دولية

أميركا تراقب تداعيات حادث قناة السويس على أسواق الطاقة

[su_post field=”post_d، ate”][su_spacer size=”10″]

[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/متابعات[/su_label]

قال البيت الأبيض في بيان، الجمعة، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتوقع بعض التأثير لحادث جنوح سفينة الحاويات في قناة السويس على أسواق الطاقة، لافتة إلى أنها ستتعامل مع الموقف إذا اقتضت الحاجة.
وأضافت جين ساكي، الناطقة باسم البيت الأبيض في إفادة صحافية: “كجزء من حوارنا الدبلوماسي النشط مع مصر، عرضنا مساعدة الولايات المتحدة على السلطات المصرية للمساعدة في إعادة فتح القناة”.
وتابعت: “نحن نتشاور مع شركائنا المصريين حول أفضل السبل التي يمكننا من خلالها دعم جهودهم، لذا فإن هذه المحادثات جارية ونأمل أن يكون لدينا المزيد لنقوله عن ذلك قريباً”، وفق ما أوردته مجلة “بوليتيكو”.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “رويترز” عن الرئيس الأميركي جو بايدن، تأكيده أن الولايات المتحدة “تملك معدات وإمكانات ليست لدى معظم الدول وتبحث كيفية المساعدة في حل الوضع في قناة السويس”.

ترحيب مصري

من جانبها، رحبت “هيئة قناة السويس”، بالعرض الأميركي، قائلة إنها “استأنفت محاولات قطر السفينة الجانحة باستخدام زوارق السحب، بعد اكتمال أعمال التجريف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال.
وتابعت: “مناورات القطر تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة، أبرزها اتجاه الرياح والمد والجذر ما يجعلها عملية فنية معقدة لها تقديراتها وإجراءاتها ومحاولاتها المتعددة وفقاً لمواضع واختبارات الشد”.
وقالت تركيا أيضاً إن بإمكانها إرسال سفينة إلى القناة، ضمن محاولات أنقرة الأخيرة إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر.
وأوضحت شركة “برنارد شولت شيب مانجمنت” (بي إس إم)، المدير الفني لـ “إيفر جيفن” إن جميع أفراد الطاقم وعددهم 25 ممن لا يزالون على متن السفينة، في أمان وبصحة وحالة معنوية جيدة.
وذكرت الشركة أن فريق الإنقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 من الشهر الجاري، للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة، بعد فشل محاولة لتحريرها في وقت سابق الجمعة.
وقالت الشركة الهولندية في بيان: “لم ترد تقارير عن تلوث أو أضرار بالشحنة، وتستبعد التحقيقات الأولية أي خلل فني أو خلال في المحرك كسبب لجنوح السفينة”.

“تأخر الشحن”

وأدى تعليق حركة المرور عبر القناة الضيقة التي تربط بين أوروبا وآسيا إلى تفاقم مشاكل خطوط الشحن، التي كانت تواجه بالفعل اضطرابات وتأخيرات في توريد سلع التجزئة للمستهلكين.
وقالت دراسة أجرتها “أليانز الألمانية” للتأمين، إن تعطل الملاحة بالقناة “قد يكلف التجارة العالمية ما بين 6 إلى 10 مليارات دولار أسبوعياً”.
وتتوقع مؤسسة “موديز” للتصنيف الائتماني أن يكون قطاعي تصنيع وتوريد قطع غيار السيارات في أوروبا “الأشد تضرراً”، لافتة إلى أنه “إذا تم حل الوضع خلال الـ 48 ساعة القادمة، فلا مفر من حدوث ازدحام بالموانئ ومواجهة المزيد من التأخير في سلسلة الإمداد التي تشهد ضغوطاً بالفعل”.

تأثر النفط

وكثفت القناة جهودها لتعويم السفينة التي سدت الممر المائي العالمي، بعد إخفاق محاولة سابقة لإنهاء التعطيل الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن لناقلات الوقود وأثر على سلاسل الإمدادات العالمية لكل شيء من الحبوب حتى ملابس الأطفال.
وارتفعت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً، بعد أن جنحت السفينة “إيفر جيفن”، التي يبلغ طولها 400 متر، الثلاثاء الماضي بسبب الرياح القوية.

وقال توم شارب، قائد البحرية البريطانية المتقاعد إن أفضل فرصة للمحاولة القادمة ستكون ارتفاع المد الأحد المقبل”.
وأضاف: “لكن هناك مخاطر من تمزق هيكل السفينة إذا تم سحبها بقوة أكثر من اللازم، نظراً لأنها عالقة من المقدمة والمؤخرة، سيكون هناك وقتها تسرب للوقود وسفينة مكسورة”.

اضطراب عالمي

وأظهرت بيانات شركة “ريفينيتيف” للشحن، أن أسعار النفط زادت أكثر من 3%، الجمعة، فيما تنتظر أكثر من 30 ناقلة على جانبي القناة منذ الثلاثاء، لكن المحللين يقولون إن التأخيرات تأتي في وقت “يقل فيه الطلب الموسمي على النفط والغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من المرجح أن يخفف شدة التأثير على الأسعار”.
من جانبها، قالت شركة “كيبلر” المتخصصة في تحليل البيانات، إن 10 ناقلات تحمل النفط الخام تنتظر دخول القناة بعد الانتهاء من أعمال تعويم السفينة الجانحة.
وأبلغت مصادر تجارية وكالة “رويترز”، أن مشغل خط الأنابيب المصري “سوميد”، خاطب متداولي النفط لمعرفة ما إذا كانوا يرغبون في استخدام الخط لنقل الخام في ظل توقف قناة السويس، لكن التجار يفضلون حتى الآن الانتظار “تفادياً لزيادة كبيرة في التكاليف”.

المتضرر الأكبر

ويتوقع المحللون، تأثيراً أكبر فيما يتعلق بالسعر على الناقلات الصغيرة التي تحمل منتجات النفط، مثل “النافتا وزيت الوقود للتصدير من أوروبا إلى آسيا، إذا استمر الإغلاق لأسابيع”.
وقال سري بارافايكاراسو، مدير شؤون نفط آسيا في “إف جي إي”: “يتم توريد حوالي 20% من النافتا لآسيا عن طريق البحر المتوسط ​​والبحر الأسود عبر قناة السويس”.
وأضاف أن “إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح قد يضيف حوالي أسبوعين آخرين لزمن الرحلة، فضلاً عن مزيد من كلفة الوقود”، لافتاً إلى تأثير  توقف الحركة بالقناة على سوق الديزل الآسيوية الضعيفة أصلاً.
وقد تستغرق جهود تحرير السفينة أسابيع، وربما تواجه تعقيدات بفعل عدم استقرار الأحوال الجوية، ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود جائحة كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى