روسيا تستعرض نووياً.. ولقاء بوتين وترامب يتعثّر

كريترنيوز /متابعات /وكالات
أجرت روسيا تجربة نهائية ناجحة لصاروخ كروز، يعمل بالدفع النووي، ووصفته بأنه «ابتكار فريد»، تزامناً مع غموض يكتنف لقاء غير مؤكد بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يتركز على الحرب الروسية المتواصلة في أوكرانيا.
وقال بوتين، خلال لقاء مع قادة عسكريين، في فيديو نشره الكرملين: إن «التجارب النهائية استُكملت» للصاروخ بوريفيستنيك (طائر العاصفة بالروسية)، مصدراً أوامر بـ «تحضير البنى التحتية لوضع هذا السلاح قيد الخدمة لدى القوات المسلحة الروسية». وأضاف «إنه ابتكار فريد، لا أحد غيرنا يمتلكه في العالم»، مؤكداً أن الصاروخ «غير محدود المدى».
وأضاف بوتين «إن حداثة قواتنا المسلحة، أو بالأحرى ردعنا النووي، في أعلى مستوياتها. وربما لا نبالغ إن قلنا إنها في مستوى أعلى من مستوى جميع الدول النووية على الأقل»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وتابع «لا يزال هناك الكثير من العمل، الذي يتعين القيام به لوضع هذه الأسلحة في حالة تأهب قتالي».
وقال لهيئة الأركان الروسية، إنه يجب تجهيز البنية التحتية لنشر الصاروخ بوريفيستنيك. وقال بوتين: « أجرت القوات المسلحة الروسية تدريباً للقوات الهجومية الاستراتيجية، هذا الأسبوع، تم خلاله إطلاق تدريبات قتالية لجميع مكونات القوات النووية الاستراتيجية الروسية، بالإضافة إلى اختبارات لعينات أسلحة واعدة».
وتابع: «سننظر في الوضع الحالي في منطقة العملية العسكرية الخاصة، وسنستمع إلى تقارير من قادة مجموعات القوات حول أداء المهام من قبل المجموعات التابعة لهم».
وتابع: «من أجل تقليل الخسائر غير الضرورية، أطلب، كما فعلنا في السابق، أن تتخذوا كل التدابير الشاملة، لضمان استسلام العسكريين الأوكرانيين – أولئك الذين يرغبون في ذلك بالطبع»، داعياً إلى معاملة الأسرى وفق القانون الروسي والقوانين الدولية.
بلا حدود
وأفاد رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، بأن الصاروخ بوريفيستنيك أمضى في آخر تجربة أجريت له في 21 أكتوبر «حوالي 15 ساعة» في الجو، اجتاز خلالها 14 ألف كيلومتر، مشدداً على أن هذه المسافة «ليست حداً أقصى» له. وأكد أن «مواصفات بوريفيستنيك التقنية، تسمح باستخدامه بدقة مضمونة ضد مواقع عالية الحماية، على أي مسافة كانت». وكان بوتين أعلن في عام 2018، أن الجيش الروسي يطور مثل هذه الصواريخ القادرة على تخطي كل أنظمة الاعتراض عملياً.
رغم جهود الوساطة التي يضطلع بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورغم تعهّده أن ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا سريعاً، ما زالت مفاوضات السلام بين موسكو وكييف متوقفة. وأرجأ ترامب، الثلاثاء، إلى أجل غير مسمى، لقاءه مع بوتين، بعدما أعلن قبيل ذلك أن لقاء سيجمعه بنظيره الروسي في بودابست.
وبرّر ترامب إلغاء اللقاء، بأنه لا يريد محادثات حول «لا شيء»، وذلك غداة فرض بلاده عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي.
وقال مجدداً، أول من أمس: إنه لا يريد «إضاعة الوقت» في تنسيق موعد جديد مع بوتين، من دون أن يكون هناك أفق لحل يُنهي الحرب في أوكرانيا.
لا جدوى
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، أن ترامب كان أول من طرح فكرة أنه لا جدوى من عقد القمة في بودابست في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن بوتين يشاركه هذا الموقف، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وقال بيسكوف «لا يمكن للرئيسين أن يجتمعا لمجرد الاجتماع، لا يمكنهما ببساطة إضاعة وقتهما، وهما يصرحان بذلك علناً. لذلك، كلفا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بالتحضير لهذه العملية. إنها عملية معقدة».
وأعرب بيسكوف عن اعتقاده بصدق نية ترامب في حل جميع الأزمات الحادة، بما في ذلك، تلك المحيطة بأوكرانيا. واستدرك: «لكن في بعض الأحيان، يتناقض هذا التسرع المفرط بشكل حاد مع الواقع، لأن صراعاً مثل الصراع الأوكراني… مع أسبابه الكامنة، معقد للغاية، ولا يمكن حله بين عشية وضحاها».
وأشار بيسكوف إلى أن الهستيريا العسكرية للاتحاد الأوروبي، هي سبب توقف المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية.
استهداف خاركيف
ميدانياً، أعلن مكتب المدعي العام لمنطقة خاركيف، في بيان عبر تطبيق تليغرام، مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين، جراء هجمات روسية استهدفت منطقة خاركيف.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في بيان، أن روسيا شنت هجمات على أوكرانيا، باستخدام أكثر من 50 صاروخاً، ونحو 1200 طائرة مسيرة، وأكثر من 1360 قنبلة جوية موجهة، خلال هذا الأسبوع وحده.
وقال: إن روسيا أطلقت، خلال الليلة (قبل الماضية)، أكثر من 100 طائرة مسيرة، ما أسفر عن «تضرر مبانٍ سكنية»، في عدة أحياء من العاصمة كييف. ومقتل ثلاثة أشخاص.