تهديدات إيران وإسرائيل.. هل هي زوبعة ما قبل الهدوء؟
كريترنيوز / رام الله / محمد الرنتيسي
كل شيء في المنطقة يدل على دخولها النفق المظلم، تبدو أنها على مسافة «كبسة زر»، في ظل التهديدات المتلاحقة بين إسرائيل وإيران.
العالم يبدو كخلية أزمة، وهو يحاذر انزلاق المنطقة إلى هاوية حرب لا يرغب بها أحد، وسبق التحذير منها مراراً، على مدار الأشهر العشرة الماضية، ولم يعد بمقدور أحد أن يقدّم، ولو رسماً تشبيهياً، لما بعد الرد الإيراني (إن حدث)، لكن هناك من المراقبين من حفظ خط الرجعة، في تقديره للسيناريوهات المتوقعة.
وبينما بنى مراقبون تقديراتهم بالميل نحو التصعيد المتدحرج سريعاً، بحيث تخرج رقعة النار من غزة إلى دول أخرى في الإقليم، يرى آخرون أنه قد ترتسم على خريطة المواجهة، معادلة مفادها «تصعيد يمهد للاستقرار».
المحلل السياسي الفلسطيني، هاني المصري، يستبعد الحرب الشاملة، وإن تجاوز أحد الطرفين الخطوط الحمراء في مرحلة ما، ويعزو السبب إلى أن واشنطن تشهد حالياً حملة انتخابية، ولا يريد الرئيس الأمريكي حرباً جديدة، تضاف إلى حروب روسيا مع أوكرانيا، وإسرائيل مع الفلسطينيين، لأن هذا معناه رفع أسعار النفط والتضخم.
قبل التوازن
ويرى المصري كذلك أن إيران لا تريد محاربة إسرائيل المدعومة بتحالف دولي، تتزعمه الولايات المتحدة، قبل حصولها على ما يحقق توازن القوى، من خلال «السلاح النووي»، في وقت لا تزال أمريكا، على الرغم من تراجع دورها المتزايد في المنطقة والعالم، هي الدولة الأقوى عسكرياً، وذات النفوذ الأكبر في العالم، في حين لم ينضج ويتبلور الحلف المقابل بقيادة (الصين وروسيا)، على الرغم من قطعه خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.
ويرجح المصري أن توجه إيران ضربة قوية لإسرائيل، تحت سقف الحرب الشاملة، ذلك «أنها ترفض تقبل التعايش مع قواعد الاشتباك الجديدة التي تريد فرضها حكومة نتنياهو، حيث تضرب إسرائيل أينما تشاء وكيفما تشاء»، الأمر الذي يفكك المحور الإيراني بالمنطقة.
ويعتقد مراقبون أن التهديدات المتبادلة التي يطلقها قادة الجانبين، ليست جدية، وترمي إلى فواصل استعراضية، تجعلها أقرب إلى «العاصفة التي تسبق الهدوء».
هجمات محدودة
وحسب هؤلاء، من غير المستبعد أن تنشب هجمات متبادلة بصورة محدودة، وفي حال تعرض أحد الطرفين لهجمات موجعة، فبكل تأكيد، سيكون الرد أعنف، لكن المستبعد أن تندلع حرب شاملة، إذ تشير التقديرات إلى أن أي من الجانبين غير راغب أو معني بالمواجهة، أقله في هذه المرحلة، حيث تنشط جهود سياسية لتخليص الطرفين من الضغوطات التي تدفع باتجاه الحرب.
لا ضمانات
ويرى محللون أن قادة إسرائيل والبيت الأبيض، لا يضمنون نتائج الحرب الشاملة، حال وقوعها، وانعكاس ذلك على مجريات الحرب في غزة، وكذلك الانتخابات الأمريكية المقبلة، خصوصاً أن نتنياهو، يسعى بكل قوة للمضي في الحرب على غزة، كي يتجنب محاكمته على قضايا الفساد، وإخفاقات 7 أكتوبر وما بعده.