عربية

قمة القاهرة.. تمسك بإعمار غزة ورفض «ريفييرا ترامب»

كريترنيوز/ متابعات /وكالات/القاهرة

 

اعتمد القادة والزعماء خلال القمة العربية الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي، إن القمة تبنت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.

وتهدف الخطة إلى توفير بديل في مواجهة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة «ريفييرا الشرق الأوسط» في غزة من خلال تقديم خطط لإعادة إعمار القطاع المدمر دون تهجير سكانه.

وجدّد المجتمعون في «قمة فلسطين» الطارئة موقفهم الرافض لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، داعين إلى عملية سلام ترتكز على مبدأ حل الدولتين، مع تبنيهم خططاً مفصلة لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب.

وأعربوا عن الأمل في تعاون وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام في المنطقة.

وعقدت «القمة الطارئة» بناءً على طلب فلسطين، بهدف التوصل إلى خطة بديلة لخطط ترامب الرامية إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع إلى ما أسماها «ريفييرا الشرق الأوسط».

تدمير الحياة

وفي كلمته أمام القمة، دعا الرئيس المصري الدول العربية إلى تبني الخطة المصرية بشأن غزة، مؤكداً أن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع خلف «وصمة عار في تاريخ الإنسانية».

وأوضح أن هذا الهجوم كان يستهدف تدمير الحياة في غزة وتهجير سكانها بالقوة. وشدد على أن مصر تقف ضد محاولات تهجير الفلسطينيين، داعمة حقوقهم في أرضهم بكل كرامة.

وقال السيسي، إنه «بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، تم تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من الفلسطينيين الإداريين والتكنوقراط توكل لها إدارة قطاع غزة والإشراف على الإغاثة مؤقتاً».

مؤكداً أن «مصر عملت بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية على بلورة خطة لإعادة الإعمار تتضمن الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولاً لإعادة الإعمار»، داعياً إلى «اعتماد الخطة المصرية»، ومشيراً إلى أن «القاهرة سوف تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل».

ودعا السيسي إلى «إطلاق مسار خطة للسلام من الناحيتين الأمنية والسياسية»، مشدداً على «اعتبار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذجاً لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام». وأعرب عن ثقته في قدرة الرئيس ترامب على تحقيق السلام.

رفض التهجير

وأكد جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، رفض المملكة أية محاولات للتهجير والاستيطان، داعياً إلى «دعم الخطة المصرية التي تسهم في تقوية روابطنا الأخوية وحماية أمننا القومي وتعزيز قدرتنا على مجابهة التحديات».

وقال إنه «تأكيداً على ما جاء في (قمة البحرين)، فإن التمسك بمسار السلام الدائم والشامل، هو الضامن لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير استناداً لحل الدولتين، كما أكدت المبادرة العربية للسلام وجميع القرارات الدولية في هذا الشأن».

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن اجتماع القاهرة يؤكد على أربعة محاور، وهي الرفض التام للتهجير والتأكيد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني، وثانياً دعم جهود السلطة الفلسطينية في الإصلاح وإدارة غزة وربطها بالضفة.

وأضاف إن «المحور الثالث يتعلق بوقف التصعيد الخطير في الضفة لمنع تفجير الأوضاع، ورابعاً التأكيد على حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل».

دور السلطة

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الأمريكي إلى «دعم خطة إعادة إعمار غزة». وقال إن «دور دولة فلسطين مهم في قطاع غزة من خلال المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية للسلطة التي ستتسلم مسؤوليتها بعد هيكلة وتدريب كوادرها في مصر والأردن».

وأكد أهمية «اعتماد الخطة المصرية – العربية لإعادة إعمار غزة، وتشكيل صندوق ائتمان دولي لإعادة الإعمار وإنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في مصر».

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن فلسطين ستظل قضية حق، وهي بحاجة دوماً إلى القوة لحمايتها ونصرتها، مشدداً على أن دعم الشعب الفلسطيني وخياراته أمر ضروري لتحقيق العدالة واستعادة الحقوق.

وشدد عون، خلال كلمته في القمة، على أنه «لا سلام دون تحرير آخر شبر من الحدود اللبنانية، ولا سلام دون قيام دولة فلسطين وحصولها على حقوقها المشروعة، ولا سلام دون استعادة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني»، مؤكداً التزام لبنان الثابت بالقضية الفلسطينية ودعم كل جهد عربي مشترك لحمايتها.

وأضاف أن البعد العربي للقضية الفلسطينية يفرض على الجميع امتلاك عناصر القوة للدفاع عنها، موضحاً أهمية التفاعل مع مراكز القرار الدولية لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة المجتمع الدولي.

وحثّ الرئيس السوري أحمد الشرع المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من جنوب سوريا، معتبراً أن توغلها الميداني يشكل «تهديداً مباشراً» للأمن في المنطقة.

حدث مهم

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قمة القاهرة بأنها «حدث مهم في تاريخ القضية، قضية شعب ظُلم ولا يصح أن يظلم مرة أخرى بأن يقتلع من أرضه»، وهي قمة عنوانها «ألا ترتكب في حق الفلسطينيين نكبة جديدة وأن يحفظ للشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وتقرير المصير».

وقال أبو الغيط، إن «إعادة إعمار غزة نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها»، داعياً إلى انسحاب إسرائيل من القطاع، ومعرباً عن «تقديره لكل جهود السلام ولدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر»، مستدركاً.

لكن «القبول بمشروعات غير واقعية يزعزع استقرار المنطقة ويقوض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود»، مجدداً «رفض منطق تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى منع استئناف القتال في غزة، مشيراً إلى ضرورة احترام سلامة أراضي لبنان وسوريا، وإنهاء الأزمة عبر إطار سياسي يضمن تعافي المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى