دولية

كيف فشل 26 مليارديراً في هزيمة زهران ممداني؟

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين

تمكّن الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني من الفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك، متجاوزا جهودا ضخمة بذلها أغنى رجال الأعمال في الولايات المتحدة، ممن حاولوا إعاقة وصوله إلى المكتب التنفيذي للمدينة.

 

ووفقا لتقارير فوربس، أنفق 26 مليارديرا وعائلات ثرية أكثر من 22 مليون دولار لدعم خصوم ممداني وشراء حملات إعلانية ضده، قبل وبعد الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

 

من بين أبرز هؤلاء المليارديرات مايكل بلومبرغ، المؤسس المشارك لشركة Bloomberg LP، وبيل آكمان، مدير صناديق التحوط، وجو جيبيا، المؤسس المشارك لشركة Airbnb، وعائلة لاودر، ورثة Estée Lauder.

 

وتركزت جهود هؤلاء الأغنياء على دعم أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، حيث ساهم بلومبرغ بمفرده بمبلغ 8 ملايين دولار، فيما تبرع آكمان بمبلغ 1.75 مليون دولار، وأضافت عائلة لاودر 750 ألف دولار.

 

وبلغت قيمة التبرعات قبل أن يحصل ممداني على الترشيح الديمقراطي حوالي 13.6 مليون دولار، مع مساهمة كبيرة بلغت 8.3 ملايين دولار من بلومبرغ لشركة Fix The City, Inc.

 

كما دخل مساهمون آخرون على الخط، مثل ريد هاستينغز، المؤسس المشارك لشركة Netflix، وباري ديلر، رائد الإعلام، بتبرعات بلغت 250 ألف دولار لكل منهما.

 

وشهدت الحملة أيضا مشاركة من داعمين محافظين مثل ستيف وين، قطب الكازينوهات، بمبلغ 500 ألف دولار، وجون هيس، قطب النفط، بمليون دولار موزعة على عدة أشهر.

 

رغم هذه الضغوط المالية الكبيرة، أكد ممداني في خطاب جماهيري في 13 أكتوبر أن تدخل المليارديرات لم يكن كافيا لإيقاف حملته، قائلاً: “مليارديرات مثل بيل آكمان ورونالد لاودر ضخوا ملايين الدولارات لأنهم يعتبروننا تهديدا وجوديا”.

 

ويعكس فوز ممداني اهتمام الناخبين بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، خاصة مع برنامجه التقدمي الذي يشمل إنشاء منافذ بقالة تديرها المدينة، وتوفير النقل العام المجاني، ورعاية الأطفال الشاملة.

 

وأثار الفوز اهتماما بين شخصيات وول ستريت الذين عارضوه سابقا، حيث أبدى البعض استعدادهم للتعاون معه بعد الانتخابات، مثل بيل آكمان الذي كتب على منصة X: “لديك الآن مسؤولية كبيرة، وإذا استطعت المساعدة، فقط أخبرني بما يمكنني فعله”.

 

كما أعرب جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan Chase، عن رغبته في الاستمرار بالتواصل مع ممداني ودعمه إذا اقتضى الأمر، رغم وصفه السابق له بأنه “أكثر ماركسية من كونه اشتراكيا”.

 

ومن المقرر أن يتولى زهران ممداني منصبه رسميا في الأول من يناير 2026، ليصبح أول عمدة يمثل التيار الديمقراطي الاشتراكي في تاريخ مدينة نيويورك الحديث، وسط توقعات بأن يحمل برنامجه تقدميا واسع النطاق يركز على التخفيف من الأعباء المعيشية للسكان.

زر الذهاب إلى الأعلى