دولية

الهند تتحدى أمريكا.. وتقارب روسي وصيني موسّع في الأفق

موسكو تقدم خصومات أوسع على النفط

كريترنيوز/ متابعات /وكالات

 

أظهر قادة روسيا والصين والهند، فلاديمير بوتين وشي جين بينغ وناريندرا مودي، وحدتهم في قمة منظمة شنغهاي، مرسلين «إشارة قوية» إلى الولايات المتحدة، خلال قمة منظمة شنغهاي، التي عقدت في تيانجين.

 

وقالت «وول ستريت جورنال»: «شبك قادة الصين وروسيا والهند الأيدي في قمة إقليمية، ووعدوا بالتعاون، ما كان مظهراً من مظاهر الوحدة.. لقطات لقائد الصين شي جين بينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهم يعانق بعضهم بعضاً، أصبحت إشارة قوية إلى واشنطن، على خلفية سعي (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، لاحتواء بكين، وكسر روابط روسيا مع الصين، وإبعاد الهند عن النفط الروسي».

 

ومن الجدير ذكره.. أن «منظمة شنغهاي للتعاون»، تأسست قبل 24 عاماً، إلا أن ضغوط الرئيس الأمريكي على الهند، أكسب قمتها أهمية كبرى، مع ازدياد حجم وتأثير المنظمة، التي تضم 10 دول، يمثلون تقريباً نصف سكان الأرض، حتى في ظل غموض أهدافها وبرامجها وضعف شهرتها.

 

الهند وروسيا

 

أصبحت شحنات الخام الروسي أرخص بالنسبة إلى الهند، في وقت تكثّف فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقاداتها لتجارة النفط بين نيودلهي وموسكو. وبحسب متعاملين تلقوا عروضاً لشراء خام الأورال الروسي، فإن سعره تراجع إلى خصم يتراوح بين 3 و4 دولارات للبرميل، مقارنة بخام برنت، وذلك للشحنات المقرر تسليمها في أواخر سبتمبر وأكتوبر.

 

ورغم أن واشنطن فرضت رسوماً عقابية على واردات الهند من الخام الروسي، فإن المصافي الهندية واصلت الشراء بكثافة. كما دفعت الانتقادات المتكررة من المسؤولين الأمريكيين، إلى جانب العقوبات الاقتصادية، رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إلى التأكيد على متانة العلاقات مع موسكو.

 

وكان خام الأورال قد عُرض الأسبوع الماضي بخصم يقارب 2.5 دولار للبرميل، مقارنة بخصم دولار واحد فقط في يوليو، فيما اشترت بعض المصافي الهندية خاماً أمريكياً بسعر أعلى من «برنت» بثلاثة دولارات للبرميل.

يُعد خام الأورال العلامة الرئيسة للنفط الروسي، ويُشحن من الموانئ الغربية للبلاد. ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، أصبحت الهند أكبر مستورد للإمدادات البحرية من المنتج العضو في تحالف أوبك+.

 

اتفاقية ثنائية

 

قال وزير التجارة الهندي، بيوش غويال، إن الهند تجري محادثات مع الولايات المتحدة، لإبرام اتفاقية تجارية ثنائية، وذلك بعد أيام من مضاعفة واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الهندية، كإجراء عقابي لاستمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي.

 

ويوم الاثنين، في أحدث تعليقاته المثيرة للجدل حول التجارة العالمية، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقادات حادة للعلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والهند، واصفاً إياها بأنها «كارثة أحادية الجانب»، استمرت لعقود.

 

وجاءت تصريحات ترامب عبر منشور على منصته للتواصل الاجتماعي، حيث أكد أن الهند تبيع للولايات المتحدة «كميات هائلة من البضائع»، بينما تستورد «القليل جداً» من المنتجات الأمريكية. وأوضح ترامب أن المشكلة تعود إلى السياسات الجمركية الهندية، إذ قال إن نيودلهي فرضت في الماضي «أعلى الرسوم الجمركية من بين جميع الدول»، ما جعل الشركات الأمريكية غير قادرة على النفاذ إلى السوق الهندية، وتابع: «لقد كان ذلك حتى الآن كارثة من طرف واحد بكل المقاييس».

 

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الهند تعتمد بشكل رئيس على روسيا، لتأمين احتياجاتها من النفط والمنتجات العسكرية، بينما تستورد «القليل جداً» من الولايات المتحدة.

 

وأكد أن هذه التوجهات الاستراتيجية للهند، أدت إلى إضعاف العلاقات الاقتصادية الثنائية مع واشنطن، على الرغم من كون الولايات المتحدة أكبر زبون للبضائع الهندية.

 

وفي سياق حديثه، كشف ترامب أن الهند عرضت مؤخراً تخفيض الرسوم الجمركية إلى مستوى الصفر، لكنه اعتبر أن هذه الخطوة جاءت «متأخرة جداً»، مضيفاً: «كان ينبغي عليهم القيام بذلك منذ سنوات».

 

وأكد أن الفرصة التاريخية لبناء علاقة تجارية متوازنة بين البلدين، قد تأخرت كثيراً، رغم أن المبادرات الأخيرة قد تفتح نافذة جديدة.

 

روسيا والصين

 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا مستعدة لدعم الشراكة الاستراتيجية مع الصين. وعقد بوتين محادثات غير رسمية مع نظيره الصيني شي جينبينغ، خلال جلسة شاي أقيمت في المقر الشخصي للرئيس الصيني بمجمع تشونغنانهاي في بكين، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «تاس».

 

وشارك في اللقاء من الجانب الروسي كل من وزير الخارجية سيرجي لافروف، ونائب مدير الإدارة الرئاسية مكسيم أوريشكين، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، إضافة إلى وزير الدفاع أندريه بيلاوسوف.

 

وكان الرئيسان قد أجريا في وقت سابق محادثات موسعة، بمشاركة وفود البلدين، تناولت سبل تعزيز الشراكة الشاملة، والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين، وتطوير التعاون العملي، إلى جانب قضايا إقليمية ودولية، والتنسيق في المحافل متعددة الأطراف. ويأتي هذا اللقاء، في إطار الفعاليات المقامة في بكين، بمناسبة الذكرى الـ 80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

 

وفي سياق متصل، أفادت وكالة «تاس»، بأن اتفاقية توريد ملزمة قانوناً، وُقعت مع الصين، بشأن خط أنابيب «قوة سيبيريا-2»، لنقل الغاز إلى الصين، محددة لمدة 30 عاماً، وستكون أسعار الإمدادات أقل من تلك الموجهة إلى أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى