
كريترنيوز /متابعات /وكالات
كشفت «واشنطن بوست» الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب، في مكالمة هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كييف بالتخلي عن السيطرة الكاملة على دونتسك، وهي منطقة حيوية استراتيجياً في شرق أوكرانيا، شرطاً لإنهاء الحرب، وفقاً لمسؤولين كبيرين مطلعين على المحادثة.
فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه إلى عدم استرضاء روسيا، عقب عودته من زيارة للولايات المتحدة فشل خلالها في الحصول على صواريخ «توماهوك» البعيدة المدى.
وقال المسؤولان، اللذان تحدثا لصحيفة «واشنطن بوست» شريطة عدم الكشف عن هويتيهما؛ لوصف «مناقشات الأبواب المغلقة» الحساسة: إن تركيز بوتين على دونتسك يوحي بأنه لا يتراجع عن مطالب سابقة تركت الصراع في طريق مسدود، على الرغم من تفاؤل ترامب بشأن التوصل إلى اتفاق. وقد طالبت روسيا بأجزاء من المنطقة منذ عام 2014، لكنها لم تتمكن من الاستيلاء على المنطقة بأكملها.
وقال مسؤولون إن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، ضغط على الوفد الأوكراني بشأن تسليم دونتسك خلال اجتماع يوم الجمعة، مشيرين إلى أن المنطقة ناطقة بالروسية في الغالب، وهي نقطة نقاش متكررة للكرملين، يراها المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون متعاطفة مع مطالب روسيا.
صمت ترامب
ولم يعلق الرئيس الأمريكي علناً على مطلب بوتين بالسيطرة على دونتسك بالكامل، ووفق الصحيفة، لم يؤيد ترامب الطلب الروسي في بيانه العلني، عقب اجتماع مهم في الجناح الغربي للبيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويخطط للقاء بوتين في المجر خلال الأسبوعين المقبلين لمواصلة النقاشات حول كيفية إنهاء الحرب.
وكتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، بعد لقائه زيلينسكي: «حان الوقت لوقف القتل، وإبرام صفقة! لقد سفكنا ما يكفي من الدماء، وحددت حدود الملكية بالحرب والشجاعة. يجب أن يتوقفوا عند هذا الحد. فليعلن كلانا النصر، وليحكم التاريخ!».
وفي المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، أشار الرئيس الروسي إلى استعداده للتنازل عن أجزاء من منطقتين أخريين في أوكرانيا سيطر عليهما جزئياً، هما زابوريجيا وخيرسون، مقابل السيطرة الكاملة على دونتسك، وفقاً للمسؤولين.
وكان الأوكرانيون يأملون في الخروج من اجتماع الجمعة بصواريخ «توماهوك» بعيدة المدى، لكنهم خرجوا خالي الوفاض. وقال الرئيس دونالد ترامب إنه يأمل في إنهاء حرب روسيا مع أوكرانيا قبل أن يحتاج إلى إرسال صواريخ «توماهوك».
وكان ترامب قد فكر في إرسال صواريخ «توماهوك» القوية إلى أوكرانيا قبل الاجتماع، لكنه تراجع على ما يبدو بعد المكالمة الهاتفية مع بوتين يوم الخميس.
وفي حديثه إلى جانب زيلينسكي، يوم الجمعة، قال ترامب: إنه يأمل في إنهاء الحرب دون الحاجة إلى إرسال الصواريخ. وعندما سئل، عما إذا كان بوتين يحاول كسب مزيد من الوقت، قال ترامب إنه لا يشعر بالقلق.
ودعا زيلينسكي أمس حلفاءه إلى عدم استرضاء روسيا، في بيان صدر عقب عودته من زيارة للولايات المتحدة فشل خلالها في الحصول على صواريخ توماهوك البعيدة المدى.
وجاءت زيارة زيلينسكي لواشنطن بعد أسابيع من مطالبته بتلك الصواريخ، في محاولة لاستغلال تصاعد استياء ترامب من بوتين عقب قمة ألاسكا التي لم تحقق اختراقاً دبلوماسياً.
وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: «نعتمد على شركائنا في التمسك بالموقف نفسه»، داعياً إلى خطوات حاسمة من الحلفاء.
تبادل الهجمات
ميدانياً، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر منصة «تلغرام»، أمس أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 40 من أصل 62 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا خلال هجوم جوي على شمال وشرق البلاد.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 62 طائرة مسيرة، تم إطلاقها من مناطق ميلروفو وكورسك وأوريول وشاتالوفو وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم».
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أمس، تدمير45 طائرة مسيرة أوكرانية، فوق مناطق عدة في البلاد.
وقال البيان: «اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمرت 45 طائرة مسيرة أوكرانية»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. في الأثناء، قال يفجيني سولنتسيف حاكم منطقة أورينبورغ الروسية، أمس: إن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت محطة غاز، ما أدى إلى اندلاع حريق في ورشة، وعملت فرق الطوارئ على إخماده.