عربيةكاريكاتير

أهالي غزة يواجهون مخاطر مخلفات الحرب

كريترنيوز /متابعات /محمد الرنتيسي/رام الله

«البيت أجمل من الطريق إليه» عبارة يحفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب، لكن في قطاع غزة الحرب المدمرة عبثت بكل شيء، المنازل وكل الطرق التي لم تعد تؤدي إليها، إذ ثمة منازل مفخخة تركها الجيش الإسرائيلي، وشوارع وأكوام ركام علقت بها قذائف وذخائر لم يحن موعد انفجارها بعد.

وتنذر القنابل غير المنفجرة، التي تركتها الحرب على غزة، والعالقة بين المباني المدمرة وأكوام الركام بمخاطر شديدة، قد لا يعرف مداها، وإن وضعت الحرب أوزارها.

«القنابل الموقوتة» كما يطلق عليها الغزيون، بدأت تشكل تحدياً إضافياً كبيراً للنازحين العائدين إلى منازلهم في غزة، وخطراً محدقاً على حياتهم، إذ تبين انتشارها على مساحات واسعة من القطاع.

يروي النازح العائد أيمن طعمة، أنه لا يكاد يخلو شارع في غزة من قذائف وقنابل من مخلفات الحرب، كانت ألقيت على مناطق سكنية، لكنها لم تنفجر، ما يهدد حياة المواطنين بشكل دائم، منوهاً بأن هذه القذائف تكثر في المناطق التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي براً، وخصوصاً في منطقة شرق قطاع غزة (جباليا، بيت حانون، وبيت لاهيا)، علاوة على المنشآت السكنية التي كان تحصنت فيها القوات الإسرائيلية فترة طويلة.

أضاف لـ«البيان»: «الحرب توقفت، لكن مخلفاتها من القذائف غير المنفجرة ما زالت تلاحقنا وتثر مخاوفنا، وربما يستمر هذا لبعض الوقت»، منبهاً إلى خطورة انفجار هذه القنابل، لدى محاولة السكان إزالتها، أو عبث الأطفال بها، أو ربما تؤثر عليها عوامل خارجية، ما يبقي على مخاطرها وشرورها، وفق تعبيره.

ومنذ اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار، تعمل شرطة هندسة المتفجرات والأدلة الجنائية في غزة، على تفكيك وتحييد المئات من القنابل والأجسام الخطرة غير المنفجرة، خصوصاً مع بدء عودة أفواج من النازحين إلى منازلهم، وتنشط في المناطق المأهولة، لتجنب وقوع ضحايا جدداً.

خلال الأيام الأولى للهدنة، وقعت حوادث انفجار ما يقارب 10 قذائف من مخلفات الحرب، ومنازل كانت مفخخة، ما دفع المواطنين لتبليغ الجهات المختصة وأطقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ في قطاع غزة، عن الأجسام الخطيرة، لتفادي أي مخاطر قد تنجم لدى عودة النازحين إلى أحيائهم ومنازلهم.

عبثاً حاول طارق ناصر الدين، إزالة ما اعتقد بأنه بقايا صاروخ منفجر، لكن بمجرد أن حمله انفجر على الفور، ما تسبب بإصابته بجروح بالغة، كما يروي شقيقه غسان، مبيناً أن الحادثة أثارت مخاوف المواطنين من الاقتراب أو لمس أي جسم مشبوه. «لم نر شيئاً من هذا القبيل منذ آخر حرب كبرى في أوروبا» هكذا علّق رئيس دائرة الأمم المتحدة للكشف عن الألغام في الأراضي الفلسطينية تشارلز بيرش، منوهاً بوجود كميات كبيرة من القنابل التي لم تنفجر في قطاع غزة، وأن إزالتها بطرق آمنة، تحتاج لمزيد من الوقت، وكلفتها باهظة.

وتكسو مخلفات الحرب من ذخائر وقذائف وصواريخ أرض غزة، فتبدو كما لو أنها «حقل ألغام» بعضها لم ينفجر، وستظل مخاطرها قائمة، وهي آخر فلول الحرب، التي يصر المواطنون على ملاحقتها، لأن انفجارها يعني المزيد من الضحايا.

زر الذهاب إلى الأعلى