
كريترنيوز /متابعات /وكالات/غزة، عواصم
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في قطاع غزة بأنه كارثة إنسانية لها أبعاد مروعة، مطالباً بأن يصبح تدفق المساعدات إلى القطاع «هائلاً كالسيل». وقال: «يجب أن تتدفق إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود في موجات ومن دون عوائق».
واصفاً تحذيراً أصدرته مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي للجوع، بأنه يؤكد «ما كنا نخشاه: غزة على شفا المجاعة». وأضاف في بيان «يواجه الفلسطينيون في غزة كارثة إنسانية لها أبعاد مروعة، هذا ليس تحذيراً، بل هو واقع يتكشف أمام أعيننا».
وقال المرصد العالمي للجوع في تحذير أصدره أمس: إن المجاعة تتكشف في غزة. وجاء في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن «السيناريو الأسوأ -وهو حدوث مجاعة- يتكشف حالياً في قطاع غزة».
وأضاف: «أدلة متزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض تقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع».
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تشترك فيها 21 منظمة إغاثة ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعانيه السكان.
وورد في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل «يجب اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال القتالية، والسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق ومن دون عوائق، لإنقاذ الأرواح.. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الوفيات، ووضع نهاية للمعاناة الإنسانية الكارثية».
ووفقاً للتحذير، تشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء وصل لحد المجاعة في معظم أنحاء القطاع الذي لا يزال يعيش فيه نحو 2.1 مليون شخص، إلى جانب سوء التغذية الحاد في مدينة غزة.
مستويات «كارثية»
وأيدت التحذيرَ بشأن غزة، أمس، لجنةُ مراجعة المجاعة المستقلة التابعة للتصنيف، والتي تدقق وتتحقق من نتائج التصنيف التي تحذر من المجاعة أو تحددها.
وتوقع آخر تحليل للتصنيف بشأن غزة الذي صدر في 12 مايو، أن يعاني كل سكان القطاع -على الأرجح- مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول نهاية سبتمبر، مع توقعات بوصول 469.500 شخص إلى مستويات كارثية.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة في تحذيرها، أمس: «استمر العديد من عوامل الخطر المحددة في ذلك التقرير في التدهور». وأضافت: «رغم أن النقص الحاد في المساعدات الإنسانية يعوق جمع البيانات الوافية، يتضح من الأدلة المتاحة أن الجوع وسوء التغذية والوفيات تزداد بوتيرة متسارعة».
وجاء في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل أن 88 في المئة من غزة تخضع لأوامر إخلاء أو تقع ضمن مناطق عسكرية. وقال: «حصول الناس على الغذاء في جميع أنحاء غزة، أصبح الآن غير مستقر وخطراً للغاية بشكل يثير الفزع».
وأضاف أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 62 ألف طن من المواد الغذائية الأساسية شهرياً، لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لسكان غزة.
برنامج الأغذية
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال روس سميث، كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي للبرنامج لشرق أفريقيا ووسطها، خلال إحاطة إعلامية في الأمم المتحدة بجنيف من خلال الفيديو: «لم نحصل على التصريح اللازم لنقل الكميات التي طلبناها».
وقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة: إن النساء والفتيات في غزة يواجهن خياراً مستحيلاً بين الموت جوعاً في أماكن الإيواء أو التعرض لخطر شديد بالقتل خلال البحث عن الطعام والماء.
إسرائيل تنفي دائماً كل التقارير الدولية بشأن المآسي في غزة، ومنها تقارير الأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس: إن الوضع في غزة «صعب»، لكن هناك «أكاذيب» حول وجود تجويع، حسب تعبيره.