
كريترنيوز/متابعات/البيان/طرابلس
حذرت قوى داخلية وخارجية من اندلاع معارك طاحنة في العاصمة الليبية خلال الساعات المقبلة، فيما أكد شهود عيان، لـ «البيان»، وصول أرتال مسلحة إلى طرابلس فجر الجمعة، قادمة من مدينتي الزنتان ومصراتة، بما يرفع من منسوب الاحتقان.
ويشير إلى قرب ما يصفها المراقبون بـ«معركة الحسم»، التي توعد بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، ضد ما سمّاها «الميليشيات الخارجة على القانون».
وشدد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى لقوات المنطقة الغربية، على ضرورة الالتزام الصارم بالتعليمات والبلاغات العسكرية الصادرة عنه، مؤكداً أن أي تحركات عسكرية، يجب أن تنفذ حصرياً بأوامر مباشرة ومسبقة من القائد الأعلى، حفاظاً على الانضباط وتوحيد القرار العسكري.
وخلال اجتماعه مع لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية والعسكرية، استمع المنفي إلى إحاطة شاملة حول آخر التطورات داخل طرابلس ومحيطها، وفي المنطقة الغربية عموماً، إضافة إلى تقارير ميدانية عن الوضع العملياتي، والتحديات الأمنية الراهنة.
مؤكداً أهمية رفع تقارير دورية ومنتظمة عن أي خروقات أمنية، أو تجاوزات ميدانية، مع تضمين الإجراءات المتخذة حيالها، بما يعزز سلطة القانون، ويرسخ مبدأ الردع.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن القوات الموالية لرئيس الحكومة، وصلت إلى أحياء طرابلس، من مدن غربي البلاد، لتدعم موقفه في مواجهة جهاز قوة الردع الخاصة التابعة قانونياً للمجلس الرئاسي، والتشكيلات المسلحة المتحالفة معها، في ظل مخاوف من أن تشهد العاصمة معركة دامية وطويلة الأمد، بين أطراف تبدو متقاربة من حيث العدد والعتاد.
في السياق، أصدرت إدارة السلامة والأمن، التابعة للأمم المتحدة، تنبيهاً أمنياً عاجلاً لجميع موظفيها في طرابلس، محذرة من احتمال حدوث تصعيد أمني خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وذلك بالاستناد إلى مؤشرات أولية، رصدت خلال الساعات الماضية، تشير إلى إمكانية اندلاع توترات أو اشتباكات، قد تشترك فيها مجموعات مسلحة، في ظل استمرار التحشيدات العسكرية في بعض أحياء العاصمة.
وأكدت الأمم المتحدة أن عدة جهات، من بينها المجلس الرئاسي، تبذل جهوداً حثيثة لاحتواء الوضع ومنع تفاقمه، كما يتابع فريق الأمن الدولي، التطورات عن كثب، مع التزامه بإبلاغ الموظفين بأي مستجدات فور توفرها.
مشددة على ضرورة اتباع تعليمات السلامة، والبقاء على تواصل دائم مع فرق الأمن والبعثات المعنية، مع تجنب التنقل غير الضروري داخل طرابلس خلال الأيام المقبلة.
تحذير
وحذرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، في بيان مشترك مع البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد، من تفاقم الأوضاع الأمنية في طرابلس. وقالت: إن التقارير تشير إلى استمرار التحشيدات العسكرية في طرابلس ومحيطها، ما ينذر باشتعال المشهد الأمني.
وتقويض عملية وقف إطلاق النار بين الجماعات المسلحة، داعية جميع الأطراف إلى التهدئة الفورية، وحل النزاعات سلمياً، والالتزام بوقف إطلاق النار، والترتيبات الأمنية المتفق عليها.
وأضاف البيان الأوروبي: نجدد دعوتنا لجميع الأطراف الليبية، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من الأذى، وفقاً للقانون الدولي.. كما نؤكد التزامنا بمحاسبة كل من يهدد السلام، أو يعرض المدنيين للخطر، أو يلحق الضرر بالمؤسسات الوطنية أو العملية السياسية..
يقف الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لدعم الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات، ونحث جميع الأطراف على الانخراط في حوار بنّاء، بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
تحرك عسكري
ودخلت قوات المنطقة العسكرية الجبل الغربي، بقيادة الفريق أسامة الجويلي، مدينة غدامس، في تحرك عسكري، يأتي بعد نحو شهر من قرار رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بترقية الجويلي إلى رتبة فريق.
وأكدت قيادة المنطقة العسكرية، أن الانتشار يهدف إلى تعزيز الأمن، ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة، موضحة أن القوات ستنفذ مهامها بمهنية وحسم، لبسط سلطة الدولة على الحدود والموارد الحيوية، في ظل ما وصفته بحالات انفلات أمني