غارات أمريكية تكبّد الحوثيين أكبر خسائر منذ بدء الضربات
74 قتيلاً و171 جريحاً في هجوم جوي على ميناء رأس عيسى

كريترنيوز/ متابعات /محمد أحمد
تلقى الحوثيون أكبر الخسائر منذ بدء الضربات الأمريكية على مواقعهم، إذ دمرت أهم ميناء لاستيراد وتصدير الوقود، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات في حصيلة غير مسبوقة من الخسائر البشرية.
وفيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر اليمني مقتل 17 من العاملين في ميناء رأس عيسى النفطي الواقع إلى الشمال من ميناء الحديدة على البحر الأحمر أكد مكتب الصحة الخاضع لسيطرة الحوثيين مقتل 74 شخصاً، وجرح 171 آخرين في حصيلة غير نهائية لسلسلة الضربات، التي نفذتها المقاتلات الأمريكية مساء الخميس، وصباح الجمعة.
وكشفت مصادر في الحديدة عن أن الحوثيين كانوا قد حولوا ميناء رأس عيسى الخاص بتصدير واستيراد النفط إلى ثكنة عسكرية، واحتجزوا ناقلة النفط المتهالكة صافر في الميناء رغم استبدالها من قبل الأمم المتحدة بناقلة أخرى، وإفراغ حمولتها من النفط الخام.
ولفتت المصادر ذاتها إلى خطط الحوثيين لاستخدام الناقلة المتهالكة درعاً للتصدي لأي هجوم محتمل، مشيرة إلى أن ارتفاع عدد الضحايا يعود إلى وجود تجمعات كبيرة من المسلحين إلى جانب العاملين في الميناء.
ولم تقتصر خسائر الحوثيين جراء الغارات الأمريكية على الجانب البشري، بل خرج الميناء عن العمل بعد استهداف مخازن الوقود فيه من قبل المقاتلات الإسرائيلية العام الماضي، ما أفقد الحوثيين أحد أهم مصادر الدخل من عائدات الضرائب على الوقود.
والتي تبلغ سنوياً نحو 800 مليون دولار، إذ يعتبر الميناء هو الأضخم في اليمن، حيث يمتلك ممرين ملاحيين لدخول السفن، ويستوعب أكثر من 50 ناقلة، ويضم 34 خزاناً.
جاهزية
بدورها سارعت الحكومة الشرعية لإعلان جاهزيتها لتزويد السكان في مناطق سيطرة الحوثيين بكامل احتياجاتهم من الوقود، مؤكدة جاهزية الموانئ الواقعة تحت سيطرتها لاستقبال الشحنات التجارية، وتسهيل عمليات إفراغها ونقلها إلى تلك المناطق.
وحملت الحكومة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن استهداف منصة الوقود في ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، بعد أن حولت هذا المرفق الحيوي من منفذ اقتصادي لخدمة اليمنيين، إلى مركز لتهريب الأسلحة والوقود، ومصدر لتمويل أنشطتها التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وتستهدف الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
استغلال ميناء
ولفتت إلى أن الحوثيين استغلوا ميناء رأس عيسى في استقبال شحنات الوقود المهرب، وهو ما أكده تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، وحولته إلى نقطة لعبور الأسلحة والخبراء، الذين وفروا لها التكنولوجيا والتكتيكات المستخدمة في استهداف وقتل المدنيين الأبرياء داخل اليمن وخارجه، وتهديد حركة التجارة والمصالح الدولية.
كما اتهمت الحكومة الشرعية الحوثيين بتسخير الميناء، لتكديس الثروات، وجني المليارات عبر الإتجار غير المشروع بالمشتقات النفطية، وفرض الضرائب غير القانونية والجمارك على المشتقات النفطية، والإتجار بها في السوق السوداء، فضلاً عن صفقات بيع الوقود المغشوش، التي أثرت سلباً على الاقتصاد المحلي، لتعزيز قدراتها العسكرية.