عربية

لبنان.. أسبوع حاسم على مسارين ورقة أمريكا و«اليونيفيل»

كريترنيوز /متابعات /وفاء عواد/بيروت

اختتم الأسبوع السياسي في لبنان على ترقب حذر للغاية لاستحقاق تصويت مجلس الأمن الدولي على التمديد للقوّة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، والذي كان محدداً غداً، وسط غموض مثير للقلق لا يزال يسود أجواء ومناخات المشاورات الاستباقية التي أجريت الأسبوع الماضي، تمهيداً لحسم وجهة التمديد وفترته، وما إذا كان سيشهد تبديلاً في طبيعة مهام هذه القوات.
ولعل ما زاد الأوضاع غموضاً بروز معلومات عن أن جلسة مجلس الأمن الدولي التي كانت مقررة غداً للتصويت على تجديد ولاية «اليونيفيل» قد تأجلت، من دون أن يتم تعيين موعد لجلسة أخرى، بما أوحى أن التجاذبات الدولية بين أعضاء مجلس الأمن حول التمديد، ولا سيما الأمريكية – الفرنسية منها، لم تذلل بعد للتوصل إلى تسوية.

وعليه، فإن ثمة تخوفاً جدياً من أن يستمر الانقسام بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ما يؤدي إلى استعمال حق النقض الفيتو، وبالتالي تعطيل عملية التمديد لـ«اليونيفيل» ووضع السلطات اللبنانية أمام فراغ أمني خطر، ولا سيما في ظل الأوضاع فائقة الدقة التي يعيشها لبنان.

وينتظر خلال الأسبوع الجاري تحديد مآل الورقة الأمريكية، إنْ إيجاباً كما وعد الموفد الرئاسي الأمريكي، توم باراك، أو سلباً والوقوع في المماطلة الإسرائيلية وإغراق مندرجات هذه الورقة بمزيد من الشروط، وبمعنى أدق، يشكل هذا الأسبوع محطة حاسمة لورقة باراك، إذْ تقف على مفترق النجاح في تثبيتها وتسويقها أو الفشل.

ترابط نقيضين
وأشارت مصادر سياسية متابعة لـ«البيان»، إلى أن ثمة ترابطاً بين التعثر المستمر في التوصل إلى تسوية حول التمديد لـ«اليونيفيل»، والتحرك الذي يقوم به الموفدان الأمريكيان، توم باراك، ومورغان أورتاغوس، بين لبنان وإسرائيل عقب زيارتهما الأخيرة لبيروت، إذْ كان ينتظر أن يعودا إلى لبنان برد إسرائيل على الورقة التي تم التوافق عليها مع الجانب اللبناني، وهذا ما لم يحصل.
ووفق المصادر نفسها، فإن وجهة مسار الأمور المرتبطة بالورقة الأمريكية قد تحسم خلال زيارة باراك وأورتاغوس للبنان، إذْ تردد أنهما سيصلان إلى بيروت غداً، حيث يرافقهما عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.

والسؤال الأساسي هو: هل ستتجاوب إسرائيل مع ما يمكن أن يطرحه الموفد الأمريكي لجهة خطوة في مقابل خطوة، أي أن تبدأ إسرائيل بالانسحاب في مقابل خطوات من الجانب اللبناني؟

وفيما لا أحد يملك أجوبة حتى الساعة، فإن أخطر الخطط تبدت بمعلومات مفادها وجود طرح إسرائيلي يحيي نموذج شريط حدودي خالٍ من السكان على امتداد قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان، وبتنفيذ أمريكي بإقامة منطقة حرة تحمل اسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تتضمن إنشاء معامل ومصانع كبديل للأنفاق، وتكون تبعتها للدولة اللبنانية، ووظيفتها الفصل بين الحدود الجنوبية والشمالية.
هدنة مؤقتة
وفي موازاة ذلك، ترددت معلومات مفادها أن طرحاً تداولت به جهات دولية من ضمنها الأمريكيون وبين كل المعنيين بما تسمى جبهة لبنان، يقترح أن يصار إلى هدنة مؤقتة على هذه الجبهة لمدة 60 يوماً، وذلك إفساحاً في المجال لحركة مشاورات مكثفة في اتجاهات داخلية لبنانية وفي اتجاهات خارجية، بهدف تسهيل العملية السياسية الجارية في لبنان، وتمكين الحكومة اللبنانية من تنفيذ القرارات التي اتخذتها، ولا سيما في ما يخص سحب سلاح «حزب الله»، إلا أن العقدة الكبرى تكمن في الجانب اللبناني، المنقسم على نفسه، ليس حول الهدنة ومداها، بل حول سلاح «حزب الله»، إذْ يُخشى من أن يؤدي هذا الانقسام إلى توترات وفوضى داخلية، ربطاً بالمواقف المتصادمة حول هذا الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى