لبنان .. عين على الجنوب وثانية على سوريا
كريترنيوز/ متابعات /وفاء عواد/بيروت
في خضمّ التطورات الداخلية الهادفة لملاقاة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان، أقفل الأسبوع الفائت على انتشار حكومي في الجنوب، تمهيداً لتعزيز قوات الجيش اللبناني المنتشرة هناك، ولمواكبة جهود إعادة إعمار ما تهدّم في الحرب الأخيرة. وذلك في موازاة التطورات في سوريا، حيث للبنان حصّة تتعلق بحدوده الشرقية والشمالية. ويبقى ملفّ الاستحقاقات الرئاسية تحت الأضواء، إذ لا تزال الاتصالات ناشطة لملاقاة جلسة 9 يناير المقبل، التي من المفترض أن تسفر عن إنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية.
وفرض عامل التوقيت ضغطاً كبيراً على المشهد الداخلي اللبناني، في ظل تفعيل عمل لجنة المراقبة وبداية استعداد الجيش اللبناني الدخول إلى جنوب الليطاني، إضافة إلى إعادة تحريك ملفّ الانتخابات الرئاسية، وسط جدل سياسي يسبق إنجاز الاستحقاق في جلسة 9 يناير المقبل.
الهدنة مستمرّة
وثمّة كلام عن أن الوضع اللبناني ثابت نسبياً، والهدنة مستمرّة. وعلمت «البيان» أن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين الذين التقوا المسؤولين اللبنانيين منذ فترة أبلغوهم أن الهدنة ستصمد وستستمر. وقال المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، إن التوصل إلى اتفاق سياسي في لبنان، يستند إلى القرار 1701 ويكون قابلاً للتنفيذ، كان ضرورياً للحفاظ على الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى أن الوضع الأمني والسياسي في لبنان يتطلب «حلولاً مستدامة».
وفي تقدير مصادر سياسية، أن الإدارة الأمريكية لن تتساهل على الإطلاق في تطبيق اتفاق وقف النار بحذافيره، وأنها متفقة مع الحكومة اللبنانية على هذا الأمر، وأن لا عودة للحرب، مع الأخذ بعين الاعتبار الاتفاق الجانبي الذي عُرِف بــ«ورقة الضمانات» من الولايات المتحدة لإسرائيل، مع إشارتها لـ«البيان» إلى أن الاتفاق غير محصور بجنوب نهر الليطاني، بل هو معنيّ بما يحصل شمال الليطاني أيضاً، وخصوصاً أنه يتحدث عن القرارات الثلاثة ذات الصلة بلبنان، وهي القرارات 1559 و1680 و1701، وهذه القرارات تعتبرها الإدارة الأمريكية وحدة متكاملة.
التطورات السورية
وبدأت الأسئلة تتوالى حول قدرة لبنان على التعامل مع التطورات السورية، في ظل تساؤلات حول قدرة الجيش وحده التصدّي لها، في حال تقدّمت الفصائل المسلّحة باتجاه الحدود مع لبنان ودخولها إلى مناطق لبنانية يُمكن أن تجد فيها بيئة حاضنة، وكيف سيتعاطى «حزب الله»، في حال عدم قدرة الجيش على الصمود؟
تجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني، وإزاء هذه التطوّرات، قام برفع إجراءاته على طول المعابر غير الشرعيّة عند السلسلة الشرقيّة، كما تمّ تعزيز الأفواج البريّة المنتشرة على طول الحدود مع سوريا، عبر زيادة العناصر وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة. ولفتت مصادر أمنيّة إلى أنّ هذا التعزيز ركّز على منطقتَي الهرمل وعكار، خصوصاً أنّ الجيش يعتبر أن «القلمون» و«النبك» ومحيطهما هما من أشدّ المناطق خطورة لناحية تسرّب المسلّحين، حيث سبق لهم أن دخلوا منها بعد عام 2011. كما عمد الجيش إلى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، وتمّ استقدام تعزيزات من فوج المجوقل ومغاوير البحر إلى ثكنة شدرا (شمالاً)، مقابل تكثيف الدوريات التي يقوم بها فوج الحدود البرّي الأول على طول المنطقة الحدودية.