
كريترنيوز /متابعات /أمجد اعرار/دبي
تقرع واشنطن جرس الإنذار من حرب أهلية وشيكة في سوريا، وتشاركها موسكو الرأي، إذ تحذر من أن جماعات متشددة تنفذ سياسات تطهير عرقي في هذا البلد العربي.
وحذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في تصريحات نُشرت أمس، من احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة وشيكة في سوريا. وقال روبيو، أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ، إن سوريا قد تكون على بعد أسابيع من الحرب الأهلية.
وذلك بعد أيام من لقائه قادتها الانتقاليين. وأضاف «تقييمنا هو أن السلطة الانتقالية وبصراحة، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع – وليس أشهراً – من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي إلى تقسيم البلاد».
وقال روبيو ممازحاً إن «شخصيات السلطة الانتقالية لم تنجح في فحص الخلفية (الأمنية) لدى مكتب التحقيقات الفدرالي». لكنه أضاف «إذا تعاملنا معهم، فقد ينجح الأمر، وقد لا ينجح. إذا لم نتعامل معهم، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح».
قلق روسي
موسكو كذلك قالت إنها تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفته بتطهير عرقي تقوم به «جماعات متشددة» في سوريا.جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، في وقت ذكرت مصادر سورية وقنوات تواصل اجتماعي روسية أن هجوماً استهدف في ما يبدو إحدى القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ووفقاً لنص تصريحاته المنشورة على موقع الخارجية الروسية، ونقلتها وكالة رويترز، قال لافروف «الجماعات المتشددة (في سوريا) تقوم بتطهير عرقي حقيقي، وعمليات قتل جماعي للناس على أساس جنسيتهم ودينهم».
ونقلت «رويترز» عن مصدرين سوريين مطلعين إن قاعدة حميميم الجوية تعرضت لهجوم في وقت سابق من أمس.
ونشرت قناة (ميليتاري إنفورمر) «المخبر العسكري» على تيليغرام، ما وصفته بأنه لقطات مصورة لاشتباك بالأسلحة النارية بين قوات روسية ومسلحين في القاعدة. وذكر المصدران السوريان أن دافع الهجوم على القاعدة الجوية لم يتضح بعد.
وتؤوي القاعدة لاجئين علويين منذ هجمات مارس. وقال أحدهما، وهو مسؤول أمني سوري مقيم في مدينة اللاذقية الساحلية، إن التحقيق جارٍ في هذه الواقعة.
لا مبالغة
ويرى مراقبون واقعية واضحة في تحذير روبيو وليس مجرد مبالغة لأهداف تكتيكية.وسبق لمحللين سياسيين أن تحدثوا عن «سيناريو ليبي» محتمل في سوريا، وشبّه بعضهم الوضع السوري الراهن بمرحلة ما بعد القذافي في ليبيا.
معتبراً أن «تفكك مؤسسات الدولة السورية، وتعدد الفصائل المسلحة، وغياب الإجماع الدولي على بديل للأسد، يفتح الباب على فوضى أمنية لا تقل عن 2011».
وفي تحليل نشره مركز بروكنغز الأمريكي، أول من أمس، أشار الباحث ستيفن هايدمان إلى أن تقاطع المصالح الدولية «قد يجعل من أي انتقال في سوريا ساحة لتصفية الحسابات، وليس لبناء الدولة».
في الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس، رفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا خلال عهد الرئيس السابق بشار الأسد. وكتبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد كايا كالاس عبر منصة إكس في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء، «اتخذنا القرار برفع عقوباتنا الاقتصادية على سوريا»، مضيفة «سنساعد الشعب السوري على إعادة بناء سوريا جديدة ومسالمة وحاضنة للجميع».
ويأتي هذا القرار بعد يومين من قرار أمريكي مشابه، ما يعني أن المواقف الدولية تأتي متأثرة بمواقف قوى فاعلة، من دون الالتفات إلى ما يمكن أن يكون جمر الحرب الأهلية تحت رماد المرحلة الانتقالية في سوريا.