«لم أنتهِ بعد».. كامالا هاريس تفتح النار مبكراً على سباق 2028

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
أثارت تصريحات نائبة الرئيس الأمريكية السابقة، كامالا هاريس، الأخيرة للصحافة البريطانية، موجة من التكهنات والتحليلات في الأوساط السياسية الأمريكية، خاصة تلك التي أشارت فيها بوضوح إلى عدم انتهاء طموحها السياسي ورغبتها في خوض سباق الرئاسة مرة أخرى، بحسب نيويورك بوست.
أتي تصريحات هاريس، التي خسرت انتخابات 2024 الرئاسية أمام دونالد ترامب، لتؤكد أنها لا تنوي الابتعاد عن الساحة السياسية، بل تلمح بشكل غير مباشر إلى نيتها الترشح لانتخابات 2028.
«لم أنتهِ بعد»: هذه العبارة هي أقوى إعلان نوايا لها حتى الآن، وهي تعكس إصراراً على البقاء في معترك السياسة الوطنية، وتستبق أي محاولات داخل الحزب الديمقراطي لتهميشها بعد الهزيمة.
«الأمة ستنتخب أول رئيسة في حياة حفيدات أختها… ربما أنا»، هذا التصريح يربط طموحها الشخصي بقضية تاريخية ورمزية كبرى (وصول امرأة إلى الرئاسة)، ويضعها كمرشحة طبيعية لهذا الدور. إجابتها بـ«ربما» عند سؤالها عن توليها الدور تعتبر «تأكيداً غير مباشر» ضمن قواعد اللعبة السياسية الأمريكية التي تتطلب التريث في إعلانات الترشح المبكرة.
تأتي هذه التصريحات بعد أقل من عام على خسارتها أمام ترامب في نوفمبر 2024، وهي هزيمة كانت قاسية (فارق صوتي وشعبي).
اختيارها صحيفة أجنبية (بريطانية) قد يكون محاولة لجس نبض الرأي العام الدولي والمحلي وتوجيه رسالة للديمقراطيين دون إعلان رسمي داخلي مباشر.
تعدد التحليلات حول مغزى توقيت تصريحات هاريس، لكن الرأي السائد في واشنطن يميل إلى أنها بداية مبكرة جداً لسباق 2028، مصحوبة بمناورة سياسية ضرورية في الوقت الحالي.
سباق الرئاسة لعام 2028 بدأ فعلياً بين الديمقراطيين في الخفاء بعد خسارة 2024. تصريحات هاريس هي محاولة لوضع علامة «مرشحة أمامية على اسمها مبكراً.
ب
عد خروج الرئيس السابق جو بايدن وخسارة هاريس لانتخابات 2024، يواجه الحزب الديمقراطي فراغاً في القيادة.
ويبرز مرشحون محتملون آخرون مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، ووزير النقل السابق بيت بوتيجيج.
تحركات هاريس هي لتأكيد أحقيتها بقيادة الحزب بناء على خبرتها كعضو سابق في مجلس الشيوخ ونائبة سابقة للرئيس.
في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس ترامب لانتخابات التجديد النصفي (لعام 2026)، حيث تتنافس المقاعد على مجلسي النواب والشيوخ والحكام، فإن هاريس غير ملزمة حالياً بخوض أي انتخابات وشيكة.
استغلال هذا التوقيت للحديث عن طموحها يسمح لها بالبدء في بناء شبكات جمع التبرعات وحشد الدعم بين قواعد الحزب الموالية لها، خاصة في ظل المنافسة الديمقراطية الداخلية الشديدة.
تهدف هذه التصريحات أيضاً إلى تجاوز الحديث عن هزيمتها في 2024 والتركيز بدلاً من ذلك على المستقبل وإمكانية تحقيق حلم أول رئيسة، ما يحولها من «مرشحة فاشلة» إلى «مرشحة واعدة للمستقبل».