صواريخ «توماهوك» تمهيد لتدخل أمريكي في الحرب الأوكرانية

كريترنيوز /متابعات /البيان/ليلى بن هدنة
مخطئ من يعتقد أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا هو صراع ثنائي دون مرجعية ومن دون ضابط إيقاع، حيث إن التطورات الجديدة بخصوص نية واشنطن تسليم كييف صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى، لدعم جهودها في صد الهجوم الروسي على أوكرانيا، يحمل رسالة قوية من واشنطن لموسكو أنها ستشارك في الحرب ما لم يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدخول المفاوضات لإنهاء الحرب، تتويجاً للجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع.
حذر ستيفن براين، المساعد السابق لنائب وزير الدفاع الأمريكي، من تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، وأشار إلى أن استخدامها يتطلب وجود قوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية، ما يضع واشنطن في مسار مباشر للتصادم مع موسكو.
يؤكد محللون أن الحديث عن تسليم صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا يُعد تصعيداً خطيراً في مسار الحرب، وأن هذا العتاد يختلف جذرياً عن أي دعم عسكري سابق قدمته الدول الغربية لكييف، لكن اختيار واشنطن هذا التوقيت ليس صدفة.
تأتي هذه التطورات وسط انسداد كامل في مسار التفاوض بين روسيا وواشنطن حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، إذ يخشى تصعيد الحرب الأوكرانية إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، فإن تفكيره الآن في اتخاذ مثل هذه الخطوة يُظهر مدى إحباطه من رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار منذ استضافته له في قمة ألاسكا.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، الأحد، إن واشنطن تدرس طلباً أوكرانياً للحصول على صواريخ توماهوك، التي يبلغ مداها 2500 كيلومتر، وهي مسافة كافية بسهولة لضرب موسكو إذا ما أُطلقت من أوكرانيا.
العمق الروسي
ويؤكد محللون أن هذا الصاروخ يمنح كييف قدرة على تجاوز الدفاعات الجوية الروسية عبر التحليق على ارتفاع منخفض، ويتيح استهداف العمق الاستراتيجي بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة والمستودعات اللوجستية، وأنه يمكن إطلاقها من مسافات آمنة خارج نطاق الدفاعات الجوية وتتميز بدقة إصابة عالية وقدرة على المناورة لتفادي الرادارات، لكن تحذير روسيا من أن استخدام صواريخ «توماهوك» الأمريكية بعيدة المدى من قبل أوكرانيا ضد أهداف على أراضيها، قد يعني أن الجنود الأمريكيين متورطون بشكل مباشر في الحرب، كما أشارت إلى أن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا يعيق التسوية، ويشرك دول حلف «الناتو» في النزاع بشكل مباشر، ويُعد «لعباً بالنار».
قدرة هجومية
كلفة صاروخ «توماهوك» الواحد تبلغ 1.5 مليون دولار، ويمكنه الوصول إلى مسافات تتراوح بين 1600 و2500 كيلومتر.
حالياً لا يستطيع أي صاروخ آخر في ترسانة كييف الوصول إلى هذا المدى، فمعظمها يقتصر على مدى حوالي 400 كيلومتر.
وبفضل توريد الصواريخ بعيدة المدى من الولايات المتحدة، يمكن أن يزداد عدد هذه الضربات، ما سيجبر روسيا على تخفيف حدة هجومها.
تمتلك أوكرانيا حالياً مجموعة متنوعة من الصواريخ محلية الصنع وتلك المقدمة من الدول الغربية، لكنها لا تضاهي «توماهوك» من حيث المدى أو القدرة التدميرية، إذا حصلت كييف على صواريخ «توماهوك»، فستمتلك قدرة هجومية بعيدة المدى تضاهي قدرات بعض الدول العظمى؛ ما قد يضع منشآت حيوية داخل العمق الروسي تحت التهديد المباشر، وهو تطور قد لا يمر دون رد روسي كبير، ما قد يضع العالم على صفيح ساخن، خوفاً من حرب عالمية ثالثة.