بايدن في مواجهة “تحدٍّ صيني” بعد محنة “أميركا ترمب”
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/الولايات المتحدة الامريكية/متابعات[/su_label]
أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه “قيادة صينية حازمة”، يمكن أن تتعزّز جرأتها، نتيجة المشكلات الداخلية في الولايات المتحدة.
واعتبرت أن الفوضى في الولايات المتحدة، من تفشي فيروس كورونا المستجد إلى اقتحام مبنى الكونغرس، تعزّز الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، بينما يواصل سعيه المديد إلى “تجديد شباب” بلاده، محاولاً بذلك استعادة ما تعتبره الصين مكانتها المناسبة، بوصفها دولة كبرى.
وبالنسبة إلى بايدن، قد يشكّل ذلك واحداً من تحديات السياسة الخارجية الأكثر صعوبة، إذ يحاول إدارة علاقة مثيرة للجدل بشكل متزايد، بين القوة الأكثر رسوخاً في العالم، وتلك الأكثر بروزاً الآن.
ونبّهت “أسوشيتد برس” إلى رهانات كبرى بالنسبة إلى البلدين، والعالم. وأضافت أن أي خطأ قد يؤدي إلى نزاع غير مقصود في غرب المحيط الهادئ، حيث يصطدم الوجود البحري المتنامي للصين، بالانتشار الأميركي.
وأضرّت الحرب التجارية بين الجانبين، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بالعمال والمزارعين في البلدين، رغم أن أطرافاً، في فيتنام ودول أخرى، استفادت منها، بعدما أخرجت شركات إنتاجها من الصين. ويصعب تحقيق تقدّم، في ما يتعلّق بملفات دولية، مثل المناخ، من دون حوار بين أضخم اقتصادَين في العالم.
خلافات أكثر من الاتفاقات
لكن الصين قد تقاوم بقوة أكبر، في ملفات مثل التكنولوجيا، والسيادة على أراضٍ، وحقوق الإنسان، علماً أن محللين رأوا تشابهاً مع الأزمة المالية العالمية عام 2008، التي خرجت منها الصين سالمة نسبياً.
ومنذ ذلك الحين باتت السياسة الخارجية لبكين أكثر حزماً بشكل متزايد، من سيطرتها على أراضٍ في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، إلى استخدامها موقع تويتر للردّ على منتقدين. ويمكن لنجاح نسبي حققته بكين، في السيطرة على كورونا، أن يدعم هذا الاتجاه، وفق “أسوشيتد برس”.
وبمساندة واسعة من الجمهوريين والديمقراطيين، باتت الولايات المتحدة تعامل الصين بوصفها منافساً، وترى حاجة إلى نهج أكثر صرامة تجاهها، وإن لم يكن هناك توافق دائم بشأن كيفية تنفيذ ذلك خلال عهد ترمب.
وقالت الوكالة الأميركية إنه على بايدن أن يحذر من تعريض نفسه لهجمات، بحجة أنه ينتهج سياسة متساهلة مع الصين، إذا تراجع عن رسوم جمركية وخطوات أخرى اتخذها سلفه.
لكن حاجته الملحّة لإعطاء الأولوية للتحديات المحلية، يمكن أن تتيح للصين الدفع بسياساتها، سواء في التقدّم التكنولوجي، أو الملفات الإقليمية، من تايوان إلى حدودها مع الهند.
ويرى كورت تونغ، وهو دبلوماسي أميركي سابق في آسيا، مأزقاً في السنوات المقبلة، إذ تواصل الصين سياساتها، رغم امتعاض الولايات المتحدة. وأضاف: “ستكون الخلافات أكثر من الاتفاقات، ولن تحدث اختراقات كثيرة”.
وأشار بايدن إلى مجالات تعاون محتملة، من الاحتباس الحراري إلى كبح البرنامج النووي لكوريا الشمالية، علماً أن الجانبين لا يتفقان دوماً، حتى في تلك المجالات.
تحدي “الحوكمة الجيدة”
وذكرت “أسوشيتد برس” أن كورونا، الذي اعتُبر أولاً تهديداً محتملاً لقيادة الرئيس الصيني شي جينبينغ، عندما خرج عن السيطرة في مدينة ووهان، مطلع عام 2020، تحوّل إلى قصة معاناة، يليها انتصار.
وأضافت أن الحزب الشيوعي الصيني سعى إلى استخدام الفيروس لتبرير استمرار سيطرته على الدولة، وسحق أي انتقاد لأسلوب تعامله مع الجائحة.
وساهم في ذلك، فشل دول أخرى كثيرة في كبح تفشي كورونا، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وتواجه الصين الآن تفشياً محدوداً للفيروس، لكن الحياة عادت غالباً إلى طبيعتها، والنموّ الاقتصادي يتسارع، وفقاً للوكالة الأميركية.
ونقلت “أسوشيتد برس” عن بوني غلاسر، وهي مديرة “مشروع الطاقة الصيني” في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” (مقرّه واشنطن)، قولها في إشارة إلى الصينيين: “كان صعباً عليهم إشاعة هذه السردية في العالم، لو لم يكن أداء الولايات المتحدة سلبياً إلى هذا الحدّ. هذا ملف يتداخل مع مسائل كثيرة، وهو أن الصين قادرة على الإشارة إلى الولايات المتحدة والديمقراطية بشكل عام، باعتبار أنهما لا تقدّمان حوكمة جيدة”.
سياسات حزبية جيدة
وأشارت الوكالة إلى استحالة قياس حجم الدعم للحزب الشيوعي الصيني، في بلد لا يرغب فيه كثيرون في انتقاده علناً، تحسّباً لعواقب ذلك. لكن نيو جون، وهو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين، رجّح أن تزداد ثقة الشعب بالنظام، نظراً إلى أن تعافي الصين من الجائحة كان أسرع من دول أخرى.
وأضاف: “بالنسبة إلى الناس العاديين، المنطق بسيط جداً”. وتوقّع أن يثير كورونا نقاشاً عاماً بشأن نظم الحكم الأكثر فاعلية.
ونقلت “أسوشيتد برس” عن ليو شيشيو قولها، وهي تتجوّل مع ابنتها في مدينة ووهان: “سياسات الحزب جيدة، وسياساتنا ليست مثل تلك في الدول الأجنبية. نحن نستمع إلى الحزب”.
وليس واضحاً هل يتوقّع الحزب الشيوعي تصدير أسلوبه في الحكم، بوصفه بديلاً للنموذج الديمقراطي. لكن المسؤولين الصينيين يلفتون إلى أن الدول تختار أنظمة مختلفة، مشددين على ضرورة أن يحترم الآخرون هذه الاختلافات.
وقال كورت تونغ في هذا الصدد: “مع تزايد ثقة الصين، ربما سيحاولون تشكيل العمليات الداخلية أو أساليب التفكير في بلدان أخرى. ولكن بالنسبة إليّ، يبدو الأمر كأنهم لا يريدون أن يتمكّن أي شخص من القول إن الصين سيئة وتفلت من العقاب”.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن القيادة الصينية تريد أن يُنظر إلى بلادها بشكل متساوٍ، وأن يتم التعامل معها على هذا الأساس، لافتة إلى أنها أظهرت استعداداً لاستخدام قوتها الاقتصادية والعسكرية المتنامية، لتحقيق ذلك.