دولية

حلم ملايين البشر.. لماذا يتخلى المشاهير والسياسيون عن جنسيتهم الأمريكية؟!

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي

 

يتخلى ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف أمريكي كل عام، عن جنسيتهم الأمريكية في الأغلب لأسباب تتعلق بالضرائب واللوجستيات، لكن السياسة أصبحت تلعب دوراً أكثر مركزية، حسبما يقول المحامون.

تخلّى عدد من المشاهير عن جنسيتهم الأمريكية لأسباب متنوعة بين السياسة والضرائب والثقافة.

من أبرزهم تينا تيرنر التي انتقلت للعيش في سويسرا وتخلّت عن جنسيتها عام 2013 ، وإدواردو سافيرين، أحد مؤسسي فيسبوك، الذي تخلى عن جنسيته عام 2011 قبل الاكتتاب العام لتجنب الضرائب المرتفعة.

كما ترك المخرج الشهير جون هوستون الولايات المتحدة في الستينيات للعيش في أيرلندا، مستفيداً من الإعفاءات الضريبية، بينما اختارت جوزفين بيكر فرنسا هرباً من العنصرية.

أما في السنوات الأخيرة، توجه بعض المشاهير السياسيين والاجتماعيين للتخلي عن الجنسية، مثل إلين ديجينيرس وجيمي كيميل، بسبب المخاوف السياسية والاجتماعية بعد إعادة انتخاب ترامب، وبيللي جو أرمسترونغ إثر تغييرات قضائية وسياسية أثرت على الحقوق في الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة هي واحدة من دولتين فقط – إلى جانب إريتريا – تفرضان ضرائب على الدخل على أساس الجنسية وليس الإقامة، مما يتطلب من الأميركيين في الخارج تقديم إقرارات ضريبية سنوية إلى مصلحة الضرائب الداخلية بالإضافة إلى تلك المطلوبة من قبل البلد الذي يعيشون أو يعملون فيه وفق واشنطن بوست.

بعض البنوك، التي تخشى من متطلبات الإبلاغ الإضافية المرهقة التي فرضتها واشنطن، لا تسمح للمواطنين الأمريكيين بفتح حسابات أو تفرض عليهم رسوماً إضافية.

كما أن بعض الدول لا تسمح بالجنسية المزدوجة، مما يضطر المغتربين الأمريكيين إلى اختيار جواز سفر دون الآخر.

تخلى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، المولود في نيويورك لأبوين بريطانيين، عن جنسيته الأميركية في عام 2016 بعد أن اشتكى من فاتورة “فاضحة للغاية” أصدرتها مصلحة الضرائب الأميركية نتيجة بيع منزله في لندن.

عدم الرضا السياسي

لكن على نحو متزايد، وفقاً لمحامين يشير المتخلون عن الجنسية إلى عدم رضاهم عن السياسة الأميركية وسياساتها كجزء من دوافعهم.

بين عامي 2024 و2025، ارتفعت نسبة المواطنين الأمريكيين المقيمين في الخارج الذين يفكرون في التخلي عن جنسيتهم من 30% إلى 49%، وفقًا لمسح سنوي أجرته شركة جرينباك ، وهي شركة استشارات ضريبية دولية. ومن بين هؤلاء، ذكر 61% “الضرائب” ضمن أسبابهم، بينما ذكر 51% “عدم الرضا عن الحكومة الأمريكية أو التوجه السياسي”.

يصف المتخليون عن وطنهم أنهم يحتفظون بسجل ذهني للمتاعب الغامضة التي تأتي مع نمط الحياة في الخارج الذي اختاره الكثيرون لأنفسهم: المنع من التعامل مع البنوك، والرسوم الإضافية ومتطلبات الإبلاغ، ودفع أموال للمحاسبين للتعامل مع وكالات الضرائب في بلدين، والضرائب الإضافية عند بيع منزل أو أسهم.

بالنسبة للعديد من الناس، كان الأمر مزعجاً ولكن محتملًا نظراً لأن التنازل عن الجنسية هو خطوة لا رجعة فيها وتعني فقدان الحق في العيش أو العمل في الولايات المتحدة والصعوبات المحتملة، بما في ذلك الحصول على التأشيرات، عند زيارة العائلة.

اضطرابات .. انقسامات

ثم جاءت الاضطرابات في الولايات المتحدة، وتزايد الانقسام، وأعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، والطعون القانونية على حقوق التصويت، وحوادث إطلاق النار في المدارس، وثقافة الإلغاء، بالنسبة للجمهوريين، كان “الوعي” هو الذي يُدمر البلاد. أما بالنسبة للديمقراطيين، فكان ترامب هو السبب.

تروي كولين ماكاتشون (33 عاماً)، التي نشأت في كندا وانتقلت لاحقاً إلى لندن، أن الأحداث المتسلسلة جعلتها تشعر بأنها فقدت شعور الانتماء لأمريكا.

بعد وفاة جدها، تنازلت عن جنسيتها الأمريكية في يوم الانتخابات عام 2024، معتبرةً أن عناء تجديد جواز السفر لم يعد يستحق كل هذا.

مع تزايد الطلب، تواجه السفارات الأمريكية تراكماً في الطلبات، ويضطر البعض إلى السفر إلى مالطا أو براغ لتسريع الإجراءات.

تشارك آبي (41 عامًا)، أمريكية المولد من أم أمريكية، أنها قطعت علاقتها رسمياً بالولايات المتحدة في لاتفيا، مشيرةً إلى شعور “وجودي غريب” عند التخلي عن جزء من هويتها.

التنازل عملية قانونية شاقة

العملية القانونية للتنازل شاقة، إذ يجب أن يكون للمتقدم جنسية بديلة وأن يقدم إقراراته الضريبية لخمسة أعوام سابقة.

ويواجه بعض الأثرياء ضريبة خروج محسوبة كما لو باعوا أصولهم يوم التنازل، بينما غالبية المتنازلين لا يخضعون لها.

خطوة لارجعة فيها

تختتم المحامية جانيس فلين بالقول إن التنازل عن الجنسية “خطوة لا رجعة فيها”، وأضافت أن بعض عملائها اتخذوا القرار بعد الطعن في بطاقات الاقتراع أو القيود على التصويت، موضحةً: “السياسة والرؤساء يتغيرون، لكن التنازل عن الجنسية نهائي. أحياناً أقول لهم: لا تيأسوا، فقد يتغير الوضع مجدداً”.

زر الذهاب إلى الأعلى