
كريترنيوز /متابعات /البيان/دبي – غزة
رغم اشتداد القصف الإسرائيلي وسقوط الضحايا وتفاقم الجوع في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة لمزيد من التصعيد، في حين تتصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة.
صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلت عن مصادر أمنية، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستدعاء عدد كبير من قوات الاحتياط لتعزيز جهوزيته لبدء توسيع العمليات الميدانية، وانتظار الأوامر لعمليات على نطاق أوسع. وأشارت إلى أن التجهيزات تشمل إعادة توزيع قوات الجيش في مناطق قريبة من القطاع، لتنفيذ العمليات العسكرية عندما يحين وقتها في زمن قصير.
صحيفة «معاريف» كذلك قالت إن الجيش الإسرائيلي يعد خططاً لتكثيف القتال في القطاع على مبدأ «ما لا يتم تحقيقه بالقوة، يتم تحقيقه بقوة أكبر». وأضافت أن الجيش يخطط لمحاصرة المزيد من المناطق في القطاع.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الوزير زئيف إلكين قوله إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة فوراً مقابل إعادة المخطوفين وتنحي حماس عن الحكم ونزع سلاحها بالكامل.
البنية الطبية
على الصعيد الإنساني، نشرت مجلة «نيويوركر» الأمريكية رسالة مؤثرة لطبيب أمريكي تحدث فيها عن الأوضاع الكارثية في غزة، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الطبية، ونقص الموارد الحاد، وآلاف الضحايا الذين يعانون من إصابات مروعة. وقال طبيب الطوارئ كلايتون دالتون، الذي عمل في غزة، إن المستشفيات لم تعد ملاذاً آمناً، بل أضحت هدفاً مباشراً للهجمات. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع الإنساني في القطاع على حافة الانهيار، مطالباً بإدخال الغذاء على نحو فوري، بينما قالت غرفة تجارة وصناعة غزة إن مستويات الفقر في القطاع وصلت إلى أكثر من 90 %، جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
نفاد الطحين
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن نفاد إمداداتها من الطحين في غزة. وقالت في منشور على منصة «إكس»: «أعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 أبريل عن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة، كما نفدت إمدادات الطحين من الأونروا في وقت سابق من هذا الأسبوع». وأوضحت «الأونروا» أن لديها نحو 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة، جاهزة للدخول إلى القطاع، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، قبل أيام، من أنه استنفد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة جراء الحصار، وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج، منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الطحين ووقود الطهي، مشيراً إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
أما المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليبي لازاريني، فقد قال إن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعاً، بسبب سياسة التجويع المتعمدة، التي تنتهجها إسرائيل، من خلال استمرار إغلاق معابر القطاع، ومنع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى، منذ الثاني من مارس الماضي، مؤكداً أن ما يحصل هو «تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية».
استهداف الأغذية
بالتوازي مع منع الإمدادات، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مخازن الأغذية والمطابخ والأراضي الزراعية وصيادي الأسماك. وقد دُمرت معظم المحاصيل المحدودة التي زرعها السكان خلال فترات وقف إطلاق النار، كما مُنع المزارعون من الوصول إلى حقولهم. وقتل العشرات من العاملين في المنظمات الإغاثية الدولية خلال استهداف متعمد لجهود الإغاثة. وحذر مركز الميزان لحقوق الإنسان من تفاقم الكارثة، مؤكداً أن الجوع يهدد حياة أكثر من مليوني إنسان في ظل الحصار والإغلاق التام للمعابر.
وقال مدير المركز عصام يونس: «الوضع الإنساني أصبح أكثر كارثية من أن يوصف. جريمة التجويع والعطش تطال كل فئات المجتمع. استمرار الصمت الدولي مشاركة في الجريمة. الزمن بات يحسب بجثث الأطفال ورغيف الخبز».
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلت في تحقيق لها قبل أيام شهادات لعدد من العاملين في المجال الإنساني في غزة، الذين اعتبروا أن «المجاعة في غزة باتت أشد وطأة على السكان من الغارات الجوية».
ورأى العاملون في مجال الإغاثة أن «حصار إسرائيل لغزة جعلها تواجه ظروفاً يائسة، وغير مسبوقة منذ بداية الحرب»، وهو ما أكده تقرير لمنظمة أوكسفام الخيرية البريطانية قالت فيه إن «معظم الأطفال في غزة يعيشون الآن على أقل من وجبة طعام واحدة في اليوم».