دولية

شكرها ترامب بالكنيست.. من هي ميريام أديلسون؟

كريترنيوز /متابعات /موسى علي

في مشهد سياسي يندر أن تحضر فيه وجوه من خارج الطبقة السياسية التقليدية، تبرز ميريام أديلسون باعتبارها واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في توجيه السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، ليس من خلال المناصب أو التصريحات، بل عبر النفوذ المالي والدعم الاستراتيجي للقيادات المحافظة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في كلمة ألقاها ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي أمس، خصّ ميريام بإشادة علنية وطلب من الحضور الوقوف احتراماً لها، في مشهد نادر يسلط الضوء على العلاقة غير العادية التي جمعتها بالبيت الأبيض.

الطبيبة والناشطة السياسية

وُلدت ميريام في تل أبيب خلال خمسينيات القرن العشرين، ودرست الطب لتتخصص لاحقاً في أبحاث الإدمان، وهو المجال الذي منحت فيه مساهمات علمية معتبرة داخل الولايات المتحدة، لكن حياتها أخذت منحى مختلفاً تماماً بعد ارتباطها برجل الأعمال الأمريكي الراحل شيلدون أديلسون.

مع شيلدون، انتقلت ميريام من العمل الأكاديمي إلى عالم المال والسياسة، حيث شكلا معاً ثنائياً يمزج بين النفوذ المالي والدعم الأيديولوجي لقضايا اليمين، سواء داخل الولايات المتحدة أو في إسرائيل.

نفوذ مالي يترجم إلى قرارات سياسية

تُعرف ميريام بأنها من أكبر الممولين السياسيين في الولايات المتحدة، خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أفادت تقارير إعلامية بأنها قدّمت دعماً مالياً يُقدّر بـ 100 مليون دولار لحملة ترامب، ما جعلها من أبرز الداعمين الأفراد في تلك الدورة.

وتقول بعض التقارير الإسرائيلية إن دعمها المالي كان مشروطًا بتبني مواقف أكثر تشدداً تجاه الصراع في الشرق الأوسط، وتحديداً ما يتعلق بضم الضفة الغربية، إلا أن متحدثاً باسمها نفى ذلك، مؤكداً أن تبرعاتها لا ترتبط بأي التزام سياسي مباشر.

تأثير في السياسة الخارجية الأمريكية

لا يُخفى أن ميريام أديلسون كان لها دور غير مباشر في بلورة عدد من القرارات المحورية في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل خلال إدارة ترامب، مثل: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (2017)، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس (2018)، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان (2019).

وقد أشار ترامب صراحة إلى تأثيرها وزوجها الراحل في هذه القرارات، مشيداً بما وصفه بـ “ولائها المطلق لإسرائيل”، ومؤكداً أن علاقته بهما كانت من العوامل الدافعة في اتخاذه لمثل هذه الخطوات غير المسبوقة.

في عام 2018، كرّمت إدارة ترامب ميريام بمنحها وسام الحرية الرئاسي، أحد أرفع الأوسمة المدنية في الولايات المتحدة، تقديراً لمساهماتها في مجال الطب والدعم الخيري والسياسي.

وإلى جانب نشاطها المالي والسياسي، تمتلك عائلة أديلسون صحيفة “إسرائيل هيوم”، إحدى أكثر الصحف انتشاراً في إسرائيل والمعروفة بدعمها للتيارات اليمينية والحكومات المحافظة.

رغم موقعها المؤثر، تواجه ميريام أديلسون انتقادات واسعة من نشطاء ومراقبين للشأن السياسي، الذين يرون في دعمها المالي المكثف مظهراً من مظاهر “تضخم دور المال في السياسة الأمريكية”، خاصة فيما يتعلق بصياغة مواقف تتعلق بالسياسة الخارجية، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

وتحذر بعض الأصوات من أن اعتماد سياسيين كبار على تبرعات من شخصيات مثل أديلسون، قد يؤدي إلى تآكل مبدأ الحياد في السياسة الخارجية، وإخضاع القرارات السيادية لعوامل دعم مالي وإعلامي.

زر الذهاب إلى الأعلى