دولية

طالبان تبيع تهديدات “مزيفة” بالقتل لطالبي اللجوء الأفغان إلى بريطانيا

كريترنيوز /القاهرة الإخبارية – أحمد صوان

 

كشف تحقيق أجرته صحيفة “ذا تليجراف” البريطانية عن استخدام رسائل تهديد بالقتل “مزيفة” من حركة طالبان لخداع وزارة الداخلية في طلبات اللجوء للمهاجرين الأفغان إلى المملكة المتحدة.

 

وزعمت الصحيفة أن “مسؤولين فاسدين في أفغانستان أصدروا رسائل حكومية تُهدد بقتل طالبي اللجوء”، إذ تُستخدم هذه الرسائل بعد ذلك كأدلة في طلبات اللجوء.

 

ولإظهار مدى سهولة الحصول على مثل هذه الوثائق، دفع مراسل سري للصحيفة لمسؤولين من طالبان 40 جنيهًا إسترلينيًا لاستصدار ثلاث رسائل مزورة من مكاتب إقليمية مختلفة على أوراق رسمية تحمل توقيعات مسؤولين محليين، وتتضمن هذه الرسائل تحذيرات من أن طالبان “ستنفذ العدالة فيكم بسبب تعاونكم مع حكومة إنجلترا الشريرة”.

 

ونقلت الصحيفة عن العديد من المهاجرين المقيمين في الفنادق التابعة لوزارة الداخلية البريطانية، ومسؤولين من حركة طالبان، أن استخدام الرسائل المزيفة منتشر على نطاق واسع.

 

 

تحت المراقبة

في عام 2022، تقدم أكثر من 100 ألف أفغاني بطلبات للقدوم إلى بريطانيا، مدعين أنهم ساعدوا أو قاتلوا إلى جانب القوات البريطانية قبل الانسحاب في عام 2021.

 

لكن مصادر متعددة أفادت بأن الغالبية العظمى من طلبات اللجوء لا علاقة لها بهذا الأمر، وتعتقد وزارة الدفاع البريطانية أن نسبة ضئيلة فقط من طلبات اللجوء حقيقية.

 

وتتضمن الرسائل المزيفة في كثير من الأحيان ذكر اسم البلد المقصود، واتهام المتقدمين بـ”التعاون” مع حكومته، وتحذيرهم من الموت إذا عادوا إلى أفغانستان.

 

تشير “ذا تليجراف” إلى أن مراسلها طلب رسائل من مسؤول طالبان في مدينة أفغانية -لم يذكر اسمها- لثلاثة أفغان خياليين يسعون للحصول على اللجوء في بريطانيا، وهنا عرض المسؤول الأفغاني نسختين: رسالة عادية مقابل 40 جنيهًا إسترلينيًا، ونسخة “مميزة” كاملة بختم رسمي و”معدل موافقة 100%” مقابل 200 جنيه إسترليني.

 

تقول إحدى الرسائل إن نظام طالبان أثبت اتصال مقدم الطلب بالحكومة البريطانية، وتقول الرسالة قبل تهديدهم بالقتل: “انتبهوا إلى أن عائلتكم تحت المراقبة من قبل الإمارة الإسلامية، ولدينا دليل على تعاونكم مع إنجلترا”، وتطالب المتلقي بتسليم نفسه في أقرب وقت ممكن “وإلا فسوف تتحمل العواقب”.

 

وفي رسالة أخرى كُتب: “نريد أن نخبركم أن الإمارة الإسلامية على علم بأنشطتكم مع حكومة إنجلترا.. وسنحقق معكم العدالة قريبًا”.

 

 

رواتب ضئيلة

نقلت الصحيفة اعتراف مسؤول من طالبان في كابول بأن “بعض أعضاء الجماعة المحليين كانوا ينتجون هذه الرسائل دون إذن من القيادة العليا”.

 

وقال: “بعض المجاهدين يقومون بهذا النوع من العمل، لكنه غير قانوني ويواجهون عواقب إذا تم القبض عليهم”، مشيرًا إلى أن هذه الممارسة يقوم بها أعضاء طالبان من ذوي الرتب المنخفضة، إما رغبة في مساعدة زملائهم الأفغان، وإما لأن رواتبهم غير كافية.

 

وأضاف المسؤول أن نظام طالبان الذي سيطر بشكل كامل على أفغانستان في عام 2021، لم يعد يستخدم الرسائل للتهديد على أي حال “لم نعد بحاجة لإرسال الرسائل.. كان ذلك تكتيكًا عندما لم نكن حكومة.. أما الآن، فنحن الحكومة، إذا تأكدنا من ارتكاب شخص ما فعلًا غير قانوني، فبإمكاننا ببساطة زيارة منزله واعتقاله”.

زر الذهاب إلى الأعلى