عربية

الأجندة الأمريكية الثابتة حيال لبنان .. الدعم مقابل حصر السلاح

كريترنيوز /متابعات /وفاء عواد/بيروت

تزامناً مع مرور أسبوع على اندلاعها، تبدو الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران في مسار متصاعد، لا يلوح في أفقه خط النهاية لها حتى الآن، وذلك وسط افتقار تقدير المدى التدميري غير المسبوق على الجانبين، أو مساحة امتداداتها وتداعياتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتأثيراتها المباشرة ليس فقط على مستقبل إسرائيل وإيران، بل على منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، وعلى لبنان بصورة خاصة، حيث لا تبدو الصورة أقل تعقيداً وغموضاً عن مجمل المناخ القلق والمشدود الذي يسود منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وإذا كانت هذه الحرب، التي تبادلت فيها إسرائيل وإيران ضربات موجعة ومدمرة في الصميم، قد أخذت طابع المراوحة النارية بين هجمات جوية مكثفة من جهة إسرائيل، وهجمات صاروخية مكثفة أيضاً من جانب إيران، فإن على المقلب الآخر من الصورة، لبنانياً، كلاماً عن أن دخول أمريكا المباشر على خط المواجهة إلى جانب إسرائيل يعني أن حزب الله سيتحرك.
مع الإشارة إلى أن أوساط المسؤولين المعنيين أبرزت لـ«البيان» أن الموقف المباشر لحزب الله من الحرب، أقله حتى الآن، لا يشير إلى ما يثير الخشية من تورطه في مغامرة بالغة الخطورة.

ووسط هذه الأجواء، ولليوم الثاني على التوالي، انشغل الداخل اللبناني بقراءة مضامين زيارة الموفد الأمريكي، توماس باراك، في إطلالته الأولى على بيروت أول من أمس، وهو الذي حمل في جعبته ملفاً شبه وحيد، اسمه حصرية السلاح بيد الدولة وتطبيق مندرجات القرار 1701.
وإذا كانت الدولة تلقفت الإصرار الأمريكي في هذا الشأن، إلا أنه لم يكن من متسع من الخيارات أمامها سوى إبلاغ المبعوث العاجل بأن حصرية السلاح ستكون في مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي والنقاط الخمس جنوباً.

وفي السياق، اختصرت مصادر سياسية واكبت زيارة المسؤول الأمريكي في عنوانين: ضرورة حصر السلاح في يد الدولة، لأن هذا الأمر هو المدخل الوحيد لحل كل الملفات الأخرى، وضرورة تحييد لبنان عن الحرب الإقليمية، وخصوصاً أن باراك أكد للمسؤولين اللبنانيين أن انخراط حزب الله في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية سيكون قراراً سيئاً للغاية.
كما لفتت المصادر إلى أن باراك أبلغ الجانب اللبناني أن تعيين بديل للموفدة الأمريكية السابقة للبنان، مورغان أورتاغوس، قد لا يكون في المستقبل القريب، وقد يتأجل الأمر إلى الخريف المقبل.

وعليه، سيتابع باراك الشأن اللبناني ربطاً بالملف السوري بطبيعة الحال، وهو الذي يشغل منصب المبعوث الخاص إلى سوريا.

وتضيف المعلومات الخاصة أن زيارة باراك إلى لبنان ناقشت عناوين عدة، لاسيما منها حصرية السلاح وسحب سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيشكل مقدمة لحلول ثانية، بينما قابله الجانب اللبناني بالتأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، ليكن ذلك مقدمة لبقية النقاشات.

وفي المعلومات أيضاً، أكد باراك أن حصرية السلاح هو الباب الوحيد كي لا تتطور الأمور سلباً، معتبراً بحسب ما نقلت مصادر واكبت زيارته أن نزع سلاح حزب الله ضرورة قصوى لتفادي عودة النار والدمار إلى لبنان.

مظلة أمان
وما بين طيات هذه المواقف، أجمعت مصادر مراقبة، على أن زيارة الدبلوماسي الأمريكي لبيروت، بمضامينها وتوقيتها، شكلت ما يشبه مظلة أمان للجانب اللبناني في خضم الحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، وكانت كفيلة بإبراز عدم تبدل الأجندة الأمريكية حيال الملفات الكبيرة التي تعني الإدارة الأمريكية ومعظم الدول المعنية بلبنان، خصوصاً لجهة تثبيت معادلة دعم لبنان في مقابل نزع السلاح غير الشرعي، وذلك تحت طائلة التكلفة الباهظة لأي تجميد لمسار الدولة في بسط سلطتها الأحادية.. علماً أن باراك، وعلى وعد العودة القريبة، ترك هامش الوقت بيد الدولة، إذ لم يحدد لها المهل في تسليم السلاح أو في الإصلاحات المطلوبة شرطاً لتقديم المساعدات.

زر الذهاب إلى الأعلى