قتل أكثر من ألف شخص.. انزلاق جبلي يبتلع قرية بأكملها في السودان
شاهد وحيد على المأساة ينجو من بين المئات ونداء استغاثة لانتشال الجثث

كريترنيوز/ متابعات /ياسر قاسم
شهد إقليم دارفور غرب السودان واحدة من أبشع الكوارث الطبيعية في تاريخه الحديث، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في انزلاق جبلي ضخم طمر قرية ترسين شرق جبل مرة بالكامل، وأسفر الحادث عن مصرع أكثر من ألف شخص، فيما نجا فرد واحد فقط بأعجوبة من تحت الركام، وأكدت حركة تحرير السودان أن القرية “سويت بالأرض تمامًا”، مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لانتشال الجثث، وتعد الكارثة الأكبر من نوعها في المنطقة منذ عقود، ما يزيد المخاوف من تكرارها مع ضعف البنية التحتية وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وتطابقت التقارير الواردة صباح الثلاثاء من قرية ترسين مع تفاصيل ما جاء في بيان حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور.
شاهد وحيد على الكارثة
تحوّلت القرية الوادعة في شرق جبل مرة إلى مقبرة جماعية، بعد أن جرفها انزلاق أرضي مهول وأفنى أكثر من ألفًا من سكانها، لم ينجُ من المأساة سوى رجل واحد، ليصبح الشاهد الوحيد على رحيل أسرته وجيرانه وأبناء قريته، وبينما تتعالى النداءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتشال الجثث من تحت الركام، يعيش أهالي دارفور حالة صدمة ورعب من هول ما حدث، فالكارثة لم تترك وراءها ضحايا فقط، بل مسحت قرية كاملة من الوجود في لحظة واحدة.
وتُعد منطقة ترسين، التي تعرضت للكارثة الطبيعية، من أشهر مناطق جبل مرة المنتجة للموالح، وتقع القرية التي حدثت فيها المأساة في وادي انزلق عليه الجبل وطمره بالكامل في شرق جبل مرة، هو نفس الوادي الذي حدث به انزلاق أرضي على قرية تربة وهو الرافد الذي ينبع منه وادي برلي الذي ينصف مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور الى قسمين
مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات
وكشفت السلطة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان، عن مقتل سكان القرية، إثر انزلاقات أرضية سببتها الأمطار، وتعاني مناطق جبل مرة الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان منذ سنوات طويلة من ضعف في البنية التحتية، خاصة في موسم هطول الأمطار.
وقالت حركة جيش تحرير السودان في بيان مساء الاثنين إنّ “انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة” أدّت إلى “دمار كامل لقرية ترسين – شرق جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني، ومصرع كامل سكّانها الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من ألف شخص، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد”.
وأوضح البيان أنّ الكارثة وقعت الأحد “بسبب الامطار الغزيرة التي هطلت في الأسبوع الاخير من شهر أغسطس المنصرم”.
وبحسب البيان فإنّ “المعلومات الأولية تفيد عن موت جميع سكّان القرية ويقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص ولم ينج من بينهم إلا شخص واحد فقط”.
ولفتت الحركة في بيانها إلى أنّ القرية “سوّيت بالأرض تماما” نتيجة لهذا الانزلاق الأرضي، مناشدة “الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية والدولية والضمير الانساني الحيّ مساعدتنا لانتشال جثامين الموتى من تحت التراب ويقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال”.
ويتطلب وصول الأمم المتحدة والمنظمات إذنًا من الحكومة السودانية وتصاريح مرور من قوات الدعم السريع، التي تسيطر على معظم الإقليم الواقع غرب البلاد، بما في ذلك 6 من أصل 8 محليات في ولاية وسط دارفور.