عربية

الأكراد والدولة السورية.. بين الاندماج والحكم الذاتي

كريترنيوز/ متابعات/وكالات/دمشق

تمر سوريا بمرحلة حرجة في التعامل مع المكونات الكردية، وسط مخاوف من أي انفلات قد يؤدي إلى الفوضى أو تقسيم الأراضي السورية. وتتزامن هذه المخاوف مع اجتماعات ومباحثات سياسية، بدأت تتجه نحو تسريع آليات الاندماج بين المجموعات الكردية والدولة السورية، وسط تحديات كبيرة على الأرض، ومعضلات مستمرة على صعيد السيادة والقرار المحلي.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، شدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، الأربعاء، على خطورة دعم الفوضى في سوريا، موضحاً أن بلاده تواجه تحديات كبيرة نتيجة التدخلات الخارجية التي تهدف إلى خلق وقائع تقسيمية على الأرض.

 

ووفقاً لوكالة سبوتنيك قال الشيباني: «إن سوريا مصممة على حماية سيادتها ووحدة أراضيها، ولن تسمح لأي جهة خارجية بتقويض هذا الهدف». وشدد على أن دمشق تسعى إلى معالجة القضايا الداخلية عبر الحوار بين السوريين، مشدداً على أن أي تدخل خارجي في ملفات مثل القامشلي أو المناطق الكردية يعد «مساساً بالسيادة»، ويهدد الاستقرار.

كانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا أكدت، الثلاثاء، ضرورة مشاركة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» كونها طرفاً رئيسياً في أي عملية سياسية.

وجاء في بيان لها أنها «جاهزة للمشاركة في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وتشكيل هيئة حكم انتقالي شاملة»، مضيفة أن إقصاء القوى الفاعلة التي تمثل ملايين السوريين «سيؤدي إلى فشل العملية السياسية».

 

واختتم مؤتمر «كونفرانس وحدة الموقف»، في 8 أغسطس، لمكونات شمال وشرق سوريا أعماله، في مدينة الحسكة، بإصدار بيان ختامي شدد فيه المشاركون على ضرورة ترسيخ التعدد القومي والديني والثقافي في البنى السياسية، واعتماد دستور ديمقراطي يضمن لامركزية الحكم والمشاركة الفعلية لجميع المكونات.

كما دعا البيان إلى عقد مؤتمر وطني سوري شامل، وإطلاق مسار للعدالة الانتقالية يضمن عودة آمنة وكريمة للمهجّرين، ورفض التغيير الديموغرافي، وفق ما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية.

وعقد المؤتمر تحت شعار «معاً من أجل تنوع يعزز وحدتنا وشراكة تبني مستقبلنا»، في المركز الثقافي بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بمشاركة أكثر من 400 شخصية يمثلون الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، والمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، وممثلي مكونات شمال وشرق سوريا.

وأعربت الحكومة السورية عن رفضها الشديد لمؤتمر «قسد»، معتبرة أنه «خرق واضح» لاتفاق 10 مارس، ومحاولة لـ«تدويل الشأن السوري» و«خروج عن الإطار الوطني».

زر الذهاب إلى الأعلى