إن بوتين وترامب وصفا اجتماعهما في ألاسكا، بأنه إيجابي للغاية، مشيراً إلى أن المحادثات سمحت للرئيسين بالبقاء واثقين في بحثهما المشترك عن حلول.
كما أكد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، أن بوتين حدد شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، خلال اجتماعه مع ترامب، لافتاً إلى أن القمة دليل على إمكانية تزامن العمليات العسكرية والوسائل الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وكتب ميدفيديف على تطبيق تلغرام: أظهر الاجتماع أن المفاوضات ممكنة بدون شروط مسبقة، وفي نفس الوقت مع استمرار العملية العسكرية الخاصة.. إنه فوق كل شيء، أوضح الجانبان خلال المحادثات في ألاسكا، أن الأمر يقع في المقام الأول على عاتق أوكرانيا والأوروبيين لإنهاء القتال.
ترحيب
ورحبت دولة الإمارات بالقمة التي عقدت في ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع تقدير الجهود التي بذلها الرئيس ترامب لتعزيز الحوار وإيجاد حلول سلمية، معتبرة إياها خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والسلم الدوليين وترسيخ أجواء الثقة في القارة الأوروبية.
وأشادت وزارة الخارجية بهذا اللقاء التاريخي، مؤكدة أن الحوار البناء هو السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر وتسوية النزاعات، وأشارت إلى أن الجهود المشتركة للرئيسين لإنهاء أزمة أوكرانيا تمثل مصدر أمل لتعزيز السلام والاستقرار العالمي.
تعهد أوروبي
في الأثناء، تعهد عدد من القادة الأوروبيين، بمواصلة دعم كييف، والضغط على موسكو حتى تنتهي الحرب في أوكرانيا.
وقال القادة الأوروبيون في بيان مشترك، إن الخطوة التالية يجب أن تكون إجراء محادثات مع زيلينسكي، وأن القادة الأوروبيين مستعدون للعمل مع ترامب وزيلينسكي، لعقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي.
وأكد البيان الأوروبي، على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية صارمة، للدفاع عن سلامة أراضيها.
مضيفاً: يعود الأمر لأوكرانيا لاتخاذ القرارات بشأن أراضيها.. يجب ألا يتم تغيير الحدود الدولية بالقوة.. دعمنا لأوكرانيا مستمر.. ونحن عازمون على بذل المزيد من الجهود لإبقاء أوكرانيا قوية، حتى يتم إنهاء القتال، وتحقيق سلام عادل ودائم.
ولفت القادة الأوروبيون إلى أن موسكو لا يمكن أن تتمتع بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي.
استمرار ضغوط
وشدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة مواصلة الضغط على موسكو، لإنهاء حربها في أوكرانيا.
وكتب ماكرون في منشور عبر منصة إكس، أنه وقادة أوروبا الآخرين، يعتقدون أن هذا أمر ضروري، طالما أن الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة، ولم يتم تحقيق سلام راسخ ودائم، يحترم حقوق أوكرانيا.
وأضاف أن الأوروبيين يتفقون على أن السلام القوي يجب أن يصاحبه ضمانات أمنية راسخة.
وتابع ماكرون: وفي هذا الشأن، أرحب باستعداد الولايات المتحدة للمساهمة.. من أجل تحقيق تقدم ملموس، يجب أن يكون هناك اجتماع جديد لتحالف الإرادة قريباً.
تضامن راسخ
كما رحب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وتحقيق سلام دائم. وقال ميرتس في منشور على منصة إكس: يمكن لأوكرانيا الاعتماد على تضامننا الراسخ، بينما نعمل من أجل تحقيق سلام يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.
وثمّن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، في إطار أي اتفاق لوقف الحرب.
وقال في بيان: هذا تقدم مهم، وسيكون حاسماً في ردع بوتين عن العودة للمطالبة بالمزيد.
ضمانات أمنية
في السياق، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، إن ترامب وبوتين ناقشا الضمانات الأمنية لأوكرانيا، مضيفة: تبقى النقطة الحاسمة، هي الضمانات الأمنية لمنع عمليات حرب روسية جديدة.
وأشارت ميلوني إلى أن ترامب سلط الضوء على اقتراح إيطالي سابق، بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، مستوحى من المادة الخامسة في معاهدة حلف شمال الأطلسي، قائلة: نقطة الانطلاق في الاقتراح، هي تعريف بند الأمن الجماعي، الذي من شأنه أن يسمح لأوكرانيا بالاستفادة من دعم جميع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، المستعدين لاتخاذ إجراءات في حال تعرضت للهجوم مرة أخرى.
فرض مفاوضات
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في بيان، إن روسيا لا تنوي إنهاء حربها في أوكرانيا في أي وقت قريب، لكن الولايات المتحدة تملك القدرة على فرض مفاوضات جادة.
وأضافت كالاس: عزم ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام، أمر بالغ الأهمية.. يواصل بوتين إطالة أمد المفاوضات، ويأمل أن يفلت بذلك.. لقد غادر أنكوريج دون تقديم أي التزامات.. الولايات المتحدة تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية.. سيعمل الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا والولايات المتحدة.
كما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أن الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية لأي اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا.
وكتبت في منشور عبر منصة إكس: يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي والولايات المتحدة، للتوصل إلى سلام عادل ودائم.. الضمانات الأمنية القوية التي تحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية.
ومن المنتظر التئام شمل قادة تحالف الراغبين اليوم، في اجتماع عبر خاصية الاتصال المرئي، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، في استباق لزيارة زيلينسكي إلى واشنطن.
وسيرأس الاجتماع، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.
تفاؤل حذر
على صعيد متصل، توقع السيناتور الأمريكي الجمهوري، ليندسي غراهام، التوصل إلى السلام في أوكرانيا قبل عيد الميلاد.
وكتب غراهام على منصة إكس: إذا كان هناك اجتماع ثلاثي بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، عندئذ فإنني متفائل بحذر، بأن تلك الحرب ستنتهي قبل الكريسماس بكثير، مشيراً إلى أن تصور ترامب لموافقة بوتين على عقد مثل هذا الاجتماع، كان أعظم نجاح لاجتماع ألاسكا.
في المقابل، انتقد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، اجتماع ترامب وبوتين.
وقال شومر في بيان: اليوم فرش دونالد ترامب السجادة الحمراء لبوتين، وبدلاً من الوقوف مع أوكرانيا وحلفائنا، وقف ترامب جنباً إلى جنب مع رئيس أرعب الشعب الأوكراني والعالم لسنوات.. في البداية يبدو أن ترامب منح لبوتين شرعية، ومسرحاً عالمياً بدون مساءلة، ولم يحصل على أي شيء في المقابل.. مبعث خوفنا، هو أنها لم تكن دبلوماسية، بل كانت مجرد مسرحية.