الإنفاق الدفاعي الأوروبي.. تحصين أم لمواجهة روسيا؟

كريترنيوز /متابعات /البيان
أعلن الاتحاد الأوروبي، عن خطط لزيادة ميزانية الدفاع والأمن الحدودي لدول الأعضاء، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والرقابية على الحدود، وكذلك تحسين الاستجابة للأزمات العابرة للحدود، بما فيها التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية. ووفق المصادر الرسمية، تشمل الخطة رفع ميزانيات الدفاع للدول الأعضاء، وتحديث أنظمة المراقبة على الحدود، إضافة إلى تعزيز التنسيق العسكري والاستخباراتي بين الدول.
ويشير التقرير الأوروبي إلى أن تعزيز الأمن الحدودي لا يقتصر على التهديد العسكري المباشر، بل يشمل مواجهة الهجمات السيبرانية، شبكات التهريب، وتدفقات اللاجئين الكبيرة التي يمكن أن تؤثر على الاستقرار الداخلي.
وتؤكد المصادر أن الهدف الأساسي هو الاستعداد الاستراتيجي والردع، لا التصعيد العسكري، وأن الخطوة تأتي ضمن جهود الاتحاد لتعزيز قدراته الدفاعية دون الإضرار بالقنوات الدبلوماسية القائمة مع روسيا. وتكمن تحديات التوجه الأوروبي في الحاجة إلى توافق سياسي بين الدول الأعضاء وتوزيع الموارد المالية بكفاءة، بينما الفرص تتجلى في تحسين القدرة على الاستجابة السريعة للأزمات، وضمان الأمن الجماعي، وتعزيز التنسيق الاستخباراتي.
ويرى محللون أن القرار يأتي في خلفية الصراع المستمر في أوكرانيا، حيث يمثل النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية مصدر قلق لدول الاتحاد، ويزيد الإحساس بالحاجة إلى قدرة دفاعية جماعية، في حين تقول موسكو إن القادة الأوروبيين يثيرون هذه المخاوف لتبرير دعمهم استمرار أوكرانيا في الحرب.
إعادة تقييم
ويشير خبراء إلى أن تحركات موسكو خارج الحدود الأوروبية، سواء في مناطق مثل ليبيا أو الكاريبي، أسهمت في إعادة تقييم الاتحاد الأوروبي لاستراتيجياته الدفاعية على نطاق أوسع، بما يشمل حماية المصالح الأوروبية من أي تهديد محتمل بعيد المدى. ويمثل تعزيز الإنفاق الدفاعي للأوروبي، من وجهة نظر محللين، خطوة تحصينية في مواجهة التهديدات المعاصرة، ويظهر استعداد الاتحاد لمواجهة أي تصعيد محتمل، مع الحفاظ على توازن بين الاستعداد الدفاعي والحوار الدبلوماسي.
وفي دوافع الإنفاق، يرى هؤلاء المحللون أن الحرب في أوكرانيا أبرزت هشاشة بعض البنى الدفاعية في أوروبا الشرقية، وحركت دعوات لتعزيز الدفاع المشترك.
الأسبوع الماضي قالت روسيا إن أوروبا تستعد فعلياً للحرب ضدها، لكن مسؤولين أوروبيين يقولون إنه لا وجود لنوايا هجومية ضد روسيا، وإن ما تفعله دولهم يعكس استراتيجية استباقية لحماية الاتحاد الأوروبي من أي تصعيد محتمل أو تهديدات هجينة تشمل المجال العسكري، السيبراني أو التأثير على الأمن الداخلي للاتحاد