عربية

غزة.. دماء تنزف ومستشفيات مدمرة

الحصار يفاقم الكارثة الإنسانية بعد 84 يوماً من القيود المشددة

كريترنيوز /متابعات /أمجد اعرار/دبي – البيان

يوم دامٍ جديد شهده قطاع غزة المنكوب والقابع تحت قيود أكثر تشديداً منذ 84 يوماً، سبت ساخن يقدم مشهدية جديدة لمفرمة لحم لا تتوقف ولا يرى لها ضوء في نهاية النفق، في ظل تعثر المفاوضات والإعلان المتكرر من جانب قادة إسرائيل بأن الحرب هي الثابت الوحيد في مشهد غزة، التي تغرق في بؤس إنساني على كل الصعد، حيث المستشفيات وسيارات الإسعاف تستهدف والمخابز باتت خاوية.

وشنت إسرائيل أمس سلسلة من الغارات الجوية والمدفعية، لقي فيها العشرات حتفهم وأصيب المئات بجروح.

وأكدت وكالة «وام» أمس أنه «استشهد 79 فلسطينياً وأصيب 211 بجروح خلال 24 ساعة الماضية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 53,901 شهيد و122,593 إصابة منذ أكتوبر 2023 فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي 3,747 شهيداً و10,552 جريحاً».

وفي أحد مشاهد الحرب المؤلمة فقدت طبيبة تدعى آلاء النجار تسعة أطفال من أبنائها العشرة، تراوحت أعمارهم بين سبعة أشهر و12 عاماً. وقال رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى ناصر، أحمد الفرا، لوكالة أسوشيتد برس إن آلاء النجار، طبيبة أطفال في مستشفى ناصر، كانت في الخدمة في ذلك الوقت وهرعت إلى منزلها لتجده يحترق.

وأضاف الفرا أن زوج النجار أصيب بجروح خطيرة وأن طفلهما الوحيد الذي نجا من الحادث، ويبلغ من العمر 11 عاماً، كان في حالة حرجة بعد غارة الجمعة على مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وكشفت تقارير لمنظمة «أنقذوا الأطفال» عن وفاة أكثر من 14 ألف طفل منذ بداية الحرب، معظمهم جراء القصف أو نقص الغذاء والرعاية.

محاصرة مستشفى

في الأثناء، أفادت مصادر طبية بأن القوات الإسرائيلية فرضت منذ بضعة أيام طوقاً محكماً حول مستشفى العودة في بلدة جباليا شمالي القطاع، وسط تقارير عن قصف متكرر لمحيط المنشأة الصحية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مدير المستشفى الدكتور محمد صالحة، قوله في تصريحات صحافية إن المستشفى يتعرض منذ أيام لهجمات إسرائيلية. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يستهدف سيارات الإسعاف أثناء محاولتها نقل المصابين.

 

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»: إن كوادرها الطبية في غزة تعمل تحت ضغط شديد، في ظل نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمعدات الطبية في المستشفيات.

ونقلت وكالة «وام» عن المتحدث باسم المنظمة كاظم أبو خلف، قوله أمس: إن هناك حالات إنسانية حرجة من الأطفال والنساء وكبار السن تموت يومياً بسبب عدم القدرة على تلقى الرعاية الطبية المناسبة.

موضحاً أن الوضع لا يمكن إصلاحه بالمساعدات فقط، وإنما يتطلب خطة شاملة لإعادة بناء الاقتصاد وتشغيل وفتح المعابر بشكل مستقر يسمح بدخول البضائع والوقود والمستلزمات الطبية.

 

وأضاف أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لانهيار شبه كامل، مشيراً إلى أن عدد المستشفيات التي كانت تعمل قبل الحرب في القطاع 36 مستشفى، وانخفض إلى نحو 18 مستشفى فقط، وأن أكثر من 10500 جريح فلسطيني يحتاجون إلى الخروج من غزة لتلقي العلاج في الخارج.

على حافة المجاعة

وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من «انهيار شامل» في القطاع، حيث يواجه أكثر من مليون نازح أوضاعاً صحية ومعيشية كارثية، وسط عجز المنظمات عن إدخال المساعدات.

مكتب الإعلام الحكومي في غزة أوضح في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أمس، أن الإجراءات الإسرائيلية أدت إلى ما وصفه بـ«تعطيل شبه كلي» للمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمخابز، في ظل منع دخول الوقود والمواد الإغاثية.

ووفقاً لأرقام أوردها المكتب، فقد تم تسجيل عشرات الوفيات نتيجة نقص الغذاء والدواء، من بينها 58 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، و242 حالة وفاة مرتبطة بنقص الإمدادات الطبية والغذائية، بالإضافة إلى أكثر من 300 حالة إجهاض يعتقد أن لها علاقة بسوء التغذية خلال الحمل.

وقال رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبدالناصر العجرمي إن أربعة مخابز فقط تم تشغيلها من أصل 25 مخبزاً متعاقداً مع برنامج الأغذية العالمي، مشيراً إلى أن «الاحتلال يمنع تشغيل عدد من المخابز الرئيسية في عدد من المناطق، بسبب إجباره السكان على النزوح منها وتصنيفها بأنها منطقة حمراء».

زر الذهاب إلى الأعلى